جدول المحتويات
«نبض الخليج»
دخلت سوريا مبكراً هذا العام في موسم حرائق الغابات، نتيجة استمرار أزمة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وسط تحذيرات بيئية من تفاقم الوضع في ظل ضعف الاستجابة ونقص الإمكانيات.
وتُظهر صور حديثة التُقطت بواسطة القمر الصناعي Sentinel-2 صباح يوم 9 أيار، تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من منطقة جبل التركمان شمال محافظة اللاذقية، حيث اندلع حريق واسع النطاق في غابات هذه المنطقة المعروفة بكثافتها النباتية وصعوبة تضاريسها.
تحليل الصور وتأكيد التوسع
تكشف مقارنة صور “اللون الحقيقي” مع مؤشر نسبة الحريق (NBR) عن توسع رقعة الحريق خلال فترة زمنية قصيرة، مما يشير إلى انتشار النيران بفعل الرياح والغطاء النباتي الجاف.
كما تُظهر صورة حرارية مستندة إلى بيانات MODIS مناطق نشطة حراريًا، تؤكد احتمالية نشوب حريق جديد في منطقة اليونسية القريبة من الحدود التركية، في تطور مقلق قد يوسّع نطاق الخطر خلال الساعات المقبلة.
خطر حقيقي وسط محدودية الإمكانيات
تواجه سوريا هذه الأزمة في ظل ضعف الإمكانيات التقنية ونقص الكوادر المختصة، مما يجعل الاعتماد على أنظمة الإنذار المبكر بالحرائق المتاحة عالميًا، مثل النظام الكندي (FWI)، ضرورة ملحة. وتتيح هذه الأنظمة رصد المؤشرات المناخية والبيئية المسببة للحرائق وتحديد المواقع المعرضة للخطر مسبقًا، وهو ما يُعد أداة فعالة لتركيز الجهود الوقائية وتوزيع الموارد المحدودة.
دعوات للإغلاق والتوعية
وفي ظل المؤشرات المناخية الخطيرة، يوصي خبراء البيئة بإغلاق مؤقت لبعض مناطق الغابات والأحراج، خاصةً تلك التي تُظهر صور الأقمار الصناعية تعرضها لمستويات عالية من الجفاف وارتفاع مؤشر خطر الحرائق فيها، مثل المناطق الواقعة بين حمص، حماة، وجبال اللاذقية وريف إدلب الغربي.
كما شدد الخبراء على ضرورة تعزيز التوعية المجتمعية، مشيرين إلى أن معظم الحرائق في سوريا ناجمة عن العامل البشري، سواء بالإهمال أو الفعل المتعمد. وفي هذا السياق، أكد أحد المختصين أن “سوريا بلد فقير بالغابات، وأي خسارة جديدة تُعد كارثة بيئية يصعب تعويضها”.
مواجهة مفتوحة مع الكارثة
بين مؤشرات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وبين التحذيرات المستمرة من خطر تمدد الحرائق، تقف سوريا اليوم في مواجهة كارثة بيئية تتطلب استجابة سريعة، مدروسة، ومرتكزة على أدوات التكنولوجيا الحديثة والوعي المجتمعي.
تدخل تركي وسط استمرار النيران
تواصل فرق الإطفاء السورية عملياتها لإخماد الحرائق المندلعة في منطقة الربيعة بجبل التركمان شمالي محافظة اللاذقية، حيث تدخلت المروحيات التركية للمشاركة في هذه العمليات، وذلك وسط ظروف ميدانية شديدة الصعوبة لليوم الرابع على التوالي.
وجاءت المشاركة التركية بعد تنسيق رسمي تم عبر وزارة الخارجية السورية، حيث وافقت السلطات التركية على إرسال مروحيات للمساهمة في إخماد الحرائق، استجابة لطلب تقدّمت به وزارة الطوارئ والكوارث، بحسب ما ذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا).
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية