«نبض الخليج»
“هذا البيت الدمشقي الجميل استحوذ على كل مشاعري وأفقدني شهية الخروج إلى الزقاق كما يفعل الصبيان في كل الحارات”، هذا ما قاله الشاعر نزار قباني عن بيته في دمشق؛ ووصفه أيضاً بـ”قارورة العطر”.
عند مرورك في الزقاق الطويل المؤدي إلى منزل نزار، تجد أمامك باباً خشبياً داكن اللون، يفتح على حديقة غنّاء تزينها الأشجار والزرائع، ما يضفي على المكان جمالاً خاصاً وروائح منعشة.
منزل الشاعر السوري نزار قباني الواقع في شارع عريقٍ في دمشق القديمة يُدعى “مئذنة الشحم”، تحوّل مع الأيام إلى مزار يقصده السوريون والسيّاح العرب والأجانب من كل حدب وصوب، يدخله موقع تلفزيون سوريا، وينقل بعضاً من تفاصيله بعد مرور أكثر من 5 عقود على مغادرة الشاعر الراحل منزله.
“نزار واظب على زيارة منزله”
يندرج اليوم منزل نزار قباني تحت أملاك أبناء الحاج عباس نظام، الذي اشتراه من نزار عام 1968 بحسب ما أفاد أحد أبنائه ـ رياض نظام ـ لموقع تلفزيون سوريا، إلا أن المنزل ما يزال حتى اللحظة يحمل معالم تراثية ترمز لحياة الشاعر نزار قباني واهتماماته، وهو الذي استلهم كثيراً من شعره في هذا المنزل العتيق، بدءاً من الياسمينة إلى النارنجة وصولاً إلى البحرة الدمشقية في منتصف الحديقة وسماعه لمئذنة المسجد الأموي كل يوم.
أضاف رياض: “زارنا الشاعر نزار قباني عدة مرات في المنزل مع عائلته بعد أن قام ببيعه لنا، وتحدَّث لنا مراراً عن حبه وتعلقه في هذا البيت، وتغزّل مراراً برائحته الطيبة وهوائه النقي الذي يعتبره ملهماً للشعر والأدب”.
حرصت عائلة نظام على الحفاظ على أصالة هذا المنزل وتفاصيله، وبحسب رياض فإنهم لم يجروا أي تغيير في هيكلية المنزل أو ملامحه الدمشقية، باستثناء بعض الإصلاحات التي يحتاجها كل بيت عربي بين حين وآخر، ويقول رياض نظام أنه قام بالتقصي والبحث حول عمر هذا البيت فوجد أن عمره يصل إلى 250 سنة.
يتوافد الزوار نحو بيت نزار لمعرفة سر استلهامه ورؤية التفاصيل التي أغرقت نزار غزلاً وحباً لسنوات، وتستقبل عائلة “نظام” يومياً زوَّاراً من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية.
“البيت مفتوح لكل ضيوف شاعر دمشق”
وأضاف رياض: “بحكم إقامتي وعائلتي في المنزل؛ فإننا على استعداد دائم لاستقبال السيّاح والزوار الذين يتوقون لرؤية التفاصيل التي كانت سبباً في حب نزار الشديد لدمشق، إلا في بعض الاستثناءات التي نكون فيها خارج المنزل وغير متاحين لاستقبال ضيوف شاعر دمشق”.
لم تستغل عائلة نظام هذا الإقبال الكبير من الزوار في طلب مقابل مادي للدخول إلى المنزل، بل تتيح العائلة لجميع الزائرين فرصة الاستمتاع بالتجول في بيت نزار وأخذ صور تذكارية لهم فيه.
ويقول رياض مؤكداً: “ليس هناك أي شروط مقابل الدخول للمنزل، ولا نتقاضى أي مقابل دخول أي شخص، بل نحن سعداء بأن نكون سبباً مباشراً لرؤية العالم هذا الجمال الدمشقي”.
وما تزال صورة نزار تحتل حائط منزله، كتخليدٍ لحبه اللامشروط لدمشق، وأزقَّتها، وليبقى وفياً بعد موته للياسمين الدمشقي والنارنج والبحرة التي لا تنضب كحبِّه.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية