«نبض الخليج»
في لائحة اتهامات أميط اللثام عنها مؤخراً، بعد أن أصدرتها محكمة فيدرالية أميركية، تبين أن النظام السوري المخلوع متورط في عصابات إجرامية تحيك مؤامرات بين الدول، كما تبين تورط “ثوار” من أميركا اللاتينية، وكذلك عصابات الاتجار بالمخدرات على مستوى العالم، وقد ركزت تلك الاتهامات على خطة جريئة تنطوي على شحن مئات الكيلوغرامات من الكوكايين المخبأ في حاويات للفواكه إلى ميناء اللاذقية بسوريا، مقابل الحصول على أسلحة عسكرية من ترسانة بشار الأسد.
ذكرت لائحة الاتهام التي رفعت في المقاطعة الشرقية لولاية فيرجينيا، شبكة تمتد بين كولومبيا والمكسيك ولبنان وسوريا وكينيا وغينيا والمغرب والولايات المتحدة، وكانت صحيفة نيويورك تايمز أول من نقل خبر هذه القضية التي تتحدث عن تصنيع جيش التحرير الوطني بكولومبيا للكوكايين وشحنه مقابل الحصول على أسلحة سبق أن قدمتها روسيا وإيران للنظام السوري البائد.
ويحتل لب تلك القضية أنطوان قسيس، وهو شخص يحمل الجنسية اللبنانية وتربطه صلات بالدائرة المقربة من الأسد، وقد مثل قسيس أمام المحكمة خلال الأسبوع الماضي بعد أن سلمته كينيا للسلطات، إذ جرى القبض عليه في شباط الماضي بموجب أمر توقيف صادر عن الإنتربول، ثم وُجهت إليه اتهامات بالإرهاب عبر الاستعانة بالمخدرات، والتآمر بهدف تقديم دعم مادي لتنظيم إرهابي أجنبي.
صفقات مشبوهة
وبحسب ما أورده الادعاء، فإن قسيس والمتآمرين معه وهم أليريو رفاييل كوينتيرو ووسام نجيب خرفان، عقدوا اتفاقاً بينهم في ربيع العام المنصرم، يقضي بأن يقوم جيش التحرير الوطني بإرسال الكوكايين إلى سوريا، ليقوم قسيس بتوزيعه في الشرق الأوسط، وبالمقابل، يتعين على قسيس إرسال السلاح إلى جيش التحرير الوطني بكولومبيا عبر معارفه السوريين. في حين كلف كوينتيرو المقيم في كولومبيا وخرفان المقيم في المكسيك بمهمة غسل العائدات وترتيب الأمور اللوجستية من أجل شحنات السلاح.
وعلى الرغم من إسقاط الأسد في كانون الأول الماضي، بقي قسيس قادراً على الوصول إلى مخازن الأسلحة التي كانت بيد النظام، ولذلك اتهم بأنه سافر إلى كينيا ليلتقي بمفتش سلاح من جيش التحرير الوطني وليوقع معه على عقد يقضي بشحن الحاوية المعلن عنها أنها مخصصة للفاكهة، في حين أنها كانت تحتوي على 500 كيلوغرام من الكوكايين.
كما ورد بأن كوينتيرو أدار صفقات تبلغ قيمتها ملايين الدولارات لصالح اتحاد سينالوا وجيش التحرير الوطني الكولومبي، حول من خلالها مبالغ بالعملة المشفرة إلى خرفان، والذي حولها بدوره إلى مبالغ نقدية، وقد دفعت تلك الأموال لطيارين في غينيا والمغرب تورطوا في تلك العملية.
يذكر أن جيش التحرير الوطني في كولومبيا تشكل خلال ستينيات القرن الماضي ويعتبر أكبر فصيل بقي يخوض حرب عصابات في ذلك البلد، وقد نفذ عمليات خطف وتفجير وهجمات عنيفة ضد المدنيين. هذا وقد تسبب القتال الذي اندلع مؤخراً في شمال شرقي كولومبيا بنزوح الآلاف وزاد من التوتر مع الجارة فنزويلا.
المصدر: The Week Magazine
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية