جدول المحتويات
«نبض الخليج»
في واحدة من أكثر الحوادث دموية التي شهدتها محافظة السويداء منذ تصاعد التوترات الأمنية، روت الشابة ختام الهوارين، البالغة من العمر 18 عاماً، تفاصيل مروّعة عن لحظات عاشتها وكأنها كابوس، فقدت خلالها ستة من أفراد عائلتها في مجزرة ارتكبتها مجموعة مسلحة يُرجّح أنها تابعة للشيخ حكمت الهجري.
هربنا من الرصاص.. فاستقبلتنا “الدوشكا”
في حديث خاص لموقع تلفزيون سوريا، أفادت ختام، وهي من أبناء بلدة شهبا في السويداء، أنها كانت تجلس مع عائلتها في منزلهم حين تفاجؤوا بدخول مجموعات مسلحة تتبع لحكمت الهجري إلى الحي الذي يقيمون فيه، والذي تسكنه غالبية من الطائفة الدرزية، وقالت: “الخوف تملّكنا، فهربنا من المنزل باتجاه أوتستراد دمشق – السويداء، في محاولة للنجاة بأرواحنا”.
محاولة العائلة للهروب تحولت إلى مصيدة دموية، إذ وقعت في كمين نصبته مجموعة مسلحة مدججة بأسلحة رشاشة ثقيلة من نوع “دوشكا” (عيار 12.5 مم) وأسلحة أخرى. وبدون سابق إنذار، بدأت المجموعة بإطلاق نار كثيف استهدفهم بشكل مباشر، لتُقتل جدة ختام أمام عينيها.
احتمينا بالحجارة من القذائف
تحكي ختام بحرقة: “بعد أن قُتلت جدتي، عدنا خطوات إلى الوراء واحتمينا بغرفة مبنية بالحجارة، تحصّنا فيها من الرصاص والقذائف التي كانت تنهال علينا، من بينها قذائف (آر بي جي) وهاون. استمر إطلاق النار المتواصل لأكثر من ساعة ونصف، قبل أن تهدأ الأصوات تدريجياً”.
لكن الهدوء لم يكن سوى مقدمة لجريمة أبشع. بعد دقائق، وصلت مجموعة من خمسة مسلحين واقتربوا منهم وهم يطلقون النار مباشرة. وهنا تقول ختام: “قتلوا عمي وزوجته وابنه، ثم والدتي.. لم يتركوا أحداً دون رصاصة”.
رصاص في الجسد ونجاة من الموت
تعرضت ختام لإصابة خطيرة، حيث أُصيبت بأربع رصاصات في يدها اليمنى وقدمها اليمنى، ونزفت لفترة طويلة في مكان الحادث. ورغم إصابتها، كانت واعية لما يدور حولها، حيث عاد مسلحان إلى مكان المجزرة ليتأكدا من أن الجميع قد قُتل.
تصف ختام اللحظة بالقول: “اقترب أحدهم مني وقال للآخر: هي لسا عايشة، اقتلها. فرد عليه الثاني: اتركها، كمان شوي بتموت لحالها”.
شهادة من دم
ما روته ختام ليس مجرد شهادة شخصية، بل وثيقة دامغة على حجم الفوضى التي بلغها السلاح، وانعدام المحاسبة في السويداء. مشاهد القتل الممنهج والمباشر ضد المدنيين تكشف عن انهيار تام لمنظومة الحماية، وعن تورط مجموعات مسلحة في ارتكاب جرائم ترقى إلى جرائم حرب بحق السكان العزل.
رواية ختام، التي ما تزال تتعافى من إصاباتها الجسدية والنفسية، تعكس مأساة تتجاوز فرداً أو عائلة، لتفتح الجرح السوري من جديد، وتُحمّل المجتمع والضمير الإنساني مسؤولية كبرى.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية