جدول المحتويات
كتب: هاني كمال الدين
شهدت العاصمة الأفغانية كابول، في الحادي والعشرين من أبريل، اجتماعًا مهمًا جمع نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية، الملا عبد الغني برادر أخند، بنظيره الكازاخستاني، سيريك جومنجارين، والوفد المرافق له، بهدف وضع خارطة طريق جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين أفغانستان وكازاخستان.
ونقلت وكالة “بختر” الرسمية عن المكتب الاقتصادي لرئاسة الوزراء أن اللقاء تناول تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية، وعلى رأسها التجارة، النقل، الزراعة، التعدين، والصناعة، في خطوة تهدف لتأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي بين البلدين.
مقومات مشتركة ودفع متواصل نحو التكامل
خلال اللقاء، أكد المسؤول الأفغاني أن البلدين يمتلكان تاريخًا من العلاقات الإيجابية، ما يعزز فرص التبادل التجاري والاستثماري، مشيرًا إلى أن التعاون الاقتصادي بين أفغانستان وكازاخستان قد شهد نموًا ملحوظًا منذ استلام الإمارة الإسلامية مقاليد الحكم، وأن هناك إرادة سياسية واضحة لتعزيز هذه العلاقات على أسس استراتيجية.
كما أشار إلى توقيع مشروع “خارطة طريق” مؤخرًا، تستهدف رفع حجم التبادل التجاري بين كابول وأستانا إلى ثلاثة مليارات دولار سنويًا، وهو ما يمثل تطورًا نوعيًا في مستوى التعاون بين الدولتين.
مشروعات استراتيجية تشمل كافة القطاعات
وأوضح برادر أن هذه الخارطة ستحقق تغييرات إيجابية في قطاعات عدة مثل الزراعة والتعدين والصناعة والنقل والسكك الحديدية، مؤكداً التزام الإمارة الإسلامية بإشراك الجانب الكازاخستاني في فرص استثمارية واعدة خاصة في مجال الثروات المعدنية والزراعية، بما في ذلك مشاريع لحفظ المنتجات الزراعية ومجالات الحجر البيطري والثروة الحيوانية.
وشدد على أهمية تعزيز العلاقات المصرفية بين البلدين، وتطوير مشاريع مشتركة للتنقيب عن النفط والغاز، مؤكداً أن الحكومة الأفغانية تعمل على تأسيس شركة تشغيلية تهدف إلى تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير عبر شبكة السكك الحديدية التي سيتم ربطها مع كازاخستان قريبًا.
مبادرات إقليمية لربط الأسواق في آسيا الوسطى
ومن جانبه، أعلن برادر أن الإمارة الإسلامية اقترحت إنشاء مركز اقتصادي موحد يضم أفغانستان وكازاخستان وإيران وتركمانستان، لتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الصناعة والتجارة والنقل، مشيرًا إلى أن المشروع نال اهتمام الجانب الكازاخستاني.
كما شدد على أهمية افتتاح خط طيران مباشر بين كابول وأستانا، وتسهيل حصول رجال الأعمال الأفغان على تأشيرات دخول إلى كازاخستان، وتمكينهم من المشاركة في المنتديات الاقتصادية الإقليمية.
كازاخستان: دعم واضح واستثمارات ضخمة في البنية التحتية
من جهته، عبّر نائب رئيس الوزراء الكازاخستاني عن دعم بلاده المطلق لأفغانستان مستقرة ومتقدمة اقتصاديًا، مشيدًا بما تحقق من تطورات داخلية في مجالات متعددة، انعكست إيجابًا على مستوى التعاون التجاري.
وأعلن جومنجارين أن كازاخستان ستستثمر 500 مليون دولار في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع سكة الحديد “تورغونداي – هرات – سبين بولداك”، إضافة إلى بناء شركة لوجستية ونقل في ولاية هرات لدعم تنفيذ هذا المشروع الحيوي.
التحول الرقمي جزء من خارطة الطريق
وتضمنت خطة التعاون كذلك مشروعًا مشتركًا لتمديد خط إنترنت من كازاخستان إلى أفغانستان بتكلفة منخفضة، يهدف إلى دعم البنية الرقمية للبلاد، وهو ما سيعزز من فرص النمو الاقتصادي المستقبلي.
وأكد جومنجارين استعداد المستثمرين الكازاخستانيين للعمل في أفغانستان، لا سيما في قطاعي التعدين والنفط، مبينًا أن فرقًا فنية وصلت إلى كابول لبحث التفاصيل الفنية وتنفيذ المشاريع المقررة.
خطوات ملموسة في مجالات التجارة والصحة والتعليم
أشار المسؤول الكازاخستاني إلى أن بلاده منحت بالفعل تأشيرات لعدد من رجال الأعمال الأفغان، وبدأت بتسيير رحلات جوية مباشرة، فضلاً عن تطوير العلاقات المصرفية، وتوسيع التبادل التجاري، والتعاون الثنائي في مجالات الصحة والتعليم، في إطار استراتيجية تنموية طويلة المدى.
وفي ختام الاجتماع، ثمّن برادر الاستثمارات الكازاخستانية في السكك الحديدية والبنية التحتية، وأعرب عن التزام الإمارة الإسلامية بتقديم كل الدعم المطلوب لإنجاح المشاريع المشتركة، مؤكدًا أن التعاون الاقتصادي بين أفغانستان وكازاخستان بات ركيزة أساسية في خطط التنمية المستدامة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر