«نبض الخليج»
أبوظبي في 6 مايو/وام / نظم مركز جامع الشيخ زايد الكبير محاضرتين في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، وجامعة موسكو الحكومية، بعنوان “جامع الشيخ زايد الكبير.. مكان للجميع، الإبداع في مجالات متخصصة”.
قدم المحاضرتين سعادة الدكتور يوسف العبيدلي مدير عام المركز، وذلك ضمن زيارة قام بها وفد من المركز للعاصمة الروسية، زار خلالها عدداً من المؤسسات الثقافية والأكاديمية، واجتمع مع المسؤولين في هذه المؤسسات.
واستعرض سعادة مدير عام المركز خلال المحاضرتين اللتين حضرهما قرابة 100 طالب جامعي بينهم طلاب إماراتيون، مسيرة عمل المركز وإستراتيجيته في تجسيد رسالة الجامع الحضارية العالمية، ودوره الريادي في نشر قيم التسامح ومد جسور التواصل مع الأخر، وتميزه عن غيره من دور العبادة، بما يقدمه لضيوفه من تجارب استثنائية، تساهم في تعزيز الفهم الصحيح للثقافة الإسلامية، وتعكس الصورة المشرقة لدولة الإمارات.
ولفت إلى أن الجامع أصبح محطة رئيسة لكبار الشخصيات التي تزور الدولة، واستقبل أكثر من 6 ملايين ضيف سنويًا، بلغت نسبة الزوار من خارج الدولة منهم 81%، ما جعله محطة رئيسة لجميع ضيوف الدولة، ووجهة عالمية بارزة على خريطة السياحة الدينية والثقافية، محققاً مراكز متقدمة وفق تصنيفات “تريب أدفايزر” العالمية لسنوات عدة؛ إذ عبر زواره عن مستوى عالٍ من الرضا تجاه جودة الخدمات المقدمة.
وأكد أن هذه الإنجازات تعكس الرؤية الاستشرافية لدولة الإمارات المستمدة من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” إذ بُني الجامع ليكون منصة للتواصل الحضاري وقيم التسامح، وهو ما يتجلى في تصميمه الذي يجمع بين فنون معمارية وبصرية من الحضارات المختلفة، مثل نظام الإضاءة القمرية، والذي يحاكي سطوع القمر في مراحله، لينطوي النظام إضافة إلى بعده الجمالي على بعد حضاري يجسد إحياءه لموروث ثقافي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الإسلامية، وهو اعتماد دورة القمر في حساب الشهور؛ وهي ظاهرة لها حضورها واعتباراتها في العديد من الأديان والثقافات.
وتطرق سعادته إلى برنامج “الشباب الباني”، الذي يضم مبادرات مثل “ابن الدار” والدليل الثقافي الصغير ودليل المستقبل والجلسات الشبابية، التي يخاطب من خلالها الشباب، إيماناً منه بأنهم المحرك والمؤثر الأساسي للمجتمع، كما تناول تنظيم جولات ثقافية بلغات عدة، بلغت 5400 جولة سنويًا، وخدمات مثل الجولات الليلية وتجربة “ضياء التفاعلية”.، وخدمة “الدليل الصوتي”، وجدارية “بري الجامع”.
وسلط الضوء على جائزة “فضاءات من نور”، التي بلغت قيمتها 850 ألف درهم، وشارك فيها 9419 مصورًا من 70 دولة، قدموا 30 ألف صورة خلال مواسمها الثمانية، ومن خلال هذه الجائزة يؤكد الجامع بأن الفنون هي أفضل وسائل التواصل بين مختلف الشعوب، وتعتبر هذه الجائزة احتفاءً بجماليات الجامع وما تنم عنه من قواسم مشتركة بين الثقافات، تجسيدًا للرسالة الحضارية للجامع، ودوره الرائد في ترسيخ المفاهيم الإنسانية العليا.
وعن نجاحات المركز، استعرض سعادة الدكتور يوسف العبيدلي مشروع “رمضان في الجامع”، الذي يستقبل أكثر من مليون و800 ألف ضيف سنويًا، ويوزع حوالي مليونين و150 ألف وجبة إفطار، إضافة إلى تنظيم الفعاليات الدينية والثقافية خلال الشهر الكريم، مثل فعالية مدفع رمضان ومحاضرات ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة.
وأشار إلى إستراتيجية المركز في الانتشار العالمي، من خلال مشاركته في معارض عالمية مثل “بورصة السفر الآسيوي في سنغافورة”، وسوق السفر العالمي في لندن، ومعرض ” بورصة السفر العالمية ” في برلين، ومعرض الاستثمار والتجارة الدولي في الصين، إضافة إلى عرض مجسم الجامع في أكثر من 20 سفارة ومؤسسة ثقافية حول العالم.
وأكد أن معدل مدة بقاء الزائر في رحاب الجامع ارتفع من ساعة واحدة إلى 6 ساعات في المتوسط، وهذا يعكس مستوى الخدمات المقدمة، حيث يدير المركز 515 متخصصًا يعملون على مدار الساعة، بمعدل مليون و179 ألفا و400 ساعة عمل سنويًا، ويشرفون على شبكة أنفاق بطول 1150 مترًا، و43 سلمًا ومصعدًا كهربائيًا، ونظام إضاءة يضم 50 ألف وحدة، إضافة إلى تشغيل منظومة نقل تسير لمسافة 226 ألف كيلومتر سنويًا، ما يعادل خمس دورات حول الكرة الأرضية.
وخلال الزيارة عقد سعادة مدير عام المركز اجتماعات مع كل من مدير معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ومدير المكتبة الوطنية الروسية، ومسؤولي صندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلوم والتعليم.
وتطرقت الاجتماعات إلى إستراتيجية المركز، التي تعمل على ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وبث مفاهيم السلام محلياً وعالمياً، وتبادل الاستفادة في مجال المتاحف خاصة التجارب الموجودة في “متحف نور وسلام” وما يقدمه من تجارب غنية لزواره، بالإضافة إلى رسائله وأهدافه.
كما زار وفد المركز مجموعة من أهم المتاحف والمؤسسات الثقافية في العاصمة الروسية، ومنها متاحف الكرملين، ومتحف الفنون الشرقية، والمكتبة الوطنية الروسية، للتعرف إلى أفضل الممارسات والبرامج والتجارب والخدمات التي تقدمها هذه الجهات، والاطلاع على المعروضات وآلية تنظيم العمل، ونظام استقبال الوفود والزوار، بالإضافة للاطلاع على مقتنيات المكتبة والخدمات التي تقدمها، وأنظمة إدارة الوثائق المستخدمة.
يذكر أن هذه المحاضرات والاجتماعات والزيارات جاءت على هامش تدشين وفد المركز لمجسم جامع الشيخ زايد الكبير والمكتبة المتنقلة ومعرض صور فضاءات من نور، في المسجد الجامع في موسكو، ضمن مبادرة “مآذن العاصمتين، التي تندرج تحت مظلة برنامج جسور الذي يهدف إلى تعزيز الصورة الحضارية لدولة الإمارات في دول العالم، وتم خلاله وبالتعاون مع وزارة الخارجية تدشين أكثر من 21 مجسماً للجامع في مختلف دول العالم منذ عام 2012.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية