صوتٌ يهتف في أذني… لا اسمَ له ولا هيئة،
لكنه يعرف الطريق إلى أعماقي،
يهجم في الليالي، ويقضّ مضجعي،
ينتزع النوم من أجفاني كأنما يستنطق قلبي!
ذاك الصوت ليس من الجنّ ولا من البشر…
إنه الضمير!
الحارس الذي لا ينام، والقاضي الذي لا يُرشى،
يطرق رأسي بقوة حين أزِلّ،
ولو كانت الزلّة على حين غفلة.
قال لي بصوتٍ يكاد يُكسر الجدران:
“يا بُني… وإن لم تقصد، فقد أخطأت،
والنية الحسنة لا تمحو الأذى إن وقع،
فلا تكن ممن يكتفي بأن يقول: ما قصدت،
بل كن ممن يُصلح، ويعتذر، ويتوب.”
الضمير…
ذاك الذي لا يُشترى بثناء،
ولا يُسكت بالمُبرّرات،
يأتيك حين تظن أنك بخير،
ويُريك ما خفي عنك من عيبٍ وسوء تقدير.
إنه صوت الله فيك…
إن أنصفت نفسك، أصغيت له،
وإن كبّرت وهمك، أسكته… لكنّه يعود،
يعود في أشد لحظاتك هدوءاً ليُذكّرك:
أن الصواب ليس ما تراه مريحاً ،
بل ما يُرضي الحق… ولو أتعبك.