جدول المحتويات
«نبض الخليج»
تشهد محافظة القنيطرة في هذه الأيام حراكاً واسعاً استعداداً لتشكيل مجلس الشعب لعام 2025، حيث تتحول الساحات والبلدات إلى منابر للنقاش والحوار حول مستقبل المحافظة وما ينتظره الأهالي من ممثليهم تحت قبة البرلمان. وتأتي هذه التحركات في لحظة حساسة من تاريخ سوريا، في ظل آمال كبيرة معلّقة على تحسين الظروف المعيشية والخدمية، وإعادة الاعتبار للمناطق المهمشة والمهجّرة، إضافة إلى طموحات فئات المجتمع المختلفة في إيجاد صوت حقيقي ينقل معاناتهم ويترجمها إلى تشريعات فاعلة.
في القنيطرة، تبدو التطلعات أكثر وضوحاً، إذ يترقب المواطنون من مرشحيهم أن يكونوا جسراً بين هموم الناس ومؤسسات الدولة، بعيداً عن الوعود النظرية والشعارات الفضفاضة. ومن هنا، برزت أصوات شبابية ونسائية ورجال من أبناء المحافظة، يحملون برامج انتخابية تراهن على الإصلاح والتغيير وخدمة المجتمع المحلي، كل من موقعه.
خطط متنوعة للمرشحين
في حديث خاص مع موقع تلفزيون سوريا، أكدت المرشحة خديجة محمد منصور، ابنة الجولان المحتل، أن برنامجها الانتخابي ينبع من احتياجات الأهالي، وخاصة شريحة المهجّرين وأسر الشهداء والمعتقلين. وقالت منصور: “القنيطرة دفعت ثمناً كبيراً عبر سنوات طويلة من الحرب والنزوح، وقد آن الأوان أن نعيد لها حضورها من خلال تشريعات عادلة ومشاريع حقيقية تلامس حياة الناس مباشرة”.
وأضافت منصور أنها تضع في مقدمة أولوياتها أيضاً تأسيس صندوق دعم اجتماعي لعائلات المعتقلين والشهداء، ليكون مظلة حقيقية تحفظ كرامة هذه العائلات وتساعدها على مواجهة صعوبات الحياة اليومية.
وفي موازاة ذلك، تطرح المرشحة قضايا خدمية جوهرية مثل تحسين واقع الكهرباء والمياه والهاتف والمدارس والمراكز الصحية، وخاصة في التجمعات السكنية للمهجّرين، إلى جانب السعي لتخصيص أراضٍ لبناء وحدات سكنية لأبناء الجولان المهجّرين منذ عام 1976، بغية تعزيز انتمائهم للجولان والحفاظ على هويتهم.
وتابعت منصور: “لن يكون دوري تحت قبة البرلمان مجرد حضور شكلي، بل سأكون صوت الناس الذي ينقل همومهم بأمانة، بدءاً من شكاوى المواطنين اليومية، وصولاً إلى ملفات مصيرية كالقوانين الجائرة مثل المشروع 66 الذي يهدد حقوق الناس في السكن والتملك، وسأقف بوجه أي مشروع ينتقص من حق المواطن”.
رؤى البرامج الانتخابية
من جانبه، أكد الدكتور رياض عبد الكريم العيسى، المرشح لعضوية مجلس الشعب عن محافظة القنيطرة، في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن برنامجه الانتخابي يتأسس على رؤية شاملة تجمع بين المستويات الخارجية والداخلية والاقتصادية والتعليمية. وقال العيسى: “نحن في مرحلة دقيقة تحتاج إلى خطاب وحدوي جامع، وإلى معالجة حقيقية لآلام الناس، وإصلاح مؤسسات الدولة بما يليق بتضحيات السوريين”.
على المستوى الخارجي، شدد العيسى على دعم السياسة الخارجية السورية القائمة على تأكيد وحدة البلاد وسيادتها ورفض كل الدعوات الانفصالية، معتبراً أن أي حل سياسي يجب أن يحفظ وحدة التراب السوري. كما أولى اهتماماً خاصاً بضرورة تحسين العلاقات الخارجية مع دول العالم، وتوسيع دائرة الجهود الرامية لاستعادة موقع سوريا الطبيعي على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً أن الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أرض الوطن، وأن استعادته تبقى قضية سيادية وقانونية مشروعة.
أما على المستوى الداخلي، وضع العيسى نصب عينيه مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية عبر مساءلة المتورطين بالجرائم بحق الشعب، وضمان حقوق أسر الشهداء والمصابين وأصحاب البيوت المدمرة. وأشار إلى ضرورة إنشاء آليات رقابية فاعلة على الوزارات والمؤسسات من أجل رفع الظلم عن الشرائح المهمشة والمتضررة، وإعادة الاعتبار لحقوق المواطنين. كما أكد على أهمية تمكين المرأة ومنحها حقوقها الكاملة، إلى جانب تعزيز دور الشباب كقوة فاعلة في بناء المجتمع.
وعلى الصعيد الاقتصادي، طرح العيسى جملة من الأولويات، أبرزها دعم الفلاحين والمنتجين وتشجيعهم على الابتكار من خلال قوانين تحمي حقوقهم وتسهّل وصولهم إلى الأسواق المحلية والخارجية، إلى جانب دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للمتضررين من الحرب، وتقديم التسهيلات للصناعات الثقيلة. ورأى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي هو المدخل الأساسي للنهضة الاقتصادية، من خلال الاستثمار في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية، وتهيئة الظروف المناسبة للمشاريع الاستثمارية.
وفيما يخص الجانب التعليمي والصحي، يؤكد الدكتور العيسى أهمية تطوير المناهج العلمية والتربوية لتشمل الرسالة والمنهج والوسائل التعليمية، إضافة إلى تدريب الكوادر التعليمية والإدارية.
كما يشدد على ضرورة تحسين القطاع الصحي عبر تحديث المستشفيات وتزويدها بالأجهزة الحديثة، ورفع مستوى جودة الخدمات الطبية. وإلى جانب ذلك، يتبنى العيسى مشروعاً لتسهيل حصول المواطنين على الخدمات الأساسية، بما فيها الكهرباء والمياه والمواصلات والنظافة، إضافة إلى تفعيل التحول الرقمي في الخدمات الحكومية.
آراء الناس حول المرشحين
عدد من الأهالي الذين التقيناهم في ريف القنيطرة عبّروا عن ارتياحهم لوجود مرشحين يطرحون برامج متكاملة. أبو محمد، وهو موظف حكومي من تجمعات أبناء الجولان، قال: “نريد نائباً يسمع صوتنا بحق. تعبنا من الوعود، ما نحتاجه هو من يتبنى قضايانا مثل الكهرباء والمياه والطرقات، ومن يطالب بحقوقنا في البرلمان”.
فيما أشارت أم أمين، سيدة من حي المنصورة (تجمعات أبناء الجولان)، إلى أن ما يميز برنامج المرشحة خديجة منصور هو تركيزها على تمكين المرأة وإطلاق برامج تدريب مهني للفتيات: “هذا جانب مهم جداً لأن المرأة في القنيطرة قادرة أن تكون عنصراً فاعلاً في الاقتصاد المحلي إذا وجدت من يدعمها”.
أما أبو حازم، مزارع من بلدة خان أرنبة، فاعتبر أن ما طرحه الدكتور رياض العيسى حول دعم الفلاحين وتحقيق الاكتفاء الذاتي هو ما ينتظره المزارعون منذ سنوات: “الزراعة هي حياتنا، وإذا لم يدعمنا أحد فلن نستطيع الصمود، نريد قوانين تحمينا وتؤمن تسويق منتجاتنا”.
قراءة في البرامج الانتخابية
من خلال الاطلاع على البرامج التي طرحها مرشحو القنيطرة، يلاحظ المراقب أن هناك تقاطعاً في القضايا الجوهرية، خصوصاً ما يتعلق بالمهجّرين وأوضاع التجمعات السكنية، إضافة إلى ملف مكافحة الفساد والاهتمام بالخدمات الأساسية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، تتزايد الآمال بأن تكون هذه الدورة مختلفة عن سابقاتها، وأن يشهد مجلس الشعب وجوهاً تحمل هموم القنيطرة بكل صدق وأمانة. فالمواطنون يريدون نواباً يحققون لهم خدمات ملموسة، لا مجرد خطابات، ويأملون أن تكون نتائج عام 2025 بداية مرحلة جديدة تعيد الاعتبار للمحافظة وسكانها.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية