جدول المحتويات
«نبض الخليج»
لاحظ الصحفي عبد نجار ارتفاع أسعار الفنادق في دمشق، بشكل تصاعدي، بعد نحو ثلاثة أسابيع من سقوط نظام الأسد، ووصوله إليها لتغطية الأحداث.
قال عبد، في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، إنه بقي في دمشق لمدة شهرين متنقلاً من فندق إلى آخر، لكنه اضطر أخيراً للعودة إلى مكان إقامته في إدلب بسبب ارتفاع الأسعار، وعدم قدرته على تحمل الأعباء المالية.
وشهدت أسعار الفنادق في دمشق ارتفاعاً بعد أسابيع قليلة من سقوط نظام الأسد المخلوع في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، نتيجة الإقبال الكبير على العاصمة، سواء من السوريين المقيمين في باقي المحافظات، أو المقيمين خارج البلاد، إلى جانب الوفود الصحفية والسياسية والاقتصادية.
كما كان لحجم الدمار الكبير في عدد من أحياء دمشق كالقابون وجوبر والحجر الأسود ومخيم اليرموك، دور في زيادة التضخم السكاني في المدينة ما يجعل خيار القادمين الأفضل هو “الأوتيلات” رغم تدني جودة الخدمة.
ارتفاع الأسعار لم يقتصر على الفنادق “الفخمة”، والتي اشتكى عدد من روادها في حديثهم لموقع “تلفزيون سوريا”، بأن خدماتها لا تتناسب مع الأسعار، لكن الحاجة إلى مكان إقامة مؤقت اضطرهم للحجز فيها.
فنادق دمشق وتصنيفاتها
تضم دمشق فنادق من مستويات مختلفة موزعة في العديد من أحيائها، ومن أشهر هذه الفنادق التي تصنف من فئة خمس نجوم “فور سيزون” الذي يعد مقر إقامة الوفود الأجنبية والأممية وبعض البعثات الدبلوماسية، و”رويال سميراميس” الذي أعيد تأهيله في نيسان/بريل الماضي، و”داما روز” (“ديديمان” سابقاً وقبله كان يسمى “ميرديان”)، و”الشيراتون” المطل على ساحة الأمويين والذي تغير اسمه العام الماضي إلى “البوابات السبع”، إلا أن الاسم الشائع لا يزال “الشيراتون” ويعد مقراً مؤقتاً للعديد من المحطات التلفزيونية والوفود الدبلوماسية.
اكتسبت هذه الفنادق شهرتها من موقعها في قلب العاصمة بين جسر فيكتوريا وساحة الأمويين، إلى جانب تاريخها وتصنيفها.
كما تضم أحياء “الشام القديمة” فنادق كانت سابقاً بيوتا دمشقية قديمة، أعيد تأهيلها لتتحول إلى نُزل، ولكنها أقل من فئة “خمس نجوم”.
وساحة المرجة أيضاً تضم عدداً من الفنادق من فئة ثلاث نجوم وأقل، توفر مكان إقامة ويعتبر سعرها مقبولاً مقارنة مع باقي الفنادق ينزل فيها السوريون القادمون للعلاج أو الزيارة في العاصمة.
ويبلغ عدد المنشآت الفندقية العاملة حالياً 222 منشأة من كافة درجات التصنيف، بحسب إحصائية حصل عليها موقع “تلفزيون سوريا” من المكتب الإعلامي في وزارة السياحة.
هناك 30 فندقاً من فئة خمس نجوم، و24 فندقاً من فئة أربع نجوم، و35 فندقاً من فئة ثلاث نجوم، و36 فندقاً من فئة النجمتين، وأما النجمة الواحدة فهناك 97 فندقاً.
وتوفر مجمل فنادق العاصمة 13824 سريراً فندقياً، في 6527 غرفة، وكما توفر 13309 كرسي إطعام.
أسعار لا تتناسب مع الجودة
تغص معظم الفنادق في دمشق بالنزلاء نتيجة الإقبال على العاصمة بعد التحرير من شرائح مختلفة، منها الصحفيين الذين جاؤوا لمواكبة الأحداث، أو الوفود السياسية والاقتصادية التي تفضل فنادق الخمس نجوم، أو بقصد السياحة، خاصة بعد حرمان كثير من السوريين من زيارة بلادهم خلال سنوات الحرب، خوفاً من ملاحقات نظام الأسد الأمنية لمعارضيه أو المطلوبين لـ”الخدمة الإلزامية”.
كما يقصد دمشق مواطنون من المحافظات الأخرى بقصد العلاج، خاصة من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في المنطقة الشرقية، من إدلب وريف حلب.
ويشتكي النزلاء من تدني جودة الخدمة على الرغم من ارتفاع أسعار الحجز، وهذا يظهر بوضوح عندما يعقد الوافدون المقارنات بين خدمات فنادق دمشق بمثيلاتها في دول الجوار، مثل الأردن وتركيا.
ويقول عاصم الملحم، هو مصور صحفي مكث في دمشق مدة شهر تنقل فيها من فندق لآخر: كنت أضطر في بعض الأحيان لحجز غرفة في فنادق خدماتها متدنية، وغالباً ما تكون المياه الساخنة غير متوفرة بشكل دائم، إلى جانب تدني مستوى النظافة، وعدم وجود خدمة غرف.
وأثار سوء الخدمة والغلاء انتقادات على منصات التواصل، وتبع ذلك انتقادات لارتفاع أسعار المنازل والشقق السياحية أيضاً.
وبحسب رصد أجراه الموقع، لأسعار الحجوزات في الفنادق بحسب تصنيفها، سعر الحجز في فنادق من فئة ثلاث نجوم نحو 500 ألف ليرة سورية لليلة واحدة (50 دولاراً أميركياً)، وسعر الحجز في الفنادق أقل مستوى يتراوح بين 20 إلى 40 دولاراً، وذلك بحسب الخدمات المقدمة ونسبة إشغال غرفه.
أما فنادق أربع نجوم فيمكن أن يصل حجز الليلة الواحدة إلى 90 دولاراً، والخمس نجوم يمكن أن يصل إلى 150 دولاراً وأحياناً تتجاوز ذلك.
يقول ماجد دقماق، مدير “فندق الماجد” (تصنيف 3 نجوم)، إن سعر الحجز في فندقنا لم يختلف في الفترة قبل سقوط النظام وبعدها وهي 500 ألف ليرة لليلة الواحدة، مشيراً إلى أن نسبة الإشغال بعد السقوط تفاوتت وأصبح هناك إقبال كبير.
ويضيف ماجد، أن نسبة الإشغال في الأسابيع الأولى لسقوط النظام المخلوع لم تتجاوز 20 بالمئة، ووصلت إلى الذروة في الشهور الثلاث الأولى بنسبة 80 و90 بالمئة، وانخفضت في آذار/مارس، ولكنها استقرت منذ نيسان/أبريل على 50 إلى 60 بالمئة.
وزير السياحة يفتتح فندق رويال سميراميس في #دمشق بعد إعادة تأهيله #تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/FyFEij7hZ2
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 22, 2025
بدائل محدودة
في إطار خطته للعودة إلى سوريا، بحث عبد السلام مللوك عن مكان للإقامة في فنادق دمشق، ليجد أنها مرتفعة مقارنة بتركيا، التي قدم منها قبل نحو شهرين.
ويقول عبد السلام، في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، إن الأسعار أثرت على مدة إقامتي في الفندق، لذلك اختصرتها إلى خمسة أيام فقط، وانتقلت للسكن في منزل استأجرته لاحقاً.
ويشير عبد السلام إلى أن الإقامة في شقق مفروشة للإيجار لم يكن خياراً مناسباً بسبب ارتفاع أسعارها، تزامناً مع إقبال العديد من السوريين إلى دمشق من الدول التي يقيمون فيها.
أما عبد النجار فقد لجأ إلى حل آخر وهو الانتقال إلى مكان إقامته في إدلب، والعودة إلى دمشق في أوقات محددة فقط لإنجاز تغطيات صحفية، مع محاولته تجنب الإقامة في فندق، لأنها لا تناسب دخله.
ويقول عبد لم أستطع استئجار منزل، لأن جشع المكاتب العقارية وأصحاب المنازل هو نفس أسلوب الفنادق يستغلون الحاجة برفع الأسعار.
بدوره، المصور الصحفي عاصم كان يضطر للنوم في السيارة في بعض الأحيان، أو عند أصدقائه وأقربائه حتى ينجز عمله ويعود إلى مدينته الباب بريف حلب.
وتشهد العاصمة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار إيجار المنازل، بينما كان آجار منزل في الغوطة الشرقية بين 40 و60 دولاراً، وصل حالياً إلى 150 دولاراً، رغم تراجع الخدمات في المنطقة وحجم الدمار فيها.
وتزداد الأسعار في المناطق المحيطة بالعاصمة التي لم تشهد دماراً خلال سنوات الثورة، وتتضاعف كلما اقتربنا إلى وسط المدينة، وتصل في بعض الأحياء إلى 600 دولار، وفي مناطق أخرى مثل المالكي وأبو رمانة وكفرسوسة تصل إلى ضعف هذا المبلغ.
هذه الأسعار لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي في سوريا، التي بلغ معدل الفقر فيها 90 بالمئة من عدد السكان، ويحتاج 16.5 مليون شخص للمساعدات الإنسانية، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
أين دور وزارة السياحة؟
تعد وزارة السياحة هي الجهة المسؤولة عن ضبط الخدمات المقدمة في الفنادق وأسعار الحجز، وذلك من خلال الرقابة الدورية للضابطة العدلية في الوزارة وآلية تصديق الأسعار المعتمدة، التي تلزم المنشآت بتصديق أسعارها قبل الإعلان عنها.
ويؤكد مدير فندق الماجد أن وزارة السياحة تتابع أعمال مراقبة الفنادق، وتجري جولات ميدانية على كافة مرافق الفنادق، وتعطي ملاحظات وتوجيهات في حال وجودها.
بدوره، يقول مدير المكتب الإعلامي لوزارة السياحة عبد الله حلاق، أن الوزارة تعمل على زيادة عدد الغرف الفندقية لتلبية الطلب المتزايد تشجع الاستثمار في القطاع السياحي وطرح فرص استثمارية كمنشآت فندقية من جميع درجات التصنيف في مختلف المحافظات.
ويشير حلاق، في تصريحات لموقع “تلفزيون سوريا”، إلى أن هناك عددا لا بأس به من الغرف في الفنادق القديمة بحاجة إلى تجديد لرفع مستوى الخدمات المقدمة فيها، وتطوير المنتج السياحي وجعله على قدم المنافسة إقليمياً وعالمياً.
وفي هذا الإطار تعمل الوزارة ومن خلال الضابطة العدلية المشتركة وتشمل (مديريات السياحة، التجارة الداخلية وحماية المستهلك، الصحة، المالية والمحافظة المعنية وغرفة السياحة) على تكثيف الجولات الرقابية على منشآت المبيت (الفنادق) وتفعيل دور الرقابة الوقائية للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة فيها إلى مستوى رضى السياح والزوار.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية