لم تكن خرافة “إسرائيل الكبرى” سوى وهمٍ غذّته أساطير مزيفة وأطماع توسعية حاول الكيان المحتل أن يفرضها على الوعي العربي والعالمي لعقود طويلة. لكن الحقيقة أن هذه الخرافة سُحقت تحت وطأة الكلمة الحرة والواثقة، الكلمة التي قاومت الكذب بالدليل، والتزييف بالوعي، والباطل بالحق.
لقد أدركت الشعوب أن المشروع التوسعي الذي بُني على الدم والتهجير لا يمكن أن يعيش في زمن تتسارع فيه الأحداث وتنفضح فيه الأكاذيب أمام الرأي العام العالمي. لم يعد الاحتلال قادرًا على إقناع أحد بروايته المشوّهة، ولم يعد يملك ما يسوّق به أسطورته القديمة، بعد أن تكشفت عوراته أمام العالم كله.
نعم، سُحقت خرافة “إسرائيل الكبرى” وتلاشت، حتى وإن رفضت إسرائيل الاعتراف بالواقع. فاليوم لم يعد الحلم بالسيطرة الممتدة من النيل إلى الفرات إلا ذكرى مهزومة، اصطدمت بثبات الشعوب، وبإصرار الأردن بقيادته الهاشمية على كشف زيف الاحتلال والدفاع عن الحق الفلسطيني.
إن ما يجري اليوم يثبت أن قوة الكلمة قد تفوق قوة السلاح. الكلمة الواعية والمخلصة، حين تخرج من قلب مؤمن بعدالة قضيته، قادرة على أن تحاصر الباطل وتُعرّيه أمام العالم. وهكذا يتأكد أن “إسرائيل الكبرى” لم تكن يومًا إلا وهمًا زائفًا سقط تحت أقدام الحقيقة الراسخة.