«نبض الخليج»

الشارقة في الأول من نوفمبر / وام / أكد خبراء ومتحدثون دوليون أن الأسواق الناشئة تمثل فرصة غير مسبوقة لتوسع صناعة الكتاب عالمياً مشيرين إلى أن تجاوز التحديات القائمة يتطلب بنية تحتية مؤسسية وتشريعية متكاملة وتعزيز الشراكات بين الناشرين والجهات الحكومية لضمان نمو مستدام لقطاع النشر ولفتوا إلى النمو المتسارع لصناعة الكتب الصوتية وأن السوق الرقمية العربية تشهد نمواً متسارعاً بمعدل سنوي مركب يبلغ 147%.
جاء ذلك خلال البرنامج التدريبي للناشرين العرب والأفارقة 2025 الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب اليوم بالتعاون مع جامعة نيويورك بمشاركة 161 ناشراً من 18 دولة من بينهم 75 ناشراً من القارة الأفريقية إلى جانب حضور نخبة من الكتّاب والمتخصصين في صناعة النشر من مختلف أنحاء العالم.
ركّز البرنامج هذا العام على ثلاثة محاور رئيسية شملت إدارة المحتوى الصوتي وتطوير الاستراتيجيات الفعّالة في نشر الكتب المسموعة وتحويل الأعمال العائلية في قطاع النشر إلى علامات تجارية عالمية واستراتيجيات التوزيع الرقمي الحديثة بما يعكس التوجه المتنامي نحو الابتكار في صناعة النشر وتبنّي أحدث التقنيات لتعزيز انتشار المعرفة وتوسيع الأسواق أمام الناشرين من العالم العربي وأفريقيا.
وأكد منصور الحساني مدير إدارة خدمات النشر في هيئة الشارقة للكتاب أن الهيئة تنظم هذا البرنامج ضمن جهودها المستمرة بقيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة الهيئة لتعزيز قدرات العاملين في قطاع النشر وتمكينهم من الاطلاع على تجارب قادة الصناعة في العالم بما يسهم في تبادل المعرفة وبناء جسور التعاون بين الناشرين من مختلف الدول من أجل تطوير الصناعة ورفع كفاءتها.
بدورها أشارت أندريا تشامبرز العميد المساعد في مركز جامعة نيويورك للنشر والكتابة والإعلام إلى أهمية هذه المنصة في تبادل أفضل الممارسات والاستراتيجيات التي تدعم نمو صناعة النشر وتطوّرها مؤكدة أن البرنامج يشكل فرصة لتوسيع آفاق التعاون بين الناشرين العرب والأفارقة واستكشاف وسائل أكثر فاعلية للوصول إلى جماهير جديدة وتعزيز انتشار الكتاب بما يسهم في ازدهار قطاع النشر على المستويين الإقليمي والعالمي.
وربط ماركوس دول المدير التنفيذي السابق لشركة “بنغوين راندوم هاوس” في كلمته الرئيسية فرص تطوير مستقبل صناعة الكتاب بالحقائق والاتجاهات المرتبطة بقطاع النشر في الاقتصادات الناشئة التي تضم نحو 6.9 مليارنسمة مشيراً إلى أنها تمثل فرصة غير مسبوقة لتوسيع صناعة الكتاب عالمياً.
وأوضح أن الهند أصبحت عاشر أكبر سوق للكتب في العالم من حيث عدد العناوين الصادرة وأن مبيعات الكتب في البرازيل والمكسيك تشهد ارتفاعاً ملحوظاً منذ عام 2024 فيما يُتوقع أن تصل قيمة سوق الكتب في أفريقيا إلى 18.5 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050 بينما يتجه سوق الكتب التجارية في جنوب شرق آسيا إلى نموّ سنوي بنسبة 4% خلال العقد المقبل.
وشهد البرنامج انعقاد جلسة بعنوان “استثمار الكتب الصوتية: استراتيجيات فعّالة للناشرين الكبار والصغار” قدّمتها أماندا داتشيرنو الرئيس العالمي لشركة “بنغوين راندوم هاوس أوديو” والتي أشارت إلى أن قطاع الكتاب الصوتي في العالم العربي الذي يضم 400 مليون ناطق باللغة العربية لديه فرصة هائلة إذ إنه وبينما استمع حوالي 30% من سكان العالم إلى كتاب صوتي واحد على الأقل في حياتهم يوجد 12,000 عنوان متاح باللغة العربية فقط.
وسلّطت أماندا الضوء على أهمية التسويق الذكي لهذا النوع من النشر مشيرة إلى أن الراوي المعروف يمكن أن يضاعف من انتشار العمل وأن الترويج لاستخدام الكتب الصوتية في أوقات التنقل والعمل المنزلي وممارسة الرياضة يسهم في جذب مستمعين جدد .
واختُتمت الجلسة بأنشطة جماعية قُسّم فيها الحضور إلى مجموعات لتطوير مفاهيم تسويقية خاصة بالكتب الصوتية.
بدورها قدمت بروك أودونيل النائب الأول لرئيس تطوير الأعمال الدولية في مجموعة الناشرين المستقلين خلال جلسة “استكشاف استراتيجيات جديدة للمبيعات” رؤية شاملة للتوسّع في الأسواق الدولية موضحةً أن النجاح يتطلب تطوير استراتيجية عالمية واضحة لتحديد الأسواق الجديدة واختيار شركاء توزيع موثوقين مع الاستفادة من الطباعة عند الطلب لتقليل التكاليف وتسريع الوصول إلى القرّاء.
واستعرضت ماريانا فيغد المدير العام لشركة “بوكواير” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمو أعمال الشركة التي تضم أكثر من 2500 عميل في سبع أسواق وتوزّع ما يزيد على مليون كتاب إلكتروني و200 ألف كتاب صوتي مشيرةً إلى أن الكتب الصوتية تمثل المصدر الأكثر ربحية إذ تولّد نحو 71% من الإيرادات الرقمية وأكدت أن السوق الرقمية العربية تشهد نمواً متسارعاً بمعدل سنوي مركب يبلغ 147%.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية