«نبض الخليج»
دبي في 15 أكتوبر/ وام/ بحث المشاركون في جلسة “الاقتصادات في خضم التحولات الجيوستراتيجية”، التي عقدت ضمن الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، التي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، التأثير الكبير لتصاعد المنافسة الاستراتيجية بين القوى الكبرى وتغير التحالفات الاقتصادية، والتداعيات الرئيسية لهذه التحولات على التعاون الدولي والسياسات الاقتصادية في ظل المشهد العالمي المتغير.
شارك في الجلسة معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد والسياحة، وجورج جراي مولينا رئيس النمو الشامل وكبير الاقتصاديين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بنيويورك، وليو كيان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ووساوا للاستشارات” في جمهورية الصين الشعبية، وخوان كارلوس بينزون بوينو الأستاذ الزائر والمحاضر في جامعة برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية، وأدارت الجلسة بيكي أندرسون رئيسة التحرير في شبكة سي إن إن الدولية.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري: بينما تُعيد التحالفات الاقتصادية المتغيرة تشكيل نظام الاقتصاد العالمي، تواصل الإمارات ، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، جهودها في تحويل التحديات إلى فرص، من خلال تعزيز الانفتاح الاقتصادي على العالم، وبناء الشراكات المستدامة، وتنويع الاقتصاد الوطني، لا سيما أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بلغ 455 مليار درهم في الربع الأول من عام 2025، وشكّلت القطاعات غير النفطية ما نسبته 77.3% من الناتج، محققةً نمواً قدره 5.3% مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2024، مما يعكس نجاح رؤيتنا في التحوُّل نحو نموذج اقتصادي معرفي ومستدام.
وأضاف: انسجاماً مع رؤية نحن الإمارات 2031، الرامية إلى ترسيخ مكانة الدولة كشريك عالمي، ومركز اقتصادي جاذب ومؤثر، حرصت الإمارات على بناء جسور التعاون مع الأسواق الحيوية إقليمياً وعالمياً، والانضمام إلى تكتلات اقتصادية متعددة الأطراف ومن خلال الشراكات الاقتصادية الإقليمية المتميزة مع جهات ومنظمات مرموقة مثل مجلس التعاون الخليجي، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، نعمل على توسيع نطاق وصول مجتمع الأعمال الإماراتي إلى أسواق جديدة تتمتع بفرص اقتصادية واستثمارية واعدة، مدعومين بمقومات فريدة تتميز بها دولة الإمارات، ومنها موقع جغرافي استراتيجي، وخدمات لوجستية عالمية المستوى، وبيئة أعمال تنافسية ومرنة، وأسواق مالية ديناميكية.
وقال: في ظل سعينا المتواصل إلى توسيع الفرص والممكنات من خلال الاتفاقيات والتحالفات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، نرى أن مثل هذه المنصات لها دور حيوي في إيجاد الحلول لمواجهة التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية التي يشهدها العالم، وتحويل الطموح المشترك إلى تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة.
واستعرض جورج جراي مولينا، التحديات الحالية التي تواجه الأمم المتحدة، لا سيما في مجالات التمويل وتأثير النزاعات العالمية، وتناول خلال حديثه موضوع التنمية المستدامة، والصراعات بين القوى العالمية، إلى جانب قضايا صندوق النقد الدولي والتعريفات الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.
وشدّد على أهمية التركيز على النمو الاقتصادي والاستثمار، خاصة في دول العالم النامي، مؤكدًا ضرورة تبني رؤى مستقبلية واضحة ومتكاملة، وتعزيز قوة الدول، والتخطيط الاستراتيجي للنمو المستقبلي، كما أشار إلى أهمية وظائف المستقبل والتركيز على الجيل الجديد من الشباب، باعتبارهم الركيزة الأساسية التي تلهم وتدفع الأمم المتحدة نحو تحقيق أهدافها.
وأكدت ليو كيان أن الصين تتبع نهجًا يركز على تحويل التحديات والصعوبات إلى فرص تطويرية واستثمارية نوعية تعزز اقتصادها الوطني، وأن النشاط التجاري الصيني شهد نموًا كبيرًا في الفترة الماضية، حيث ارتفعت صادرات الصين إلى مختلف دول العالم رغم الضغوط والتحديات العديدة التي واجهتها.
وأشارت إلى أن العالم مع تصاعد المنافسات والتغيرات الحالية في مجال التكنولوجيا يشهد حربًا تجارية، ما دفع الصين إلى تنويع علاقاتها وتعاملاتها الاقتصادية على الصعيد الدولي، وأضافت أن الصين تتابع عن كثب الأوضاع العالمية وتستفيد من الدروس والتجارب، الأمر الذي جعلها أكثر وعيًا ودفعها إلى تعزيز جهودها لبناء شراكات وتجارب تجارية متجددة مع دول متعددة.
في السياق ذاته، تناول خوان كارلوس أهمية المنافسة والموارد الطبيعية التي تميز كولومبيا، مثل النفط والغاز والطاقة والمساحات الزراعية الواسعة، وأكد أن كولومبيا تنظر إلى بناء علاقات وشراكات استراتيجية مع عدد من الدول في مختلف قارات العالم، مثل دولة الإمارات، ما يشكل فرصة كبيرة للنهضة والازدهار في المستقبل، إلى جانب اهتمام متزايد بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا.
وأشار إلى أن كولومبيا تركز على المستقبل بطريقة واقعية وعملية، مع التأكيد على أهمية احترام سيادة القانون والعمل على جذب الاستثمارات التي تعود بالنفع على البلاد وشعبها، لافتا إلى أن الاستفادة من الفرص المتاحة والابتعاد عن النزاعات والصراعات هو النهج الأمثل لتحقيق التنمية والازدهار.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية