حين تبكي الأوطان متألمة من أوجاعها، لا تبكي معها إلا قلوب الشرفاء الصادقين.
هم الذين يشعرون بالألم كما لو كان في جسدهم، يحملون هموم الوطن كما يحملون أولادهم، ويصرخون بصمت من أجل غدٍ أفضل.
أما العابرون، فهم كأنهم عابرون في ممر لا ينتمون إليه، يمرون بجانب الوطن لا يلتفتون، ولا يقدمون له حتى منديلًا لمسح دموعه.
هؤلاء لا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة، أو أهواءهم العابرة التي لا تبني ولا تزرع، بل تهدم وتترك الخراب.
الشرفاء فقط هم الذين يعرفون أن دموع الوطن ليست ضعفًا، بل هي نداء يستدعي التضحية والعمل، وأن الصمت في وجه الألم هو خيانة.
حين تبكي الأوطان، لا بد أن يكون هناك من يقف إلى جانبها، يحمل لواء الأمل، ويرسم درب النهوض رغم العثرات.
فلنكن من الشرفاء الذين يبكون لأوطانهم، لكن لا يكتفون بالبكاء، بل يزرعون العمل، ويشقون الطريق بقلوب لا تعرف الاستسلام، وأرواح تحب الخير للجميع.