«نبض الخليج»
وحذرت الأمم المتحدة من تباين صارخ في تحسن الأمن الغذائي بين المناطق السودانية التي شهدت تراجعا في أعمال العنف، وتفاقم الجوع الذي يعيشه المتضررون بشدة من الصراع، والذين إما انقطعت عنهم المساعدات الإنسانية أو تعرضوا للحصار.
وبحسب مركز الأمم المتحدة للإعلام، أكد أحدث تحليل أجرته لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، حدوث مجاعة في مدينتي الفاشر عاصمة شمال دارفور، وكادقلي العاصمة. وأكدت المفوضية أيضاً أن 20 منطقة إضافية في دارفور الكبرى وكردفان الكبرى معرضة لخطر المجاعة، بما في ذلك عدة مواقع جديدة في شرق دارفور وجنوب كردفان. تحسن طفيف في وضع الأمن الغذائي العام في البلاد، مؤكدا أن 3.4 مليون شخص لم يعودوا يواجهون مستوى الأزمة من “المرحلة الثالثة وما فوق”. وتعزى هذه التحسينات إلى الاستقرار التدريجي وزيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار، حيث خفت حدة الصراع منذ مايو/أيار من هذا العام. الزراعة “الفاو” ودعت اليونيسف واليونيسف في بيان مشترك إلى إنهاء الأعمال العدائية وتوفير وصول إنساني آمن ودون عوائق ومستدام لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وحماية سبل العيش في السودان.
ونبهت الوكالات الأممية الثلاث إلى أن المكاسب المذكورة في التحليل محدودة ومحلية للغاية، موضحة أن الأسر العائدة إلى ولايتي الخرطوم والجزيرة فقدت كل شيء وستكافح للاستفادة من الظروف الزراعية الجيدة المتوقعة.
وفي هذا السياق، أكد مدير برنامج الطوارئ والقدرة على الصمود لدى الفاو، رين بولسن، التزام المنظمة بدعم المجتمعات، مضيفاً أن استعادة الوصول وتمكين إنتاج الغذاء المحلي “أمر ضروري لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش”. تَغذِيَة.
بدورها، قالت مديرة عمليات الطوارئ في اليونيسف، لوسيا علمي، إن “المزيج القاتل من الجوع والمرض والنزوح يعرض ملايين الأطفال للخطر، وأن الفتيات غالباً ما يتحملن العبء الأكبر، حيث يواجهن مخاطر متزايدة من سوء التغذية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويتسربن من المدارس”.
وشددت لوسيا على أن “الغذاء العلاجي والمياه النظيفة والأدوية الأساسية والخدمات الصحية يمكن أن تنقذ الأرواح، “ولكن فقط إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب”.
من جانبه، أبرز مدير عمليات الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي “روس سميث”: سلط الضوء على النتائج الملحوظة عند تقديم المساعدات الحيوية، حيث “تعيد الأسر بناء نفسها، وتتعافى الأسواق، ويحصل الأطفال على الغذاء الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة”.
لكنه حذر من أن الصراع “لا يزال يحدد من يأكل ومن لا يأكل”، مع دفع العديد من المجتمعات نحو المجاعة لمجرد عدم إمكانية الوصول إليها، مضيفًا: “نحن بحاجة إلى تمويل إضافي ووصول مستدام دون عوائق الآن لوقف انتشار المجاعة.
وأكدت وكالات الأمم المتحدة الثلاث أنها تعطي الأولوية للمناطق الأكثر تضررا من خلال تقديم الدعم المتكامل في مجالات الغذاء والتغذية والصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة والحماية والصحة الزراعية والحيوانية.
ومع ذلك، فقد شددوا على أن الوصول لا يزال غير متسق، وغالباً ما يتم استهداف العاملين في المجال الإنساني والإمدادات، بينما تواجه قوافل المساعدات التأخير. الرفض والتهديدات الأمنية، مشيرة إلى أنه بدون الوصول الآمن المستدام، والتمويل الكافي، ووضع حد للعنف، “ستستمر المجاعة في حصد الأرواح في السودان”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية