«نبض الخليج»
دبي في 24 سبتمبر/ وام/ استعرضت جلسة قيادية رئيسية ضمن فعاليات ملتقى محمد بن راشد للقادة، أبرز المحطات والملامح في نهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” للقيادة الملهمة التي باتت نموذجاً عالمياً تستلهمه برامج إعداد القيادات ومعاهد الإدارة العليا، ومكّنت دبي من امتلاك كل الركائز التي تحتاجها لتحقيق رؤية سموه بأن تصبح الأفضل عالمياً.
وعرضت الجلسة التي ترأسها معالي عبدالله محمد البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وشارك فيها كل من سعادة المهندس مروان بن غليطة مدير عام بلدية دبي، وسعادة عائشة ميران مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وسعادة عمر بوشهاب مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي، وسعادة الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لـ“دبي الصحية” ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، عناصر تميّز النهج القيادي الذي أرساه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشكّل محور قصة نجاحها في مختلف المؤشرات الدولية للقيادة والإدارة.
وركّزت الجلسة على محاور رئيسية أبرزها القيادة المنهجية في مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأُسس صناعة القرار، والتخطيط الاستباقي والإستراتيجي، والاستباقية وتصميم المستقبل من أجل الإنسان.
واستهل معالي عبدالله محمد البسطي الجلسة التي انعقدت تحت عنوان “كيفية تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن تكون دبي أفضل مدينة في العالم”، باستعراض أبرز ملامح رؤية وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال محطات تاريخية مهمة شكّلت معاً مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في القيادة المؤثرة، وميّزت نهج مأسسة مبادئ القيادة الذي خطّه سموه.
وقال البسطي: “نهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في القيادة جعل منها ممارسةً عملية وخطوات مؤسسية ومرجعية فكرية، وكرّس مبدأ التطوير المستدام، ومكّن القادة في كل القطاعات لتحقيق الأفضل.”
وأضاف: ” النموذج الريادي الذي أرساه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قام على إنشاء مؤسسات متخصصة تعمل وفق رؤية مستقبلية، وسن تشريعات مرنة، وتصميم إستراتيجيات متكاملة، حتى حوّل التحديات إلى فرص، وجعل من دبي مدينة المؤسسات والتميّز والمستقبل.”
وأكد البسطي أن الرؤية القيادية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صنعت أفضل مقومات الريادة لدبي لتكون في صدارة المدن العالمية، وأسست لثقافة التنافسية الإيجابية بين الجهات الحكومية للتحسين المستمر للخدمات، ووفرت لقيادات مختلف قطاعاتها الركائز الأمثل التي يمكنهم العمل وفقاً لها على تقديم الأفضل للمواطنين والمقيمين والزوار وفق أعلى المعايير العالمية، مع مواكبة التحولات العالمية المتسارعة واستباقها في كثير من الأحيان”.
وعدّد معاليه محطات زمنية فارقة في مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شكّلت منظومة القيادة الاستباقية والمرنة التي أرسى دعائمها كقائد فذ، وصنعت الفرص في دبي على مستوى القطاعين الحكومي والخاص والأفراد والمؤسسات والشركات والأعمال.
وأوضح البسطي أن القرارات الحاسمة والجريئة التي اتخذها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أرست منظومة عمل متكاملة يسهم فيها الجميع في دبي، وتحوّل التحديات إلى فرص، ونقلت دبي من نجاح إلى آخر وأرست ركائز العمل المؤسسي المنظم، وعززت التنافسية، وحققت الأسبقية في الرقمنة، ورسخت التخطيط الإستراتيجي، وصنعت قطاعات اقتصادية جديدة كلياً.
وأضاف: “ اليوم، ومع خطة دبي 2033 بأجندتيها الاقتصادية والاجتماعية، والإستراتيجيات الداعمة مثل التعليم والقطاع العقاري، واستراتيجية دبي للمرونة بالإضافة إلى خطة دبي الحضرية وغيرها، نعيش مرحلة جديدة من التخطيط المتكامل، هدفها تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أن تكون دبي المدينة الأولى عالمياً لخدمة الإنسان”.
وركزت الجلسة على التوجه المستقبلي لعدد من الجهات الحيوية، وكيفية تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في القطاعات المختلفة وتعزيز رفاه المجتمع.
كما سلطت الضوء على أربعة قطاعات حيوية ترسخ ريادة وتنافسية دبي على الساحة العالمية؛ تشمل الخدمات الحضرية التي يكون محورها الإنسان، والتعليم بجودة عالمية، وفرص القطاع العقاري، والصحة القائمة على البحث والابتكار.
وخلال مشاركته في الجلسة، قال سعادة المهندس مروان بن غليطة، مدير عام بلدية دبي: ” رسّخت فلسفة وفكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، روح دبي ونهجها في استشراف المستقبل، والتخطيط الإستراتيجي الاستباقي، وغرس سموّه نهج المركز الأول كمحرك للتغيير والنمو، وأن الريادة ليست وجهة نطمح الوصول إليها فحسب، بل هي غاية السعي للنجاح. أراد سموّه لدبي أن تكون أفضل مدينة في العالم، من خلال أسس قيادية ركيزتها الإيمان بالإنسان كأعظم ثروة، يمكن أن يصنع الاستثمار فيه قادة أكفاء قادرين على إحداث الأثر، ويبني فرق عمل متكاملة، ومؤسسات رائدة تُشكل الريادة والتنافسية والتميز جزءًا رئيسا من هويتها، وبالتالي تسهم في رسم ملامح نموذج مدينة المستقبل التي لا تعرف المستحيل”.
وأضاف سعادته: “اليوم دبي لها تأثير عالمي بنهجها وطموحاتها وريادتها في جَودة الحياة، وتميز الخدمات، والبنية التحتية المتقدمة والمستدامة، وما توفره من جاذبية للعيش والاستثمار ورأس المال وريادة الأعمال، وأن يكون لمدينة تأثير يعني أنها تلعب دورًا محوريًا وفعّالًا في تشكيل مستقبل المشهد الحضري العالمي للمدن. أحدثت الأسس القيادية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذا التأثير لدبي، لتكون أفضل مدينة في العالم للعيش والعمل والزيارة والاستثمار، وحاضنة عالمية للمواهب ورواد الأعمال؛ تعكس هذه الأسس التكامل بين الرؤية الواضحة، والتخطيط الإستراتيجي، وكفاءة استثمار الموارد والكوادر، واستغلال الفرص لبناء المستقبل”.
وأكدت سعادة عائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، خلال الجلسة أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تُعدّ مدرسة عالمية في القيادة، تضع الإنسان في مقدمة الأولويات، وتُرسِّخ الشغف المستمر بالتعلم، وتتطلع دائماً إلى الإنجاز بإيجابية، مهما بدا ذلك مستحيلاً.
وأشارت سعادتها إلى أن الاستماع والإنصات الجيد لكل فرد في المجتمع التعليمي في دبي، وتلمُّس احتياجاتهم وتطلعاتهم، كانا الأساس في تطوير استراتيجية التعليم في دبي 2033، لتحقيق الأهداف المستقبلية للإمارة في توفير تعليم نموذجي للجميع، بما يعكس مكانة دبي، التي تعد اليوم من ضمن العشر الأوائل في العديد من مؤشرات التعليم العالمية.
وقالت سعادتها: “يتمحور جوهر إستراتيجية التعليم في دبي 2033 حول إحداث قفزة نوعية في منظومة التعليم، من خلال رؤية تحولية تهدف إلى إعادة تصميم رحلة كل متعلم، وتلبية الاحتياجات والطموحات الفردية المتنوعة، وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومشجعة، وضمان تزويد المتعلمين بالمهارات والفرص اللازمة للنجاح في مختلف مراحل حياتهم، بدءاً من التعليم المبكر، مروراً بالتعليم العالي، وصولاً إلى التعليم المستمر، وذلك لجعل الإمارة ضمن أفضل 10 مدن عالمياً في التعليم، والوجهة الأولى المفضلة للطلبة الدوليين، وموطناً لأفضل مؤسسات التعليم العالي بحلول عام 2033”.
وتحدَّثت سعادتها عن تنفيذ العديد من مبادرات التغيير الرئيسة منذ اعتماد استراتيجية التعليم في أكتوبر من عام 2024، حيث استهدفت هذه المبادرات تمكين الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور في دبي، وضمان حصول جميع المتعلمين، وفي مقدمتهم الطلبة الإماراتيون، على فرص تعليمية متكافئة وعالية الجودة، مؤكدة أن بناء جيل متمكن يعتز بهويته، ومتمسك بلغته الأم، يعدُّ أولوية قصوى، وذلك انطلاقًا من أن اللغة العربية جزء لا يتجزأ من هوية دبي ومنظومتها التعليمية، وأن الارتقاء بتعليمها وتعلمها، وإبراز مكانتها، أولوية لبناء قيادات مستقبلية واعدة.
وقال سعادة عمر حمد بوشهاب، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي: “رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليست شعاراً نرفعه، بل برنامج عملٍ يومي يقوده مبدأٌ راسخ يتمثّل في أنّ سعادة الإنسان أولاً. نعزّز ذلك بمنظومة حوكمةٍ شفافة، وبياناتٍ موثوقة تُسند القرار، وخدمات رقمية استباقية تُقدَّم قبل أن يطلبها المتعامل، وثقافة مؤسسية تجعل صوت المتعامل في صميم التخطيط والتنفيذ. هدفُنا أن يجد المقيم والمستثمر والموظف تجربةً عادلة واستثنائية، تحمي الحقوق وتكرّس الثقة وتُبرز تميّز دبي مدينةً للعيش والعمل والاستثمار”.
وأضاف: “أولوياتنا في أراضي دبي واضحة وهي تسريع المنظومة الإجرائية مع الحفاظ على الجودة، وتبسيط رحلة المتعامل باختصار الخطوات وتوحيد القنوات، وتمكين الكفاءات عبر التعلم المستمر وروح الفريق الواحد، وتعميق الشراكات مع القطاعين العام والخاص لإحداث قيمةٍ مضافة للسوق والمجتمع. بهذه المنهجية نُترجم فكر القيادة إلى نتائج ملموسة في القطاع العقاري. نتائج تُوازن بين السرعة والانضباط، وتُحسّن تجربة المتعامل، وتُعزّز جاذبية الاستثمار، وتؤكد أن دبي ماضية بثبات نحو موقعها المستحق كأفضل مدينة في العالم في جودة الحياة وسهولة ممارسة الأعمال.”
من جهته أكد سعادة الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لـ “دبي الصحية” ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، خلال مشاركته في الجلسة، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تمثل مصدر إلهام ومحركاً رئيسياً لتطوير القطاع الصحي في دبي، وتشكل خارطة طريق واضحة نستند إليها في وضع الاستراتيجيات والخطط الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة وصحة الإنسان.
وأضاف: “ نحن في دبي الصحية نستلهم فكر سموه في كل خطوة، ونجعله نهجاً في العمل والإدارة والقيادة والتخطيط للمستقبل، وحافزاً دائماً نحو التميز المؤسسي وتحقيق تطلعات دبي لتكون المدينة الأفضل عالمياً للعيش والعمل.”
وتابع: “ انطلاقاً من قول سموه: صحة الإنسان هي الأهم والأغلى، نؤكد التزامنا المستمر بتطوير خدماتنا الصحية بما يواكب أفضل المعايير العالمية، ويجسد عهدنا: المريض أولاً، باعتباره المحرك الأساسي للارتقاء بصحة الإنسان.”
وأوضح أن المنظومة الصحية الأكاديمية المتكاملة لـ “دبي الصحية”، والتي تجمع بين الرعاية الصحية والتعليم الطبي والبحث العلمي والعطاء، تعد ركناً أساسياً في مسيرة تطوير القطاع الصحي وتحقيق أهداف “أجندة دبي الاجتماعية 33”، عبر بناء نظام صحي أكاديمي متطور ومستدام.
وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور عامر شريف عن اعتزازه بالمشاركة في هذه الجلسة الحوارية البنّاءة، التي شكلت منصة مهمة لتبادل الرؤى والأفكار بين القيادات الحكومية حول سبل الارتقاء بمنظومة الخدمات وتعزيز تكاملها، بما يخدم مجتمع دبي ويواكب تطلعاته المستقبلية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية