جدول المحتويات
«نبض الخليج»
نشر موقع “المجلس الأطلسي” تقريراً اعتبر فيه أن تركيا أصبحت “صانعة الملوك” في الملف السوري، وأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يرى في أنقرة الشريك الإقليمي الذي يريد العمل معه لتشكيل ملامح المرحلة المقبلة في سوريا.
وأشار التقرير إلى أن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى البيت الأبيض ولقاءه مع نظيره الأميركي، الخميس الماضي، شكّلت محطة أساسية في إعادة رسم العلاقات الثنائية، بعد ست سنوات من غياب أردوغان عن واشنطن.
وعلى الرغم من الملفات الخلافية بين البلدين، من صفقة مقاتلات F-35 إلى العقوبات الأميركية على أنقرة ومطالب وقف شراء النفط الروسي، إلا أن الزعيمين أظهرا تقارباً شخصياً انعكس في ملفات الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا.
آلية أمنية تقلص أثر الاعتداءات الإسرائيلية
ورأى التقرير أن تركيا تتبنى رؤية تتقاطع مع إستراتيجية إدارة ترامب القائمة على “تفويض الأعباء إلى الحلفاء المحليين”، وهو ما تجلى في سوريا، حيث سمح ترامب بتخفيف العقوبات لفتح الباب أمام استثمارات إقليمية في مشاريع إعادة الإعمار. ونتيجة لذلك، أُطلقت بالفعل مشروعات واسعة بمشاركة تركية – أميركية – قطرية.
وأكد التقرير أن أنقرة تسعى للحصول على دعم أميركي لآلية أمنية تقلّص أثر الاعتداءات الإسرائيلية على الساحة السورية، باعتبار أن هذه الهجمات لا تزعزع الاستقرار فقط، بل تضعف أيضاً موقف دمشق في مفاوضاتها مع “قوات سوريا الديمقراطية”.
وأوضح أن تركيا ترى في إدماج قسد ضمن مؤسسات الدولة السورية، استناداً إلى اتفاق 10 آذار، خطوة ممكنة، خصوصاً بعد دعوة زعيم حزب “العمال الكردستاني” المسجون، عبد الله أوجلان، إلى إلقاء السلاح.
تعاون تركي أميركي يتركز على الطاقة والأمن
من جانب آخر، تناول التقرير البعد الاقتصادي للدور التركي في سوريا، مبرزاً أن أنقرة نجحت في استعادة مستوى تجارتها مع دمشق وتجاوزه بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد العام.
ووفق التقرير، بلغت الصادرات التركية إلى سوريا أكثر من ملياري دولار في 2023، متخطية مستويات ما قبل الحرب (1.7 مليار دولار)، ووصلت خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025 إلى 2.2 مليار دولار، بزيادة 54 % مقارنة بالعام السابق.
وذكر تقرير “المجلس الأطلسي” أن البضائع التركية تهيمن على الأسواق السورية لكونها أرخص بنسبة 30 – 40%، فيما بلغ حجم التجارة الثنائية 1.9 مليار دولار خلال سبعة أشهر فقط.
كما تعهدت تركيا وشركاؤها الإقليميون بضخ 14 مليار دولار في مشاريع بنية تحتية، شملت تشغيل خط أنابيب كيليس – حلب لنقل الغاز الأذربيجاني، وخطة لتزويد سوريا بـ900 ميغاوات كهرباء بحلول 2026، كذلك وُقعت صفقة بقيمة 4 مليارات دولار بقيادة قطرية – تركية لإعادة تأهيل مطار دمشق الدولي.
وأشار التقرير إلى تأسيس لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة بين أنقرة ودمشق، في آب الماضي، وتوقيع مذكرات تفاهم طويلة الأمد في مجالات الاستثمار والإدارة.
كما اعتبر الرئيس السوري، أحمد الشرع، أن طريق التجارة والإمداد بين تركيا وسوريا والأردن يمثل “شرياناً إستراتيجياً” يعيد وصل الشمال بالجنوب بعد سنوات الحرب.
وكشف “المجلس الأطلسي”، أن شركات تركية كبرى مثل “كاليون” و”جنكيز” و”تاف” تسعى للاستفادة من سوق إعادة الإعمار المقدّر بـ400 مليار دولار، بينما تدرس مؤسسات مالية وطيران مثل “دنيز بنك” و”صن إكسبرس” فرص التوسع.
تعاون تركي أميركي يتركز على الطاقة والأمن
وأكد التقرير أن التعاون التركي – الأميركي يتركز على ملفي الطاقة والأمن، إذ تقدم واشنطن الدعم الفني والسياسي في مقابل تعزيز استقرار الاقتصاد السوري بما يخفف عنها الأعباء المباشرة.
ولفت التقرير إلى أن التقاء الإستراتيجيات التركية والخليجية في سوريا يصب في مصلحة واشنطن، ويمثل فرصة يجب دعمها وتشجيع استمرارها.
وخلص تقرير “المجلس الأطلسي” إلى أن لقاء الرئيسين التركي والأميركي في نيويورك أعطى زخماً للعلاقات الثنائية، ورسّخ صورة تركيا كقوة إقليمية محورية، بل “صانعة الملوك” التي يريد ترامب الاعتماد عليها في سوريا.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية