جدول المحتويات
«نبض الخليج»
يترقب الشارع الكروي السوري بفارغ الصبر اتحاد كرة القدم القادم باعتباره أول اتحاد منتخب بعد سقوط النظام المخلوع، حيث يدير حالياً الكرة السورية اتحاد مؤقت يشرف عليه الأمين العام في آخر اتحاد مازن دقوري.
كما سيكون انتخاب اتحاد كرة القدم الجديد برعاية أول وزارة للرياضة والشباب بتاريخ سوريا، وهي الجهة التي حلت محل الاتحاد الرياضي العام.
موعد انتخابات اتحاد كرة القدم السوري
وفق تصريحات مسؤولي اتحاد كرة القدم فإن منتصف شهر أيلول/سبتمبر الجاري ستجتمع الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، لتحديد مسار الانتخابات الخاصة بالرئيس واللجنة التنفيذية، على أن تتم الانتخابات بعد 45 يوماً من موعد انعقاد الجمعية العمومية، ما يعني أن اتحاد كرة القدم الجديد سيستلم مهامه في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بحساب المدة المحددة “45 يوماً” ثم يليها تصديق الاتحاد الدولي والآسيوي على نتيجة الانتخابات.
وسيواجه اتحاد كرة القدم القادم تحديات هائلة نظراً للظروف التي سيستلم فيها هذا الاتحاد مهامه، كما ستلعب هذه المرحلة التاريخية في سوريا عموماً دوراً في تشكيل تصور الجمهور الرياضي عن الاتحاد ورئيسه.
الفساد والأندية
لعل أبرز التحديات وأولها لاتحاد القدم القادم، هي تغيير الصورة النمطية عن الفساد داخل أروقة الاتحاد، والحديث المتواصل عن إعادة تدوير الشخصيات السابقة وبالتالي إعادة إنتاج دائرة الفساد التي غذاها نظام الأسد المخلوع على مدى عشرات السنين وفق تعليقات عدد كبير من المتابعين الكرويين.
ترتيب البيت الداخلي للكرة السورية أيضاً من أكبر الإشكاليات التي سيواجهها الاتحاد القادم، خصوصاً أن دوري كرة القدم لموسم 2025-2026 سيبدأ قبل تحديد الاتحاد الجديد، وبالتالي فالحديث عن الأنظمة واللوائح الخاصة بالأندية وملف عقود اللاعبين لن يكون ضمن مهام الاتحاد الأولى، إلا في حال قررت الجمعية العمومية اتخاذ قرارات طارئة، وحتى مع وجود هذا الاحتمال فإن على الاتحاد القادم أن يعمل على قوانين جديدة ومرنة للأندية السورية، خصوصاً مع ارتفاع الأصوات المطالبة بالخصخصة الكاملة للأندية، ما يجعل من هذه المهمة أولوية فالأندية المحلية هي عماد المنتخبات الوطنية ومؤشر على نجاح أي إدارة كروية.
منتخب سوريا الأول
الكرة السورية على صعيد المنتخبات الوطنية وتحديداً المنتخب الأول لم تكن مرضية يوماً للجماهير السورية، حيث فشل المنتخب الاول بتجاوز الدور الأول من تصفيات كأس العالم ضمن مجموعة وصفت بالسهلة، إضافة إلى المشكلات المختلفة من ناحية الأداء وطريقة اللعب حتى مع وجود المغتربين، ما يجعل المنتخبات الوطنية أهم مؤشر على نجاح أو استمرار فشل اتحادات كرة القدم السورية.
وسيكون كأس العرب في نهاية هذا العام أول استحقاق للاتحاد القادم في حال تجاوز المنتخب الوطني منتخب جنوب السودان في مباراة الملحق.
كما سيكون على الاتحاد معالجة قضية المدرب الأجنبي الذي لا يقيم داخل سوريا، وهي من أكثر الملفات الشائكة، إذ يقيم المدير الفني للمنتخب الأول خوسيه لانا في إسبانيا ويحضر إلى الدولة المستضيفة لمباريات المنتخب قبل المباراة بأيام قليلة في معسكر سريع، ما أثار موجة من الانتقادات لكل المسؤولين الكرويين السابقين.
الأموال المجمدة
ملف الأموال السورية المجمدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، سيكون أيضاً من أول مهام الاتحاد القادم، خصوصاً مع القرار الأميركي بإزالة العقوبات عن سوريا، إذ تخصص الفيفا مساعدات دورية للاتحادات في الدول الفقيرة غالباً.
لكن وبسبب العقوبات السابقة جمدت هذه المبالغ التي تصل وفق أعلى تقديرات مسؤولي الاتحاد المؤقت لـ11 مليون دولار، تأتي على شكل شرائح، إذ تخصص المنظمة الدولية مبالغ لتأهيل أو بناء المنشآت الكروية وبنود متعلقة بالمصاريف التشغيلية والإدارية والتنقلات وغيرها، لكن الاتحاد الدولي ما يزال بانتظار الاتحاد الجديد والمنتخب ليبدأ بفك الحظر عن هذه الأموال وفق خطط محددة وواضحة.
الملاعب والمنشآت
أما القضية الأكبر والتي تتطلب تحركاً سريعاً وإدارة جيدة، هي قضية الملاعب والمنشآت، التي تعاني في سوريا من الإهمال وسوء التخطيط، وتحتاج لترميم ما تدمر بعدوان نظام الأسد البائد واستخدامه كمقار عسكرية، أو تأهيل ما أهمل خلال الحقبات الفائتة، لأن نجاح اتحاد القدم القادم في هذا الملف قد يقلل كثيراً من مدة حظر سوريا من استضافة المباريات داخل البلاد، فملاعب المباريات كلها من العشب الصناعي، والمرافق داخلها لا تصلح للاعبين، والمدرجات تعرضت للتخريب بشكل كبير، وبالتالي سيتعين على الاتحاد الجديد بذل مجهودات كبيرة جدا لتحقيق تقدم في هذا السياق.
أخيراً قد تبدو مهمة أي اتحاد جديد بحصد نتائج سريعة مستحيلة نظراً للظروف التي تعاني منها سوريا، والمعوقات المادية واللوجستية، لكن حل المشكلات القديمة وترتيب بيت الكرة السورية الداخلي سيكون كافياً لاعتبار اتحاد القدم القادم ناجحاً.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية