جدول المحتويات
«نبض الخليج»
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يوم أمس الثلاثاء، بياناً بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الثورة السورية، مؤكدة أن البلاد شهدت خسائر بشرية واقتصادية هائلة خلال العقد الماضي.
ووفقاً للبيان، قُتل ما لا يقل عن 234,145 مدنياً، فيما لا يزال 177,021 شخصاً قيد الاختفاء القسري، كما تسببت العمليات العسكرية والقصف في دمار واسع للبنية التحتية، مما عمّق الأزمات المعيشية والاقتصادية للسوريين.
وأشار البيان إلى أن الذكرى 14 للثورة السورية تتزامن مع حدث تاريخي فارق، تمثل في سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول الماضي، وهو ما يمثل بداية مرحلة انتقالية جديدة للسوريين بعد معاناة استمرت أكثر من عقد من الزمن.
حصيلة القتلى في سوريا
كشف التقرير تفاصيل مروعة تتعلق بضحايا الانتهاكات في سوريا منذ عام 2011 وحتى عام 2025، حيث وثّقت الشبكة مقتل 234,145 مدنياً، بينهم 202,012 مدنياً قتلوا على يد قوات نظام الأسد، و32,133 مدنياً قتلوا على يد الأطراف الأخرى.
وفيما يتعلق بالفئات الأكثر تضرراً، فقد قُتل 30,498 طفلاً، منهم 23,132 طفلاً على يد قوات النظام، فيما قُتلت 16,659 سيدة، بينهن 12,037 سيدة على يد النظام المخلوع.
أما بالنسبة للطواقم المهنية، فقد سُجّل مقتل 921 من الكوادر الطبية، بينهم 662 شخصاً على يد النظام، بالإضافة إلى 724 إعلامياً، قُتل غالبيتهم أيضاً على يد النظام المخلوع.
الاختفاء القسري والتعذيب في سوريا
شهد توثيق حالات الاختفاء القسري تصاعداً ملحوظاً عقب سقوط نظام الأسد، إذ ساهم كشف بعض السجلات السرية بعد انهياره في ارتفاع الحصيلة، كما تمكّن الناجون من تقديم معلومات عن آلاف المختفين الذين ظل مصيرهم مجهولاً لسنوات.
ووفقاً للتقرير، تم توثيق 177,021 شخصاً مختفياً قسرياً، منهم 160,123 شخصاً اختفوا على يد النظام، بينما سُجلت 16,898 حالة اختفاء قسري على يد الأطراف الأخرى.
أما ضحايا التعذيب، فقد وثّقت الشبكة مقتل 45,332 شخصاً تحت التعذيب، بينهم 225 طفلاً و116 سيدة، معظمهم على يد قوات الأسد.
الدمار والاستهداف الممنهج للبنية التحتية
لم تقتصر الانتهاكات على القتل والاختفاء، بل طالت المرافق الحيوية في البلاد. فقد سجل التقرير 4,091 حادثة اعتداء على منشآت مدنية، منها 913 استهدافاً لمنشآت طبية، بينها مستشفيات ومراكز صحية، و1,475 استهدافاً لأماكن عبادة، شملت مساجد وكنائس، و1,703 هجمات على مدارس، مما أدى إلى حرمان آلاف الأطفال من التعليم.
كما استخدم النظام وحلفاؤه الأسلحة المحظورة دولياً، حيث وثّقت الشبكة 182 هجوماً بالأسلحة الحارقة، و499 هجوماً بالذخائر العنقودية، بالإضافة إلى إلقاء 81,954 برميلاً متفجراً، أسفرت عن مقتل أكثر من 11,092 مدنياً.
ونتيجة للدمار المستمر، يعاني السوريون من أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث فر أكثر من 13.4 مليون شخص من منازلهم، توزعوا بين 6.7 مليون نازح داخلياً، و6.7 مليون لاجئ يعيشون في ظروف قاسية خارج البلاد.
تحديات المرحلة الانتقالية في سوريا
قالت الشبكة إن السوريين يواجهون في المرحلة الانتقالية تحديات جسيمة، إلا أنها في الوقت ذاته مصحوبة بفرص غير مسبوقة لتحقيق تطلعاتهم الوطنية، مضيفة أن المسار نحو إعادة بناء الدولة يتطلب تأسيس مؤسسات حكم قائمة على سيادة القانون والفصل بين السلطات، والسعي الحثيث لتحقيق العدالة الانتقالية التي تضمن محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وإنصاف الضحايا، بهدف تعزيز المصالحة الوطنية.
وأضافت أن هذه المرحلة تفرض وضع خطط مستدامة لإعادة إعمار البنية التحتية والاقتصاد، بهدف إيجاد بيئة اقتصادية صحية ومستدامة توفر فرص العمل وتتصدى للفساد. وتأتي في السياق ذاته قضية عودة ملايين السوريين المهجّرين، التي تستلزم توفير ظروف آمنة تضمن لهم عودة كريمة إلى ديارهم، إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار من خلال بناء مؤسسات وطنية موثوقة بعيدة عن النزعات الفئوية أو الانتقامية، وترسيخ ثقافة التعايش المشترك.
وأوصت الشبكة باتخاذ خطوات عملية لضمان نجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق استقرار مستدام، مشددة على ضرورة تعزيز عمل الحكومة الانتقالية وتمكينها سياسياً واقتصادياً، إلى جانب تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. كما أكدت أهمية التطبيق الفعّال للإعلان الدستوري والتمهيد لوضع دستور دائم، إضافة إلى إصلاح المؤسسات الأمنية والقضائية لضمان سيادة القانون.
وشملت التوصيات أيضاً تعزيز المصالحة الوطنية وإعادة بناء النسيج الاجتماعي، إلى جانب وضع خطة اقتصادية شاملة لدعم التنمية ومحاربة الفساد. كما دعا البيان إلى دعم عودة المهجرين وتأمين بيئة آمنة لهم، وتعزيز الأمن والاستقرار من خلال بناء جيش وطني وقوات أمنية مهنية. وأكد على أهمية توطيد العلاقات الدولية والإقليمية لدعم المرحلة الانتقالية، مع ضرورة إشراك المجتمع المدني والشباب والنساء في جهود إعادة البناء.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية