«نبض الخليج»
اقترح رجل أعمال سوري إماراتي تشييد برج يحمل اسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دمشق، في خطوة تهدف إلى جذب انتباه واشنطن وتشجيعها على رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عقود.
وكشف وليد محمد الزعبي، رئيس مجموعة “تايغر” العقارية التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، لصحيفة “الغارديان”، عن مشروع “برج ترمب” الذي يُخطط له أن يصل إلى 45 طابقاً ويكلف بين 100 و200 مليون دولار، وأكد أن المشروع يحمل “رسالة سلام” قائلاً:”هذا المشروع هو رسالتنا. إن هذا البلد، الذي عانى وأرهق شعبه لسنوات عديدة، وخاصة الحرب في ال 15 الماضية، يستحق أن يخطو خطوة نحو السلام”.
تأتي هذه المبادرة ضمن تحركات أوسع من الإدارة السورية الجديدة لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد في كانون الأول.
دور السعودية في رفع العقوبات
لعبت السعودية، ممثلة بولي عهدها محمد بن سلمان، دوراً ضاغطاً باتجاه واشنطن، ما أسفر عن إعلان ترمب، الأسبوع الماضي، رفع العقوبات الأميركية كلها عن سوريا ولقائه بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي وصفه بـ”رجل جذاب وصعب”.
ويتجه الزعبي هذا الأسبوع إلى دمشق لتقديم طلب رسمي بالحصول على تراخيص البناء، وقال إنه لم يحصل بعد على حقوق استخدام علامة ترمب التجارية، لكن النية قائمة للتواصل معها قريباً. ويقدّر أن تنفيذ المشروع سيستغرق ثلاث سنوات بعد نيل الموافقات القانونية والامتيازات التجارية.
كيف تبلورت الفكرة؟
وتشير الغارديان إلى أنّ فكرة مشروع برج ترمب نشأت في كانون الأول، بعد أن طرح عضو الكونغرس الجمهوري جو ويلسون إنشاء برج ترمب في دمشق، فتبنى الكاتب السوري رضوان زيادة الفكرة، وطرحها على الزعبي الذي بدأ بتطويرها، واستخدم الطرفان الفكرة ضمن حملة دبلوماسية “ناعمة” تضمنت استقبال رجال أعمال أميركيين ونواب من الكونغرس، وتنظيم جولات داخل سجون النظام السابق وقرى مسيحية قرب دمشق.
التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بقادة دينيين مقربين من ترمب في نيويورك، في حين عرضت سوريا تسهيلات للاستثمار الأميركي والوصول إلى النفط، إضافة إلى ضمانات أمنية لإسرائيل.
أكد زيادة أن مشروع البرج أداة فعالة “لكسب قلب ترمب”، مستشهداً بفيديو سابق للرئيس الأميركي عرض فيه تصوراً لبناء برج مشابه في غزة، كما عرض مجسماً أولياً للبرج على وزير الخارجية الشيباني وسفير السعودية في دمشق، على أمل تمريره عبر الرياض إلى ترمب.
يعكس المشروع آمال الإدارة السورية في جذب الاستثمارات الأجنبية، لكن ما يزال مصيره غير مؤكد في ظل الضبابية المحيطة برفع العقوبات، وتدهور الاقتصاد السوري، والبيئة السياسية غير المستقرة، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 90٪ من السوريين يعيشون تحت خط الفقر ويعانون من انعدام الكهرباء والخدمات الطبية.
نشر الزعبي صورة مركبة تُظهر أفق دمشق وقد تخللته ناطحة سحاب حديثة من الزجاج والصلب، معلقاً: “هذا المشروع يرمز إلى الانتقال من الخراب إلى الجمال والسلام”.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية