جدول المحتويات
«نبض الخليج»
جمعت حملة “الوفاء لإدلب” أكثر من 185 مليون دولار في أقل من ساعتين على انطلاق الحملة في الملعب البلدي بمدينة إدلب، بحضور رسمي وشعبي واسع تكلّل بوصول الرئيس السوري أحمد الشرع خلال فعاليات الحملة قادماً من زيارته التاريخية للولايات المتحدة الأميركية، مساء اليوم الجمعة.
وفور وصوله، وجّه الرئيس الشرع كلمة إلى الشعب السوري قال فيها: “أيها الشعب العظيم أبطال الحكاية السورية، نعم أنتم أبطالها وأنتم أهلها وأصحاب قضيتها، أنتم من ضحى وعانى وشُرد وقتل وعُذب، بدماء شهدائكم وصرخات أطفالكم وحزن أيتامكم ودموع ثكلاكم، بصبركم وثباتكم وشكركم إلى الله، صدقتم الله فصدقكم الله”.
وأضاف: “بكم جميعاً رفعت سوريا رأسها عالياً بين الأمم واستعادت كرامتها وعزتها، إنكم بصنيعكم هذا قد أصبتم العالم بالدهشة والذهول، لقد التقيت بعظماء العالم وكبار ساسته فرأيت إجلالاً واحتراماً وتقديراً لعظيم ما فعلتم. لقد دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه وبنيتم اليوم رمزاً للتضحية والصمود ومنارة للعزة والإباء تقتدي بها الأجيال بعدكم، وجسدتم عملياً فصلاً من ملحمة سرمدية بين الحق والباطل، كل ذلك أعانني بعد الله أن أنقل صورتكم إلى العالم أجمع، وأنقل معها آلامكم وآمالكم مع الحفاظ على كرامتكم وعزتكم”.
إصرار دولي على وحدة سوريا
وأوضح الرئيس السوري أنه سعى خلال مشاركته مؤخراً في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إلى “البحث مع كل دولة اجتمعنا معها على نقاط التقاء المصالح وربطها بما يصب في صالح بلدنا الحبيب، ولقد رأيت من جميع الدول وبعيداً عن لغة المصالح حباً صادقاً وأمنيات حية بأن تزدهر سوريا وتنمو وتستعيد عافيتها. رأيت أيضاً إصرار الدول بالإجماع على وحدة سوريا واستقرارها ورفض دعوات التقسيم”.
وأردف: “إن هذا التفاعل الإيجابي يحملنا جميعاً مسؤوليات عظيمة ويضعنا أمام استحقاقات لا بدّ منها، إن سوريا تحتاج جميع أبنائها لإعادة بنائها. إن وحدة الشعب السوري واجب لا مفرّ منه وهو أساس لإعادة بناء سوريا الجديدة التي يشارك فيها أبناؤها جميعا دون تفرقة”.
سوريا لم تعد معزولة
وشدد الرئيس الشرع على “تظافر الجهود والاستفادة من حالة التفاعل العالمي مع قضية الشعب السوري”، قائلاً إن “رفع العقوبات ليس غاية بحدّ ذاته، بل وسيلة لخدمة الشعب وجذب الاستثمارات وتحسين الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل لإعادة بناء البلد من داخلها”.
وأكد أن سوريا “لم تعد معزولة عن العالم فقد أعادت وصل ما انقطع وأثبتت أنها قادرة على تقديم الكثير، وها قد عادت سوريا إلى مكانتها التاريخية الفاعلة بين الأمم، وكما نصرنا الله على أبشع نظام عرفه التاريخ الحديث فإننا قادرون بإذن الله على بناء بلدنا من جديد. ونحن مطالبون اليوم بالعمل والكدح والصبر وتقديم كل ما نستطيع لهذه الغاية، واليوم فرصتنا عظيمة للم شملنا، وإن قوتنا تكمن في وحداتنا، وإن الوحدة رحمة والفرقة عذاب”.
وفاء الدَين لإدلب
وأوضح الرئيس السوري أنه اختار إدلب اليوم ليخاطب منها أهل سوريا “عرفاناً لها، فقد كانت هي الأم التي فاء إليها أبناؤها، وتحولت إلى سوريا مصغرة حين عزّت الأرض وضاقت عليها بما رحبت، فانحاز إليها الناس وشاركوا جميعاً في هذا الإنجاز التاريخي”.
وختم كلمته بالقول: “اليوم يوم الوفاء لأمّنا، لإدلب العزّ، العزيزة بأبنائها وبمن احتضنت من كافة المحافظات السورية، فإنه في كل زاوية ذكرى وتاريخ، فدينها في عنق سوريا كبير، واليوم أدعوكم لتوفّوها جزءاً من حقها لإعادة بنائها وتمكين النازحين من العودة إلى بيوتهم وهدم آخر خيمة فيها”.
وتسعى الحملة إلى جمع تبرعات لتأهيل المدارس والمراكز الطبية والمشافي وإزالة الركام، بالإضافة إلى تجهيز محطات المياه والصرف الصحي، وترميم المساجد والأفران، وصيانة الطرقات وإنارتها وتأهيل المرافق العامة. وقبل كل ذلك، تهدف الحملة إلى إنهاء معاناة النازحين القاطنين في المخيمات وإعادتهم إلى منازلهم.
وفي كلمته الافتتاحية لإطلاق الحملة، ذكّر محافظ إدلب محمد عبد الرحمن بما تمثّله المحافظة لدى السوريين خلال أعوام الثورة، قائلاً إن “إدلب قبل التحرير كانت صورة مصغرة لكل سوريا يجتمع فيها الجميع”.
وأضاف أن إدلب كانت على الدوام “رمزاً للثورة والتحرير، وهي اليوم تنادي الجميع، وقد حان وقت الوفاء لها”، ومساندتها “للتحرر من معاناة المخيمات بعد تحررها من النظام المخلوع”.
بدوره، قال المتحدث باسم حملة “الوفاء لإدلب” أحمد الزير، إن هناك نحو مليون نازح في المخيمات التي يتجاوز عددها الألف مخيم، وهناك دمار كبير في الريف، حيث يوجد أكثر من 250 ألف بيت و800 مدرسة و437 مسجداً متضرراً.
وأوضح أن المحافظة تحتاج لأكثر من 3 مليارات دولار لتأهيل البنى التحتية وإعادة إعمار قراها وبلداتها.
وشدّد الزير على ضرورة التكاتف والوقوف جنياً إلى جنب “لإنهاء واقع المخيمات وترميم المدارس والمستشفيات واستعادة جميع الخدمات”.
وأكد أن عمل الحملة “مبني على الشفافية المطلقة وسيتم عرض المساهمات والتبرعات ضمن تقارير دورية”، مشيراً إلى أن “صندوق جمع التبرعات سيكون تحت إدارة محافظة إدلب”.
حملات جمعت ملايين الدولارات
وتُعد حملة “الوفاء لإدلب” امتداداً لسلسلة مبادرات وطنية مشابهة شهدتها عدة محافظات خلال الأسابيع الماضية.
وتمكنت بعض هذه الحملات من جمع مبالغ كبيرة لافتة، إذ تخطت حملة “ريفنا بيستاهل” 26 مليون دولار خلال الساعة الأولى من انطلاقها، ثم تجاوزت 77 مليون دولار، في حين أعلن صندوق التنمية السوري عن تبرعات تجاوزت 61 مليون دولار.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية