«نبض الخليج»
أبوظبي في 19 مايو/ وام/ أكدت ما تشاي سوك، نائبة عمدة الشؤون الثقافية بمدينة سيول في جمهورية كوريا، أن معرض “الوسائط المتعدّدة.. كلنا دوائر مفتوحة”، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، في منارة السعديات ويستمر حتى 30 يونيو المقبل، يمثل حدثا تاريخيًا في مسار التعاون الثقافي بين مدينتي أبوظبي وسيول.
وقالت ما تشاي سوك، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن المعرض الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع متحف سيول للفنون “SeMA”، يضم أعمالًا لفنانين معاصرين بارزين يمثلون سيول وجمهورية كوريا، ويجسد تنسيقًا ثقافيًا فعّالًا بين الجانبين.
وأشارت إلى أن جلب فن سيول المعاصر إلى مدينة أبوظبي، يشكّل خطوة عملية في مسار تعزيز التواصل الثقافي، معبّرة عن تطلعها إلى أن يتوسع نطاق هذا التعاون ليشمل مختلف المجالات الثقافية وكافة قطاعات الصناعة مستقبلًا.
من جانبها، أكدت مايا الخليل، القيّمة الفنية المستقلة والمتخصصة في الفن المعاصر، أن المعرض يُسلّط الضوء على فن الوسائط المتعددة الكوري، ويضم أعمالًا لفنانين ساهموا في تطور الفن الراديكالي في كوريا، مشيرة إلى أن المعرض يضم أكثر من 49 فنانًا كوريًا من الأسماء البارزة عالميًا، وتُعرض أعمالهم للمرة الأولى بهذا المستوى من الجودة في العاصمة أبوظبي.
وأوضحت في تصريح لـ “وام”، أن المشروع يتألف من أربعة محاور رئيسية، حيث تبدأ التجربة باستعراض المراحل الأولى للفنانين الرواد الذين بدأوا التجريب في فنون الوسائط المتعددة، وعلى رأسهم نام جون بايك، الذي يُعد على نطاق واسع مؤسس فن الفيديو، وينتقل المعرض بعد هذه المرحلة التمهيدية إلى ثلاثة أقسام أخرى، أولها يركّز على “الجسد كوسيط”، مشيرة إلى اتساع نطاق المعرض ليشمل “المجتمع كمصفوفة للأفكار والهويات والسرديات”، قبل أن يُختتم بمحور “الفضاء كوسيط”.
وأشارت الخليل إلى أن المعرض يحمل عنوان “وسائط متعددة.. كلّنا دوائر مفتوحة”، وهو اقتباس من رؤية الفنان نام جون بايك الذي عبّر في عام 1965 عن إيمانه بأن التكنولوجيا ستُصبح أداة للربط والتواصل بين سكان “القرية الكونية”، مؤمنًا بفكرة التواصل المتعدد الاتجاهات، حيث يكون الجميع قادرًا على الإرسال والتلقي والتفاعل، بدلًا من نظام استقبال أحادي الاتجاه.
من جهتها، قالت كيونغ هوان يو، أمينة متحف سيول للفنون، إن المعرض يُمثل محطة محورية في مسار التعاون الثقافي بين جمهورية كوريا ودولة الإمارات، ويجسد مخرجات شراكة إستراتيجية بين متحف سيول للفنون ومجموعة أبوظبي للفنون، إضافة إلى كونه ثمرة للتواصل بين مدينتي سيول وأبوظبي.
وأوضحت في تصريحها لـ “وام”، أن المعرض يُعد نتيجة حوار ثقافي متواصل، ويعبّر عن رغبة مشتركة في عرض أعمال لفنانين كوريين معاصرين ضمن سياق مدروس يتماشى مع الخصوصية الثقافية والاجتماعية لإمارة أبوظبي، مشيرة إلى أن المعرض نُسّق لأول مرة عام 2024 في متحف سيول، وأُعيد تقديمه برؤية مختلفة تتناسب مع الخلفية الثقافية لدولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي، ما أضفى عليه بعدًا جديدًا.
وأضافت أن العمل على المعرض انطلق من أسئلة محورية حول أهمية الفنانين الكوريين المعاصرين للجانبين، وكيفية مشاركة هذه الرؤية مع الجمهور في أبوظبي، مؤكدة أن البحث في هذه الأسئلة شكّل الأساس المفاهيمي لتطوير المعرض.
وذكرت أنها أجرت زيارة بحثية إلى أبوظبي في نوفمبر الماضي بالتنسيق مع مجموعة أبوظبي للفنون، في إطار التحضير لهذا المعرض والمعرض المرتقب في سيول في ديسمبر المقبل، مشيرة إلى أن الزيارة كشفت عن أوجه تشابه لافتة بين أبوظبي وسيول، خصوصًا في ما يتعلق بالتحولات الاقتصادية والسياسية السريعة التي مرت بها المدينتان منذ سبعينيات القرن الماضي، وإن اختلفت الأسباب، إلا أن النتائج والتجارب المجتمعية كانت متقاربة.
وبيّنت أن هذه التغيرات المجتمعية المتسارعة تنعكس في ثلاثية متكاملة: الجسد، والثقافة، والمجتمع، وهي المحاور التي يقوم عليها المعرض، حيث تُطرح الوسائط الفنية باعتبارها أدوات فكرية وجمالية تنقل مضمون الحوار الثقافي وتتيح فضاءً للتفاعل الإنساني بين الشعوب.
وأكدت أن المعرض يوفّر لجمهور أبوظبي والخليج فرصة استثنائية للتفاعل مع أعمال فنانين كوريين معاصرين من خلال عدسة ثقافية جديدة، داعية الزوّار إلى الانخراط في هذا التبادل الفني واستكشاف أبعاده التعبيرية والمعرفية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية