«نبض الخليج»
الشارقة في 15 يونيو / وام / بتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية، أعلنت المؤسسة إطلاق أولى مشاريعها الإنسانية الدولية بهدف توفير الحماية والرعاية لأكثر من 30 ألف طفل معرضين لمختلف أنواع العنف والاستغلال في كل من زنجبار والمكسيك.
كما ستسعى المؤسسة إلى تعزيز قدرات المجتمعات في البلدين على بناء بيئة آمنة وداعمة للأطفال وذلك بالتعاون مع منظمات دولية رائدة هي “منظمة أنقذوا الأطفال الدولية – تنزانيا” و”بلان إنترناشيونال – المكسيك”.
ويجسّد هذا الإعلان رؤية المؤسسة في ترسيخ أنظمة حماية متكاملة للأطفال في البيئات المعرضة للخطر، كما يعكس وعيها العميق بأهمية التدخل الاستباقي لمواجهة التحديات المتصاعدة التي تهدد سلامة الأطفال الجسدية والنفسية بما في ذلك العنف والإهمال والاستغلال بمختلف أشكاله.
وتُظهر التقديرات أن واحداً من كل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً يعملون في ظروف قسرية وخطرة في البلدان الأقل نمواً، كما ارتفعت نسبة الأطفال ضحايا الاتجار الذين تم اكتشافهم عالمياً بنسبة 31 % خلال السنوات القليلة الماضية، وفقاً لتقارير كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).
وحول الأهداف والرؤى الإستراتيجية من إطلاق هذه المشاريع، أكدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أن مؤسسة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي تنطلق في مشاريعها العالمية من إيمانها العميق بأن توفير الحماية والرعاية للأطفال وضمان نشأتهم السليمة في بيئة يسودها الإلهام والحب والرعاية والتعليم هو حق إنساني طبيعي أولاً واستثمار حقيقي في مستقبل العالم ثانياً.
وقالت سموها إن المؤسسة تتعامل مع التهديدات التي يتعرض لها الأطفال حول العالم بوصفها مهمات ملحّة لا يمكن تأجيلها، مشيرةً إلى أن إنقاذ طفل واحد هو خطوة نحو إنقاذ مستقبل مجتمع بأكمله.
وأضافت سموها : لقد أطلقنا مؤسسة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية في 2024 لتكون منظومة عالمية لجهود حماية الأطفال أينما كانوا عُرضةً للخطر، وتعمل المؤسسة وفقاً لمبدأ التكامل والشمول بهدف بناء منظومة حماية متكاملة ترتكز على الوقاية واحتواء الضحايا وبناء الشراكات وتطوير التشريعات بما يُترجم رؤية الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في مساندة الإنسان والدفاع عن الفئات الأضعف وفي مقدمتهم الأطفال.
وقالت سموها : إن الأطفال هم القاسم الإنساني المشترك بين جميع الشعوب والثقافات والمعتقدات ومهما تباعدت رؤانا فإننا نلتقي جميعاً عند الطفولة وحقوق الأطفال في عَيش حياة طبيعية بعيدة عن أي شكل من أشكال الخوف والقلق والألم الجسدي والنفسي، لذلك نحشد الجهود وفق مبدأ التعاون والاستدامة والأثر المباشر حتى لا تمسي مشاريعنا مجرد استجابة لحظية بل تكون لبِنة صلبة في بنيان مجتمعات حاضنة للأطفال وحامية لهم.
و في زنجبار، أطلقت مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية بالشراكة مع منظمة “أنقذوا الأطفال” مشروع “توسيع خدمات الدعم للناجين من العنف في بيمبا وأونغوجا” وذلك بعد الزيارة التي قامت بها سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي للمراكز المعنية في هذا البلد سابقا وكشفت حينها عن الحاجة الماسّة لتوسيع نطاق الدعم، حيث يأتي هذا المشروع كجزء من سلسلة مشاريع إنسانية تنفذها إمارة الشارقة في زنجبار إذ تهدد معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي مثل العنف ضد الفتيات بسبب كونهن إناث سلامة ومستقبل عدد كبير من الأطفال.
ويقام المشروع من خلال اثنين من “مراكز الدعم المتكامل” القائمة في مستشفى جيتيمائي في أونغوجا ومستشفى عبدالله مزى في بيمبا، ويهدف إلى تقديم خدمات طبية ونفسية وقانونية مباشرة لما لا يقل عن ألف ناجٍ وناجية من العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى جانب توفير الدعم لـ10 آلاف فرد من خلال برامج التوعية المجتمعية وخدمات الرعاية المجتمعية.
ويشكل المشروع مبادرة نوعية في هذا التوقيت إذ تُظهر التقديرات الوطنية في زنجبار أن واحدا من كل عشرة فتيان وواحدة من كل عشرين فتاة يتعرضون للعنف الجنسي قبل سن الرشد بينما تواجه نحو 30% من الفتيات هذا النوع من العنف قبل بلوغ سن الـ 18 .
ووفق تقرير صادر عن مكتب الإحصاء الحكومي في زنجبار في ديسمبر 2023 تم تسجيل 162 حالة عنف مبني على النوع الاجتماعي، شكّل الأطفال نسبة 81.5% من ضحاياها، ويمتد التعاون بين مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية ومنظمة “أنقذوا الأطفال” لعام كامل، ويهدف إلى تعزيز قدرات نظام الحماية المحلي من العنف القائم على النوع الاجتماعي في زنجبار وكسر حلقات الانتهاك وتمكين الناجين والناجيات من استعادة حياتهم وبناء مستقبل أفضل.
أما في المكسيك، فأطلقت مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية بالتعاون مع منظمة “بلان إنترناشيونال – المكسيك” مشروع “حماة الأطفال” لتقديم دعم متكامل للأطفال واليافعين وأُسرهم في ثلاث مدن مكسيكية هي: تاباتشولا ومكسيكو سيتي وسيوداد خواريز، ويشمل المشروع تقديم خدمات وقائية وحمائية ومساحات آمنة ودعم نفسي أولي ورعاية صحية متنقلة إلى جانب دعم نفسي ومالي للعائلات المتضررة.
وتتجسد أهمية المشروع بالنظر إلى التقارير والأرقام حول واقع الأطفال المعنفين إذ تُسجّل المكسيك واحدة من أعلى معدلات الاتجار بالبشر عالميا، وشهدت هذه الظاهرة تصاعدا ملحوظا منذ جائحة كوفيد-19 حيث يستهدف المتاجرون الفئات الأكثر ضعفا لا سيما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاما، كما ارتفع عدد الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة من نحو 69,500 طفل في 2019 إلى أكثر من 137 ألف طفل في 2023 نتيجة تصاعد معدلات العنف والفقر والنزوح المرتبط بتغير المناخ.
ويستفيد من مشروع “حماة الأطفال” بشكل مباشر نحو 7 آلاف طفل ويافع فيما تصل فوائده غير المباشرة إلى أكثر من 15 ألف فرد من خلال برامج توعية مجتمعية وتدريب أفراد المجتمع المحلي ليكونوا عناصر فعّالة في حماية الأطفال المهاجرين من الاستغلال والعنف.
وأظهرت دراسة حديثة أعدّتها منظمة “بلان إنترناشيونال” استنادًا إلى 155 مقابلة مع أطفال مهاجرين ومقدمي رعاية في ثلاث مدن حدودية رئيسية في المكسيك هي: سيوداد خواريز ورينوسا وتيخوانا أن نحو ثلثي الأطفال غادروا ديارهم برفقة أحد الوالدين أو أحد مقدمي الرعاية، لكن الثلث فقط وصل إلى المكسيك بصحبة مرافق، وقد جعلهم ذلك أكثر عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال والاتجار والتجنيد القسري من قبل الجماعات المسلحة أثناء سفرهم بمفردهم بحثاً عن الأمان.
وتتطلع مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية إلى ترسيخ نهجها القائم على التعاون طويل الأمد وتمكين المجتمعات المحلية وتحقيق تحول منهجي مستدام في أنظمة حماية الطفل، وقد جاء إطلاق مشروعي زنجبار والمكسيك على أسس الاستدامة لضمان استمرار النتائج والآثار إلى ما بعد مرحلة التنفيذ الفوري.
وتعكس شراكات المؤسسة مع المنظمات الدولية رؤيتها ورسالتها الأشمل في إحداث تأثير حقيقي ودائم في البيئات التي تواجه احتياجات ملحّة في مجال حماية الطفل لاسيما في مناطق مثل شرق إفريقيا وأمريكا اللاتينية حيث تُسجَّل هذه المناطق فجوات واضحة في مجالات الرعاية والسلامة والعدالة.
وتسعى المؤسسة خلال المرحلة المقبلة إلى توسيع نطاق عملها ليشمل مناطق إضافية ذات أولوية في مقدمتها المنطقة العربية وجنوب شرق آسيا، ويأتي هذا التوسّع في إطار التزام المؤسسة بتوفير بيئات أكثر أمانا وإنصافا للأطفال في مختلف بلدان العالم.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية