«نبض الخليج»
ألقت الجهات المختصة القبض على أحد المتورطين في مجزرة كرم الزيتون بمدينة حمص، قبل محاولته الفرار خارج البلاد، وذلك خلال عملية أمنية وُصفت بـ “الدقيقة”، وأسفرت عن اعترافات صادمة تكشف بعضاً من أفظع الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين خلال سنوات الحرب.
الموقوف، ويدعى حسن الضوّة، اعترف بمشاركته المباشرة في تنفيذ المجزرة إلى جانب عناصر من “اللجان الشعبية” ومجموعة تابعة للمخابرات الجوية بقيادة المدعو مهند الحجة.
وبحسب إفادته، بدأت المجزرة بعد أن تلقت مجموعته اتصالاً يُفيد بوجود “مجموعة مسلحة” في أحد منازل الحي. لكن ما وُصف بمجموعة مسلحة تبيّن لاحقاً أنه مدنيون عُزّل، من نساء وأطفال ورجال، تم قتلهم جميعاً بدم بارد.
وفي اليوم التالي، واصلت المجموعة عملياتها، فاقتحمت منزلاً على طريق بقالية الجولان، وقتلت تسعة أشخاص، بينهم نساء وأطفال، وأضرمت النيران في المنزل.
وبعدها نفذت المجموعة إعدامات ميدانية بحق 12 شخصاً، من بينهم امرأة، أُوقفوا على أحد الجدران وأُطلق عليهم الرصاص.
وبحسب الضوّة، فإن مجموعته وحدها قتلت نحو 20 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم عاماً ونصف. كما اقتحموا منازل أخرى كانت تأوي شباناً لا علاقة لهم بأي أنشطة مسلحة، وقاموا بتصفيتهم.
شهادات من سكان الحي أكدت تطابق رواية الضوّة مع ما جرى في تلك الليالي الدامية، مشيرين إلى أن عائلات بأكملها أُحرقت بعد قتلها، وسط صمت دولي حينها، وعجز كامل عن وقف المجازر التي ارتُكبت تحت أعين الأجهزة الأمنية.
وتأتي هذه العملية الأمنية في إطار جهود مستمرة لملاحقة المتورطين في الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين السوريين، وتقديمهم إلى العدالة، وسط مطالب متجددة بالكشف عن باقي المشاركين في المجزرة، ومحاسبتهم دون استثناء.
مجزرة كرم الزيتون
وسبق أن وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 42 شخصًا على الأقل، بينهم ثمانية أطفال، خلال مجزرة استمرت بين 24 و26 كانون الثاني 2012، إثر قصف متواصل على حي كرم الزيتون في حمص من قبل قوات النظام.
وقعت المجزرة بعد عودة عائلات نازحة إلى الحي، عقب هدنة زُعِم أنها تضمن سلامتهم. ومع دخول إحدى العائلات إلى منزلها، هاجمها عناصر من “الشبيحة”، وقتلوا أفرادها السبعة، بينهم طفل في الثانية من عمره، بحسب الشبكة.
وتُعد مجزرة كرم الزيتون واحدة من أفظع المجازر ذات الطابع الطائفي التي ارتكبها النظام المخلوع، إذ رافقها قصف يومي وحصار خانق على أحياء خرجت ضد النظام، مثل بابا عمرو والخالدية وكرم الزيتون، ما أدى إلى كارثة إنسانية.
ورغم محاولات الإعلام الرسمي التنصل من المسؤولية، أكدت تقارير حقوقية حينها تورط قوات النظام البائد وميليشياته في ارتكاب المجزرة.
ويقع حي كرم الزيتون جنوب شرق مركز مدينة حمص. وفي مطلع كانون الثاني الجاري، أوقفت السلطات الأمنية في الإدارة السورية الجديدة عددًا من المتورطين في المجزرة، خلال حملات أمنية شنتها وزارة الداخلية وإدارة الأمن العام.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية