جدول المحتويات
«نبض الخليج»
مع اقتراب كل عام دراسي جديد، تتحول فرحة الأهالي بتعليم أبنائهم إلى هاجس مالي ثقيل، خاصة في محافظة اللاذقية التي تعاني كبقية المحافظات السورية من تبعات الأزمة الاقتصادية الطاحنة حيث أصبحت عملية تأمين المستلزمات المدرسية البسيطة معركة يومية للأسر، بعد أن تجاوزت التكاليف قدرة معظم العائلات متوسطة ومحدودة الدخل.
أسعار المواد المدرسية في اللاذقية
وخلال جولة في أسواق مدينة اللاذقية يلاحظ المقبلون على المكاتب المدرسية الارتفاع الكبير في أسعار جميع المواد، مقارنة بالدخل ويتراوح سعر الدفتر الواحد بين 5 و15ألف ليرة سورية للدفتر العادي، وقد يصل سعر دفتر الرسم ذو الجودة العالية إلى 20 ألف ليرة.
في حين يتراوح سعر قلم الحبر الجاف بين 2,500 و4,500 ليرة، بينما يصل سعر علبة الألوان الخشبية (12 لون) إلى 60 ألف ليرة سورية وأكثر.
وتجاوز سعر الحقيبة المدرسية المتوسطة 300 ألف ليرة سورية، وقد تصل أسعار بعض الماركات إلى 750 ألف ليرة سورية. في حين باتت تكلفة تأمين زي مدرسي كامل (بنطال/تنورة وبلوزة) لا تقل عن 400 إلى 600 ألف ليرة للقطعة الواحدة.
وتقدّر التكلفة الإجمالية لمستلزمات طالب المرحلة الابتدائية ما بين مليون ونصف إلى مليوني سورية، وقد تزيد هذه التكلفة بشكل كبير لطلاب المراحل الإعدادية والثانوية، مما يشكل عبئًا يفوق راتب موظف حكومي.
الأسعار لا تتناسب مع الدخل
وقال محمد مرقبية وهو صاحب متجر في مدينة جبلة وأب لثلاثة أطفال في المدارس إن الأسعار مبالغ بها والموسم المدرسي وتزامنه مع موسم تحضير المونة يشكل صداعاً حقيقياً للعائلات. مضيفا أنه بدأ بتحضير لوازم المدرسة لأولاده منذ شهرين بشرائها على مراحل تجنباً للضائقة المادية مع افتتاح المدارس.
ويضيف مرقبية: “المشكلة ليست فقط بالمستلزمات فمع عودة المدارس نحن مضطرون لتسجيل الأولاد في دروس خاصة بسبب سوء التعليم والعام الماضي كنت أدفع شهريا نحو 600 ألف ليرة ونقتصد في الأكل والشرب لهذه الغاية.. أتمنى أن يكون التعليم هذا العام أفضل وأن يراعوا وضع الأسر”.
الدروس الخصوصية تزيد المعاناة
من جانبها تقول دلال زينو من ريف مدينة جبلة لموقع تلفزيون سوريا:” ابني في المرحلة الثانوية ونحن مضطرون يوميا لدفع تكاليف مرتفعة في أجور النقل إلى المدينة فالمنطقة التي نحن فيها لا تتواجد مدرسة ثانوية قريبة كما أن الدروس الخاصة وأسعار المستلزمات جداً مرتفعة، ولا تراعي أبداً أوضاع العائلات ونحن نعتمد فقط على راتب زوجي الموظف الذي لا يتجاوز مليون ونصف المليون ليرة”.
وأكدت زينو في حديثها لموقع “تلفزيون سوريا” على ضرورة اهتمام المنظمات الإنسانية والدولة بدعم العائلات وتوزيع لوازم القرطاسية والكتب مجانا هذا العام وتحسين جودة التعليم.
طلاب من غير مستلزمات دراسية
من جانبه قال الأستاذ محمد صالح وهو مدرس للمرحلة الابتدائية في جبلة إن الكثير من الطلاب يأتون للمدرسة من غير مستلزمات كاملة. يتشاركون القلم والممحاة ويكتبون على دفتر واحد وهذا الأمر يؤثر على على نفسيتهم وتركيزهم وعلى جودة التدريس وأكد على ضرورة إيجاد حل جذري.
وحول سبب الأسعار المرتفعة قال أحمد عبد الباقي وهو صاحب مكتبة إن معظم الأسعار مرتفعة من المصدر وهي مواد مستوردة بمعظمها ومرتبطة بارتفاع قيمة الدولار أمام الليرة السورية، مضيفاً أن الأسعار مقارنة بالعام الماضي معقولة رغم أنها لا تناسب دخل الفئة الفقيرة والمتوسطة.
ومع اقتراب عودة العام الدراسي الجديد ما يزال العمل مستمراً في تأهيل وصيانة بعض المدارس حيث تعاني معظم مدارس اللاذقية من الإهمال وسوء البنية التحتية بسبب إهمالها طوال السنوات الماضية.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية