خطاب جلالة الملك الأخير لم يكن خطابًا عابرًا بين كلمات البروتوكول، بل كان خارطة طريق واضحة، تحمل في طياتها عزيمة القائد وصدق الانتماء. لقد أتى حديثه صريحًا، متماسكًا، يفيض ثقة ومسؤولية، يرسم أمامنا ملامح المستقبل كما يراه بعين الحكمة والبصيرة، ويضعنا جميعًا أمام واجب المشاركة في البناء والتحدي.
كانت كلماته من أقوى ما قيل على المنابر العربية، محملة برسائل صادقة ودلالات عميقة، لكنّ المؤسف أن كثيرًا من العواصم العربية لم تحسن التقاط إشاراتها ولم تستثمر ما حملته من فرص ومسؤوليات. أما نحن، أبناء الأردن، فقد لمسنا فيها نبض الوطن وتاريخه ووفاء قيادته لأمته وشعبه.
إننا نفخر بقيادتنا الهاشمية، ونفخر بأننا ننتمي إلى هذا البلد المبارك، الذي صاغته التضحيات ورفدته المواقف الصلبة حتى صار نموذجًا في الاستقرار والحكمة. ونحن اليوم، كما كنا دائمًا، نقف خلف جلالة الملك، نؤازره في كل خطوة، ونجدد العهد بأن نبقى على العهد أوفياء، نترجم الولاء عملاً وإخلاصًا، ونحمل الرسالة بكل ما أوتينا من قوة وإيمان.
سِر يا جلالة الملك، فنحن من خلفك، نضع أيدينا في يدك ونمضي بثقة نحو أردن يليق بتاريخه المجيد ومستقبله المشرق.