«نبض الخليج»
تشهد مدينة قيصري وسط تركيا موجةً متسارعة من عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ما انعكس بشكل مباشر على المشهدين الاقتصادي والاجتماعي في المدينة، خصوصاً في الأحياء التي يقطنها سوريون منذ سنوات.
ووفقاً لما رصدته صحيفة “kayserianadoluhaber”، بدأ عدد كبير من أصحاب المحال التجارية السورية، ولا سيما في حي الصحابية وكوجوك مصطفى، بإغلاق متاجرهم وإخلاء منازلهم، حيث يُلاحظ بشكل واضح ارتفاع إعلانات الإيجار والبيع في تلك المناطق، في ظل تراجع أعداد السوريين المقيمين في المدينة.
ووفق بيانات رئاسة إدارة الهجرة التركية، انخفض عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في قيصري من 78,844 شخصاً في كانون الثاني/يناير 2025 إلى 68,200 شخص بنهاية تموز الماضي، ما يعني عودة 8,667 سورياً خلال النصف الأول من العام الجاري.
انتقال النشاط التجاري إلى سوريا
وقال أحد أصحاب المحلات لصحيفة “أخبار قيصري”: “الزبائن غادروا (..) الذهب الذي نتعامل به من عيار 21 قيراطاً لا يُستهلك في السوق التركي، لذلك لم يعد مجدياً البقاء هنا، ونستعد لنقل أعمالنا إلى سوريا”. في حين أكد آخر أنه أغلق محل الحدادة الخاص به في قيصري، ونقله إلى الداخل السوري.
ويقول بعض السوريين إنهم عادوا بسبب تحسن الأوضاع في بعض المناطق داخل سوريا، إضافة إلى صعوبة العيش في تركيا نتيجة الضغوط الاقتصادية وقلة فرص العمل والدعم.
أسباب متداخلة للهجرة المعاكسة
قالت وسائل إعلام تركية، إن العودة إلى سوريا مرتبطة بعدة عوامل متراكبة، أبرزها انتهاء العام الدراسي في تركيا، ما أتاح للعائلات العودة من دون تعطيل تعليم الأبناء.
وذكرت مصادر في وزارة الداخلية التركية أن عدد العائدين يومياً عبر المعابر الحدودية ارتفع من 1300–1400 شخص إلى 2500 شخص يومياً منذ منتصف حزيران، في حين تجاوز إجمالي العائدين خلال ستة أشهر 300 ألف شخص.
وذكرت صحيفة “تركيا” أن الحد الأقصى للعبور اليومي عبر المعابر يبلغ 3000 شخص، في حين تتفاوت أعداد العائدين حسب طاقة الموظفين والبنية التحتية على الحدود.
كما لفتت مصادر من حزب العدالة والتنمية التركي إلى أن عدداً من السوريين العاملين في القطاع الزراعي، لا سيما في أنطاليا، مرسين، بوردور، وإسبرطة، يستعدون أيضاً للعودة إلى سوريا مع انتهاء الموسم الزراعي.
وبحسب مصادر رسمية تركية، أسهم سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 في زيادة الرغبة لدى كثير من السوريين بالعودة، وسط إشارات إلى “تعزيز السلطة السياسية في الداخل السوري”.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية