حين يعتلي جلالة الملك المنصة في القمة العربية، لا يكون مجرد متحدث بين زعماء، بل حاملًا لرسالة وطنٍ وأمة. كلماته ليست حبرًا يُسطَّر، بل حروفٌ من شهامةٍ لا تُصطنع، وأصالةٍ راسخة، وفهمٍ صامت يسبق نبرة الصوت. هيبة الخطاب الملكي ليست في إيقاع الجمل فقط، بل في عمق الصدق الذي يسكبه في قلوب مستمعيه.
في القمة الأخيرة، أثبت جلالته أن الكلمة الهادفة يمكن أن تتجاوز كل ضجيج، فتغدو خارطة طريق للعمل العربي المشترك. حديثه عن فلسطين وحق الشعوب في الأمن والكرامة، وعن ضرورة التضامن لمواجهة أزمات المنطقة، جاء مشبعًا بوقار الدولة ومسؤولية القائد الذي يرى أبعد من حدود اللحظة.
الكلمة الملكية أعلنت أن الحروف، إذا خرجت من قلب صادق وعقلٍ واعٍ، تصبح عهدًا يُبنى عليه، وتتحول إلى قوة ناعمة تدفع القادة والجماهير نحو أفق أوضح. في زمنٍ يضج بالشعارات، يظل خطاب جلالة الملك نموذجًا للاتزان والشجاعة، يذكّر بأن الصراحة ليست خروجًا عن الدبلوماسية، بل هي جوهر القيادة الأصيلة.
إن ما حملته كلمته في القمة العربية لم يكن مجرد موقف سياسي؛ بل شهادة على التزام الأردن الدائم بقضايا أمته، ودليل على أن الصوت الحكيم يستطيع أن يجمع، حين تتفرق الأصوات، وأن يوجه البوصلة نحو مصلحة عليا تتجاوز الحسابات الضيقة.
هكذا تثبت خطابات جلالة الملك، في كل محفل، أن الكلمة حين تصدر عن قائد مخلص، تتحول إلى فعل، وأن الحروف الممهورة بالشجاعة والصدق تظل تزرع الثقة في القلوب وتدفع العزائم للعمل من أجل الغد العربي الأفضل.