«نبض الخليج»
ما الذي يميز التنمر بين الأخوة عن الشجار العادي؟ الفرق جوهري: النزاع الطبيعي يعتمد على استجابة عاطفية مؤقتة، غالبا ما يتبعها الندم أو محاولات المصالحة من قبل الطرفين. أما التنمر فهو مقصود ومتكرر وينطوي على خلل في توازن القوى وغياب واضح للتعاطف ويهدف إلى إحداث ضرر جسدي أو نفسي أو تدمير الممتلكات. وله تأثيرات ملموسة: زيادة معدلات القلق والاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات، وضعف التركيز والتحصيل الدراسي، وقد يستمر بعضها إلى مرحلة البلوغ.
كيف يقرأ الأهل هذا الخطر؟ يجب على الآباء مراقبة الأنماط المتكررة، وليس الحوادث المعزولة: الإهانات المتكررة، أو الإساءة العاطفية، أو السخرية المستمرة، أو التخريب المتعمد لممتلكات طفل معين. كما يجب علينا الانتباه إلى الانحياز الأخلاقي، أي إظهار مظهر المحسوبية أو المحاباة، مما يولد الكراهية ويغذي سلوك المتنمر.
ماذا يفعل الآباء في الممارسة العملية؟ الخطوة الأساسية الأولى هي الاعتراف بوجود المشكلة بدلاً من التقليل منها بلحظات من الحنين إلى الماضي أو لأنها “ترافقنا منذ زمن طويل”. وتشمل الخطوات العملية الفعالة ما يلي:
– فتح حوار صريح مع كل طفل وتشجيعه على التعبير عن مشاعره دون خوف من العقاب أو السخرية.
– فرض عواقب متسقة وواضحة على السلوك الضار – ليس العقوبات القاسية، ولكن الإجراءات التي تعلم المسؤولية (على سبيل المثال: إصلاح الضرر، أو أداء المهام التعاونية، أو جلسات المصالحة تحت إشراف الأسرة).
– تجنب إطلاق الأوصاف المهينة على أي طفل، لأن ذلك يعمق الانقسام ويبرر الإساءة.
المساواة في المعاملة: حتى الاختلافات البسيطة في الاهتمام أو الثناء يمكن أن تثير الكراهية. تأكد من قضاء وقت فردي مع كل واحد، واشرح سبب أي انضباط أو توجيه بأنه نابع من الحب والرغبة في تصحيح السلوك، وليس من الرفض.
– العمل على تعديل المناخ الأسري: يتعلم الأبناء من والديهم. البيئة التي تتميز بالصراخ أو الإهانة أو العقوبة القاسية تديم سلوكيات التنمر. وبدلاً من ذلك، فإنهم يقدمون نموذجًا للتواصل الهادئ والاحترام المتبادل وآليات حل النزاعات العادلة.
وأخيرًا، ساعد الأطفال على فهم ما يحفز سلوكهم: هل هي الغيرة؟ توتر؟ الشعور بعدم الأمان؟ إن تطوير مهارات تنظيم المشاعر وتوفير طرق صحية للتنفيس (مثل التعبير اللفظي أو التمارين الرياضية أو المهام الإبداعية) قد يقلل من الكراهية ويبني الثقة المتبادلة. التنمر بين الإخوة ليس “مرحلة” تمر بسرعة في كل مرة، بل هو سلوك يتطلب استجابة واعية وحازمة من الأسرة حتى لا يتحول إلى إرث نفسي ينتقل عبر الأجيال.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية
