جدول المحتويات
«نبض الخليج»
طوال سنوات الحرب السابقة كانت البطالة والعزوف عن الزواج والتجنيد الإجباري والتفكير بالهجرة وانسداد الأفق أموراً تخنق الشباب في سوريا، ولكن عيونهم اليوم تتطلع إلى أن الفرص باتت ممكنة في البلاد بعد زوال العقوبات الغربية.
الثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا من الرياض في مستهل جولته الخارجية الأولى، ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع في اليوم التالي، وحمل هذا اللقاء دلالات سياسية واقتصادية عميقة.
ومع القرار ترمب “المفاجئ”، تجددت آمال الشباب السوريين نحو مستقبل أفضل في بلدهم، وبدأت تتجه أنظارهم، بوصفهم الشريحة الأكثر استحقاقاً من قرار رفع العقوبات، إلى التحولات والتطورات التي سيعكسها هذا القرار على المشهد الاقتصادي والمعيشي المتردي في البلاد.
العقوبات التي أنهكت معظم القطاعات الحيوية في البلاد على مدار 46 عاماً، وأسهمت في تراجع إنتاجية الكثير من الفعاليات الصناعية والتجارية والخدمية، وفاقمت من معدلات البطالة بين الشباب، وسدت آفاق المستقبل في وجوههم، ودفعت الكثير منهم للهجرة خارج سوريا بحثاً عن لقمة العيش.
الاستثمارات والتعليم
اعتبر علي عساف (27 عاماً)، مُهندس خريج في مجال الهندسة الطبية، أن قرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا يمثّل “انتصاراً حقيقياً” لشعب صبر وعانى طويلاً.
ورأى الشاب العشريني، في حديث لموقع “تلفزيون سوريا”، أن رفع العقوبات هي الخطوة الأولى على طريق سوريا الجديدة التي يتمنى أن تواكب سريعاً التطور الذي حققته دول الجوار خلال العقود القليلة الماضية.
وأوضح علي أن أبرز المكتسبات التي سيحققها الشباب السوري بعد الرفع الفعلي للعقوبات ستكون في قطاعي التعليم والاستثمار؛ إذ يتوقع أن تُفتح آفاق جديدة للتعليم عن بُعد عقب إزالة القيود المفروضة على بعض المنصات والمواقع العلمية في سوريا، مما يتيح للطلبة والباحثين السوريين فرصاً أكبر للتعلم والانخراط في المنظومة العلمية العالمية.
وأضاف علي، “أنا بوصفي مهندساً طبياً فإن رخص المواد الأولية، وتوفر التعليم عن بعد، وقدوم شركات طبية أجنبية للاستثمار في سوريا، كل ذلك يزيد من فرص العمل بالنسبة لي ولزملائي في المهنة”.
ووفقاً للمهندس الشاب، فإن هذا التحول سيجعل الشركات العالمية تتسابق للوصول إلى السوق السورية والاستثمار فيها، مما يزيد من فرص العمل للشباب على المدى المتوسط والبعيد.
الفئة الأكثر استفادة
بينما ترى لميس الكيالي (22 عاماً)، طالبة أدب إنكليزي في جامعة دمشق، أن رفع العقوبات عن سوريا هي بداية جديدة مبشّرة للبلاد ولعموم الشعب السوري، وأيضا لجيل الشباب على وجه الخصوص.
وتقول لميس، إن هذا التحول جعلني أشعر بحماسة وهمّة كبيرة خاصة وأنني على أعتاب التخرج من الكلية وولوج سوق العمل.
وتضيف الطالبة الجامعية، في حديثها لموقع تلفزيون سوريا، “سيفتح هذا القرار آفاقاً كثيرة أمامي، ويقلل من مخاوفي وهواجسي التي كانت تدور حول مستقبلي المهني، وقلقي من شبح البطالة وقلة فرص العمل، وغياب الدعم عن الكثير من القطاعات”.
وتعتبر لميس أن الشباب هم الفئة الأكثر استفادةً وتأثراً بمفاعيل هذا القرار؛ وتفتح لهم الباب أمام فرص داخلية وخارجية مع شركات عالمية، كانت ممنوعة بالأمس القريب، مما يعزز مهاراتهم ويمنحهم خبرات قيمة.
وترجّح لميس تزايد الفرص التعليمية للشباب، سواء عبر المنح الدراسية أو عبر برامج تبادل رسمية مع جامعات خارجية. وتقول: “إن الأهم من كل ذلك أن الوضع الجديد سيمكِّن الشباب من بدء مشاريعهم الخاصة، وربما سيتمكنون أيضا من بناء العائلة والزواج بيسرٍ أكبر”.
أوكسجين الاقتصاد
بدوره، وسام باكير (36 عاماً)، خبير اقتصادي يعمل في مجال المناقصات، يصف قرار رفع العقوبات بأنه “أوكسجين” يُضخّ في جسد الاقتصاد الوطني، مؤكداً أن تأثيراته الإيجابية لن تقتصر على قطاع بعينه، بل ستنعكس على مختلف طبقات المجتمع من القاعدة إلى القمة.
وفيما يتعلق بمجال عمله بالمناقصات، يضيف باكير في حديث لموقع تلفزيون سوريا: “لقد أصبح لدينا اليوم قدرة أكبر على دخول المناقصات التي تخص الدولة السورية، كونها أصبحت قادرة على إدارة علاقاتها مع الجهات الخارجية.”
ويعتبر الخبير أن هذا الأمر ينطبق على العاملين في المجال التكنولوجي أيضاً، حيث أصبح بإمكانهم الولوج إلى أي خدمات تكنولوجية خارجية بشكل مباشر بدلاً من الالتفاف على العقوبات بإنشاء حسابات أجنبية في المواقع أو البنوك الخارجية، الأمر الذي كان يسبب استنزافاً زمنياً ومالياً كبيرين.
ويرى باكير أن إسقاط العقوبات سيحمل جملة من التسهيلات للشباب السوري وعلى رأسها إمكانية الوصول إلى الخدمات المصرفية والتقنية، مما يسهّل عليهم التخطيط لمشاريع كانت سابقاً بحكم المستحيلة.
آمال كبيرة
وأجمع شبان وشابات سوريون، ممّن تواصل معهم موقع “تلفزيون سوريا”، على أهمية قرار رفع العقوبات الأميركية الذي جدّد أملهم في العيش والعمل والدراسة في بلدهم.
وقال سامر الأمين (28 عاماً)، مهندس معماري، إن البلاد مقبلة على مرحلة إعادة إعمار وبناء، وإنه يعلّق على ذلك آمالاً كبيرة، ويتمنى أن يُسهم رفع العقوبات في عودة الشباب من المهاجرين إلى سوريا في أسرع وقت، وفي إيقاف النزيف البشري الذي تتعرّض له البلاد بسبب هجرة شبابها.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية