جدول المحتويات
«نبض الخليج»
تشهد ولاية كيرنتن النمساوية تصاعداً في مشاعر الكراهية تجاه اللاجئين، وسط تحذيرات من مشغلي مراكز الإيواء من تنامي الخطاب المعادي للأجانب داخل المجتمع المحلي، وقد زادت حدة هذا المزاج الرافض عقب حادثة طعن نفذها لاجئ سوري في مدينة فيلاخ، ما أدى إلى تصاعد المطالبات بإغلاق مراكز اللجوء، في ظل تراجع الدعم السياسي الموجه للفئات المتضررة.
ومنتصف شباط الماضي، هاجم شاب سوري يبلغ من العمر 23 عاماً عددا من المارة بسكين في وسط مدينة فيلاخ بولاية كيرنتن، مما أسفر عن مقتل فتى يبلغ من العمر 14 عاماً وإصابة خمسة آخرين، واستطاع اثنين من الأجانب (أحدهما سوري) من إيقاف المهاجم، وساهم تدخلهما في إنقاذ الأرواح، لكن المفارقة أن أحدهما يواجه حالياً خطر الترحيل.
وتشير باربرا روشيتس من دائرة شؤون اللاجئين في ولاية كيرنتن إلى أن تصاعد العداء تجاه الأجانب، وقالت في تصريح لقناة (ORF) النمساوية: “نلاحظ من خلال المكالمات والرسائل الإلكترونية واللقاءات أن المزاج العام بات أكثر عدائية تجاه الأجانب”. مضيفةً أن “هجوم الطعن كان بالتأكيد نقطة تحول، وفي الأشهر الأخيرة كثيراً ما سمعت عبارات مثل (السوريون أو الأفغان) وهذا تعميم غير مبرر إطلاقاً”.
مطالب بإغلاق مساكن اللاجئين
في أربع بلديات بولاية كيرنتن، هناك مطالبات بإغلاق مراكز إيواء اللاجئين. وترى إليزابيث شتاينر، التي تدير مركز “بيرنفيرت” في بلدة فايتنسفيلد، أن هذه المطالب تغذي المخاوف غير المبررة. وتقول: “نحن من نعيش معهم (اللاجئين) ونتولى رعايتهم بدقة على مدار الساعة، ونحن الضامن لعدم حصول مشاكل كبيرة لأننا نتابع أوضاعهم يومياً، لكن أن يُطلب منا إغلاق أبوابنا والقول لنا ارحلوا مع اللاجئين، فهذا الطريق خاطئ وخطير سياسياً”.
وترى شتاينر أن السياسيين المحليين في بعض البلديات يسيئون التقدير اقتصادياً. وتشير إلى أن مراكز اللجوء قد أسهمت في تحقيق قيمة مضافة تبلغ مليونَي يورو خلال عشر سنوات. وأضافت أن الغضب بين مشغلي مراكز الإيواء كبير، وتُدرس حالياً إمكانية تقديم دعاوى قضائية.
ووفقاً لها فإن “مثل هذه السياسات تعرقل النشاط التجاري، وفي حال حصول هجمات أو تهديدات، قد يُضطر أحد المراكز إلى الإغلاق مؤقتاً أو استقبال عدد أقل من اللاجئين، مما يؤدي إلى ضرر اقتصادي يصعب تحمّله”. وتؤكد الولاية أنها “لن تُغلق أي مراكز إيواء”.
أوهام الترحيل والحسد
ويعتبر المعالج النفسي والمشرف على اللاجئين كلاوس أوتوميار أن المطالبة بإزالة مراكز إيواء اللاجئين ليست حلاً. مبيناً أن “هذه الدعوات تخلق التوتر والشك، خاصة عندما يتخذ مجلس بلدي مثل هذه القرارات، قد يتسبب ذلك في توتر العلاقات بين الجيران”.
ويوضح أن “الناس غالباً ما يكون لديهم مشاعر متناقضة، وبالتالي لا يمكن اعتبار كراهية الأجانب ظاهرة عامة، فهناك أيضاً جانب داعم يمكن تعزيزه بدلاً من استغلال الجانب المعادي لأغراض شعبوية. وحول خوف البعض من اللاجئين يقول إن “هناك أفراد خطرون، نعم، لكنهم قلة ولا يمكن تعميم ذلك”.
وأشار أوتوميار إلى أن “هناك من يظن أن الأجانب يحصلون على كل شيء ونحن لا نحصل على شيء، كما هناك وهم في النمسا بأن المشاكل الاجتماعية والمالية ستحل إذا تم تقليص دعم الأجانب، وهذا غير منطقي من حسابياً، لكنه يُغذي مشاعر الحسد”. ويضيف أن “الحسد لا يقتصر على المال فقط، بل يشمل أيضاً الرعاية والاهتمام الذي يحظى به اللاجئون”.
دعم غير كافٍ للاجئين
لا تلتزم ولاية كيرنتن سوى بنسبة 53 في المئة من الحصة المقررة لها من اللاجئين، وكان ينبغي أن تستقبل 3600 طالب لجوء، لكنها تستضيف فقط نحو 1960. ويبلغ الدعم اليومي للاجئ 25 يورو، وهو مبلغ غير كافٍ لضمان سكن كريم، بحسب المسؤولة سارة شار من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، التي أكدت أن زيادة المبلغ أصبحت ضرورية.
وتقول باربرا روشيتس إن الغالبية العظمى من اللاجئين لا يرغبون بالبقاء طويلاً في مراكز الإيواء، بل يسعون للتعلم والاعتماد على أنفسهم، أما من مرّوا بتجارب مروعة أو صدمات نفسية فقد يحتاجون وقتاً أطول. وأكدت روشيتس أن الحديث عن “الرفاهية الاجتماعية للاجئين” لا أساس له من الصحة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية