جدول المحتويات
«نبض الخليج»
عقب اللقاء الذي جمع اللجنة العليا للانتخابات مع عدد من وجهاء وناشطي محافظة درعا، عبّر عدد من المشاركين عن آرائهم بشأن مخرجات الاجتماع، بين من رأى فيه فرصة لتصحيح المسار السياسي، وبين من اعتبره خطوة نظرية دون وضوح في الرؤية التنفيذية.
وفي هذا السياق، تحدث كل من المحامي طارق الخليل، والناشط المدني معاوية الزعبي، لموقع تلفزيون سوريا، وشاركا ملاحظاتهما وتقييمهما لأجواء اللقاء والمواقف المطروحة فيه.
واعتبر المحامي طارق الخليل من محافظة درعا، وأحد المشاركين في الجلسة مع اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، أن الاجتماع كان دون مستوى التوقعات، وذلك لأسباب عدّة، على رأسها عدم وضوح الرؤية العملية لتطبيق ما تم طرحه خلال الجلسة.
وأضاف: “سمعنا مصطلح اختيار الهيئة الناخبة بشكل يحقق عدالة التمثيل والكفاءة، لكن لم يتم طرح أي آليات واضحة أو خطوات عملية لهذا الأمر، رغم أن هذه المسألة تهم الشريحة العظمى من المجتمع. كما ظهر بعض التململ والاعتراض البسيط من الحاضرين، لا سيما في ما يتعلق بضعف التنظيم”.
وأشار الخليل في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا إلى أنه قدّم مداخلة مباشرة وورقة عمل خلال الجلسة، تم التركيز فيها على:
- ضرورة حوكمة عمل اللجنة
- تفعيل الرقابة المستقلة
- تعزيز الشفافية
- توسيع المشاركة المجتمعية في الانتخابات القادمة
وحول جدية تنظيم انتخابات تمثيلية حقيقية، شدد على أن ذلك يعتمد بالكامل على آليات اختيار الهيئة الناخبة، ومدى تمثيلها الحقيقي لشرائح المجتمع، ومدى التزام اللجنة بمبادئ الشفافية والمشاركة الفعلية.
وتابع الخليل: “للمجتمع المحلي دور مهم في الرقابة والمشاركة، بشرط أن يُتاح له ذلك فعليًا. أما في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها، فتنظيم انتخابات حقيقية يتطلب إجراءات استثنائية أيضًا. ورغم كل شيء، ما زلنا نأمل بنجاح هذه العملية”.
“نتطلع لانتخابات تليق بتضحيات السوريين”
بدوره، قال الناشط المدني معاوية الزعبي إن اللقاء الأخير مع اللجنة العليا للانتخابات في محافظة درعا كان إيجابيًا جدًا، واعتبره أفضل من لقاءات الحوار الوطني السابقة، من حيث الراحة في الطرح، ووعي الحضور بطبيعة المرحلة السياسية.
وأضاف الزعبي في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أن المشاركين في الاجتماع كانوا أكثر اطلاعًا على الواقع السياسي، وتمكّنوا من نقل فكرة أن المجلس التشريعي القادم هو مجلس انتقالي، لا دائم، مما ساعد على تفهّم الناس لطبيعة المهمة المؤقتة الموكلة إليه.
وأشار إلى أن من أبرز النقاط التي طُرحت خلال اللقاء، كانت مسألة تمثيل محافظة درعا بأربعة أعضاء فقط، واصفًا هذا الرقم بأنه “غير كافٍ ولا يُناسب ثقل المحافظة السياسي”، معربًا عن أمله بأن يتم تعويض هذا النقص عبر الأسماء التي سيُسميها الرئيس أحمد الشرع ضمن قائمة الخمسين عضوًا.
جدية في الطرح.. ووعي سياسي في الشارع
وتابع الزعبي: “لاحظنا وجود جدية واضحة في طرح الأفكار، خاصة مع حاجة المجلس التشريعي القادمة إلى إصدار قوانين وتشريعات تتناسب مع طبيعة المرحلة الانتقالية، وزوال النظام البائد”.
وأضاف أن المجتمع المحلي في درعا يتمتع اليوم بقدر عالٍ من الوعي السياسي، بعد 14 عامًا من الثورة، وهو ما يجعل الأمل أكبر بقدرة الناس على فهم التحديات، والمشاركة الفاعلة في الرقابة وإنجاح الانتخابات.
بيئة آمنة.. مع الحذر من التحديات
وقال الزعبي إن البيئة الأمنية في درعا آمنة نسبيًا، ما يُتيح إمكانية إجراء الانتخابات خلال شهر أو شهرين، في ظل مناخ سياسي ملائم إلى حد ما، مع ضرورة توخّي الحذر بسبب طبيعة المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
وأكد أن مرحلة التجاوزات السابقة قد انتهت، ولم يعد هناك دور للحزب الواحد، مشددًا على أننا اليوم أمام مرحلة انفتاح سياسي جديدة، رغم استمرار بعض التحديات المرتبطة بعدم الاستقرار السياسي والإرث الثقيل الذي خلّفه حزب البعث.
رسالة مفتوحة إلى اللجنة
وفي ختام حديثه، وجّه الزعبي رسالة إلى اللجنة العليا للانتخابات، قال فيها: “نأمل أن تكون مطالب أهالي درعا قد أُخذت بجدية، وأن تشهد سوريا عمومًا انتخابات حقيقية تليق بما قدم من تضحيات خلال سنوات الثورة السورية، وتُكرم التضحيات الكبيرة التي قدمها السوريون طيلة أكثر من عقد، وتعيد الاعتبار لصوت المواطن وحقه في تقرير مستقبله”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية