جدول المحتويات
«نبض الخليج»
كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز الهجرة المختلطة (MMC)، في حزيران 2025، عن علاقة معقّدة ومقلقة بين تغيّر المناخ وأوضاع السكان في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن غالبية السكان يعيشون حالة من “الجمود القسري” نتيجة لفقدانهم القدرة المادية على الهجرة رغم رغبتهم في ذلك.
واعتمدت الدراسة، التي أعدّها الباحثان أوليفيا بوينو ولوسي هوفيل، على بيانات ميدانية جُمعت بين شهري تشرين الثاني 2024 وشباط 2025، وشملت 220 استبانة أُجريت مع رجال ونساء في الحسكة، إضافة إلى مقابلات معمّقة ومجموعات تركيز ضمّت نازحين وسكاناً محليين.
الزراعة تنهار والماء يندر
بحسب الدراسة، فإنّ تغيّرات مناخية حادة مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والعواصف الترابية، تسبّبت في تدهور قطاع الزراعة، الذي يشكّل العمود الفقري لاقتصاد محافظة الحسكة.
وأدّت هذه الظواهر إلى نفوق المواشي، وتراجع إنتاج المحاصيل، وزيادة الاعتماد على المياه الجوفية، التي تُستنزف من دون تنظيم أو رقابة، كما أشار التقرير إلى تضرّر البنية التحتية للمياه، لا سيما محطة مياه العلوك، ما ترك أكثر من مليون شخص مهددين بالعطش.
الهجرة حلم صعب المنال
رغم أن نحو نصف المشاركين في الدراسة أعربوا عن رغبتهم في مغادرة الحسكة، فإنّ 45% منهم أكّدوا عدم امتلاكهم الموارد الكافية للهجرة.
وأفاد 93% من الراغبين في الرحيل بأنّهم يفضّلون التوجّه إلى خارج سوريا، حيث تصدّرت ألمانيا قائمة الوجهات المفضلة، تلتها تركيا والعراق ولبنان.
والمفارقة -وفق التقرير- أنّ معظم مَن يفكّرون بالهجرة يرغبون في مغادرة دائمة، لا مؤقتة، ما يعكس انعدام الأمل في تحسن الأوضاع.
أعباء مضاعفة على النازحين
رصدت الدراسة أيضاً، معاناة خاصة لدى العائلات النازحة، التي تعيش في مساكن مؤقتة أو مخيمات تفتقر إلى الحماية من الحرّ والفيضانات، وتعاني من صعوبات في الحصول على الغذاء والتعليم والرعاية الصحية.
ورغم تفاقم المخاطر، أفاد 63% من السكّان المتضررين أنهم لم يتلقّوا أي دعم لمواجهة الصدمات المناخية، وكان الدعم الذي حصلوا عليه -إن وُجد- مصدره الأقارب أو المنظمات الدولية، بينما غاب الدعم الحكومي تماماً.
أزمة مركّبة تهدّد الاستقرار
تختتم الدراسة بالإشارة إلى أنّ تغيّر المناخ لا يمكن فصله عن النزاع والفقر وسوء الحوكمة، إذ تتداخل هذه العوامل لتضعف قدرة السكان على الصمود أو التكيف، وتحذّر من أنّ استمرار هذا التدهور قد يدفع مزيداً من السكّان إلى الهجرة الداخلية أو الدولية، ويزيد من هشاشة المنطقة.
وتأتي الدراسة ضمن مشروع أوسع لـ مركز الهجرة المختلطة (MMC)، بدعم من وزارة الخارجية البريطانية، يرصد تأثيرات تغيّر المناخ على التنقل السكاني في كل من سوريا والعراق واليمن.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية