«نبض الخليج»
أكد الباحث والأستاذ في السياسة الدولية، مروان قبلان، على ضرورة توحيد الجبهة الوطنية الداخلية في سوريا قبل الانتقال إلى التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى دور الأخير في استغلال حالة الضعف بين السوريين ليفرض شروطه ويحصّل التنازلات.
وشدد قبلان خلال لقاء مع تلفزيون سوريا على ضرورة تشكيل إجماع وطني في سوريا تمهيداً لمواجهة التحديات الخارجية، أبرزها الإسرائيلية، مؤكداً على ضرورة وجود عملية سياسية شاملة لكل السوريين لتفتيت تحفظات باقي الأطراف حول إدارة البلاد التي تعتمد اليوم على المركزية بشكل كبير مع غياب واضح للحوار.
“غياب الشفافية”
وقدّم قبلان عدة ملاحظات حول المفاوضات القائمة بين سوريا وإسرائيل، أبرزها غياب الشفافية من الجانب السوري، مؤكداً على ضرورة الابتعاد عن أساليب العهد السابق، والتحدث إلى السوريين بشكل صريح ومباشر، وهو ما اعتبره تعزيزاً لموقف السلطات السورية في مواجهة المشككين بالداخل، وفي مواجهة إسرائيل في الخارج اعتماداً على الرأي العام السوري.
ويرى قبلان أن المستوى السياسي من المفاوضات مع إسرائيل ربما يكون مبكراً، بحيث يجب أن تقتصر على المستويات الأمنية والعسكرية في هذه المرحلة، كما ركّز على أهمية وجود خبراء أمنيين وتقنيين من الجانب السوري لمفاوضة الاحتلال الإسرائيلي.
قبلان: السلطة المؤقتة يجب ألا تتحمل المسؤولية
ويعتبر أستاذ السياسة الدولية أن قضية التفاوض مع إسرائيل، قضية مصيرية وطنية كبرى تحتاج إلى تشكيل إجماع وطني حولها، مؤكداً على ضرورة عدم تحمّل السلطات السورية وحدها المسؤولية الكاملة في هذا الملف.
وانتقد قبلان التعاطي مع ملف السويداء الذي أفسح المجال أمام التدخل الإسرائيلي في شأن داخلي سوري، مؤكداً على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية قبل البدء بأي عملية تفاوضية مع إسرائيل، كما دان حالة الاستقواء من قبل الفصائل العسكرية في السويداء على رأسها حكمت الهجري بالاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أنه كان مبالغاً فيه و”ذهبوا فيه بعيداً”.
وأبدى قبلان تخوّفه من اتفاق نزع السلاح الذي يعني غياب السيادة السورية وبالتالي يؤسس لظهور مليشيات محلية ستعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، على حد تقديره.
وفي مسألة التطبيع، يعتبر أن الوضع في سوريا مختلف عن باقي الدول العربية بسبب وجود أراضٍ محتلة، مع استمرار التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية والهجمات التي تخلّف ضحايا، لافتاً إلى أن كل ما جرى من تطبيع مع الدول العربية بكفّة وبحال حدوث تطبيع مع سوريا هو بكفة أخرى، بسبب الصراع التاريخي مع إسرائيل ودور سوريا الجوهري فيه.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية