«نبض الخليج»
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، إن الحكومة السورية تصرّفت خلال أحداث السويداء الأخيرة بأفضل مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تملك “خطة بديلة” سوى التعاون معها لتوحيد البلاد.
وجاءت تصريحات باراك في مقابلة حصرية مع وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، اليوم الإثنين، خلال زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت.
واكد أن الولايات المتحدة تدعم الحكومة السورية، مضيفاً: “لا توجد خطة بديلة”، وأن التعاون مع السلطات الحالية هو الخيار الوحيد لتوحيد البلاد التي لا تزال ترزح تحت تداعيات حرب استمرت نحو 14 عاماً.
وأوضح باراك أن “القتل والانتقام والمجازر من الطرفين أمر غير مقبول”، مضيفاً: “الحكومة السورية الحالية، برأيي، بذلت ما بوسعها كحكومة ناشئة بموارد شحيحة لمعالجة سلسلة من القضايا، في إطار سعيها لتوحيد مجتمع متنوّع”. لكنه أشار لاحقاً في مؤتمر صحفي إلى ضرورة “تحمّل الحكومة السورية لمسؤولياتها ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في السويداء”.
وكان باراك أعلن، أمس الأحد، التوصّل إلى وقف إطلاق نار بين الأطراف المختلفة في السويداء، وكذلك بين سوريا وإسرائيل، من دون الكشف عن تفاصيل الاتفاق. وأعادت القوات السورية انتشارها على أطراف مدينة السويداء لمنع تجدّد الاشتباكات بين الفصائل المحلية ومقاتلي العشائر، كما نظّمت عملية إجلاء لعائلات عشائر السويداء المحتجزة إلى محافظة درعا تنفيذاً للاتفاق.
“التدخل الإسرائيلي جاء في توقيت سيّئ للغاية”
وحول الضربات الإسرائيلية الأخيرة، صرّح باراك بأن الولايات المتحدة “لم تُستشَر ولم تُشارك في هذا القرار”، مؤكداً أن واشنطن لم تكن مسؤولة عن تصرّف “تعتبره إسرائيل جزءاً من دفاعها عن النفس”. ورأى أن “التدخل الإسرائيلي أضاف تعقيداً جديداً للمشهد، وجاء في توقيت سيئ للغاية”.
وبيّن أن إسرائيل رأت مع اندلاع القتال أن المنطقة الواقعة جنوبي دمشق تُعدّ محل شك، وأن أي تحرك عسكري فيها ينبغي أن يتم بالتنسيق معها، مضيفاً أن الحكومة السورية الجديدة لم تتبنّ هذا الموقف.
وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار المُعلن يوم الأحد بين سوريا وإسرائيل يقتصر فقط على النزاع الدائر في السويداء، ولا يشمل القضايا الأوسع، ومنها مطلب إسرائيل بجعل الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح.
وفي سياق المفاوضات التي سبقت الاتفاق، قال باراك إن “الجانبين قاما بكل ما بوسعهما” للتفاهم بشأن تحرّكات القوات والمعدات السورية من دمشق إلى السويداء.
واختتم قائلاً: “السؤال بشأن ما إذا كان يحق لإسرائيل التدخل في شؤون دولة ذات سيادة هو مسألة منفصلة”، مضيفاً أن إسرائيل تفضل على الأرجح رؤية سوريا دولة ضعيفة ومجزأة بدلاً من كيان مركزي قوي. وتابع: “الدول العربية القوية تُعتبر تهديداً في نظر إسرائيل، لكنني أعتقد أن الأقليات في سوريا باتت تدرك أن وحدتها تحت دولة مركزية أفضل لمستقبلها”.
الاتفاق مع “قسد” لا يزال مطروحاً
وفيما يتعلق بالمفاوضات “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أوضح باراك أنه لا يرى أن أحداث السويداء ستؤثر سلباً على تلك المفاوضات، متوقعاً تحقيق “اختراق خلال الأسابيع المقبلة”.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة “لا تتخذ موقفاً” من احتمال التوصّل إلى اتفاق دفاعي بين سوريا وتركيا، مشدداً على أن “ليس من شأن الولايات المتحدة أو مصلحتها أن تملي على أي من الدول المجاورة بسوريا ما يجب أن تفعله”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية