«نبض الخليج»
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرا استشرافيا ناقش فيه أبرز الفرص المتاحة للدولة المصرية في تطوير إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF)، مشيرا إلى أن صناعة الطيران من أكثر الأنشطة كثافة في المساهمة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، رغم أنها تساهم بنحو 2.5% فقط من الانبعاثات العالمية. قد تنتج رحلة طيران طويلة واحدة انبعاثات كربونية أكثر مما ينتجه الشخص العادي خلال عام كامل. ويساهم بحوالي 4% في ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي ظل التوجهات العالمية المتزايدة نحو تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى توقعات نمو الحركة الجوية العالمية خلال العقدين المقبلين، مع تزايد رفاهية الأفراد، تبرز أهمية وقود الطيران المستدام “SAF”. للمساهمة في تحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.
ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يرتفع حجم الطلب العالمي على وقود الطيران المستدام ليصل إلى ما بين 330-445 مليون طن بحلول عام 2050، مقارنة بحجم إنتاج متواضع قدره 0.5 مليون طن خلال عام 2023، في ظل إلزام الاتحاد الأوروبي موردي وقود الطيران بتوفير حصة دنيا من وقود الطيران المستدام في مطارات الاتحاد تبدأ من 2% من إجمالي الوقود الموردة بحلول عام 2025، كما تستهدف الحكومة البريطانية ألا تقل نسبة وقود الطيران المستدام أكثر من 10% من إجمالي الوقود المستخدم في تزويد الطائرات بالوقود بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى زيادة طلب الشركات. الفرصة المتاحة لمصر هي كما يلي:
– التخفيف من تغير المناخ: يعتبر وقود الطائرات المستدام بديلاً صديقاً للبيئة مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي، حيث أنه يقلل بشكل كبير من انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يساعد على تقليل آثار تغير المناخ، حيث أن لديه القدرة على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بوقود الطائرات التقليدي.
– تعزيز السياحة البيئية: تساهم حلول السفر المستدام في جذب السياح المهتمين بالسفر المسؤول بيئياً، حسبما أظهر استطلاع للرأي شمل نحو 33 ألف مسافر حول العالم في تقرير «السفر المستدام 2023». خطط حوالي 76% من المشاركين في الاستطلاع لاعتماد خطط سفر مستدامة في رحلاتهم القادمة.
– تنويع مصادر الطاقة: تقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري، مما يعزز أمن الطاقة في مصر ويقلل من تعرضها لتقلبات الأسعار العالمية.
– الاستفادة من الموارد المحلية: يمكن إنتاج ساف من العديد من الموارد المتجددة المتوفرة في مصر مثل الزيوت النباتية والمخلفات الزراعية مما يساهم في تحسين الاقتصاد. محلي.
– التعاون الدولي: يمكن لمصر الاستفادة من التعاون الدولي في مجال تطوير القوات المسلحة السودانية مما يساهم في نقل التكنولوجيا وبناء شراكات استراتيجية.
وتتمثل عوامل نجاح فرصة مصر لتطوير إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) في ما يلي:
– توافر المواد الخام محلياً: يصل حجم زيت الطعام المستخدم في مصر إلى ما يقرب من 500 ألف طن سنوياً، وهو أحد المصادر التالية: مصادر إنتاج وقود الطائرات “SAF”.
– توافر مدخلات التصنيع: تنتج مصر نحو 90 مليون طن من المخلفات سنويا، وتشكل المخلفات الزراعية ومخلفات الصرف الصحي والمخلفات البلدية الغالبية العظمى من إجمالي حجم المخلفات، بينما لا تتجاوز نسبة المخلفات البلدية الموجهة إلى مدافن النفايات 7%.
– اهتمام حكومي: اهتمت الدولة بالتحول نحو حلول السفر المستدام حيث قامت وزارة الطيران المدني بتشغيل أول رحلة صديقة للبيئة في يناير 2022 وهي أول رحلة من نوعها بالقارة الإفريقية.
– الخطط والأهداف: أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن خطط لإنتاج وقود الطيران المستدام في ظل الجهود الرامية إلى تنفيذ المشروع الأول من نوعه في هذا الصدد بالاعتماد على زيت الطعام المستخدم كمادة وسيطة بالتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة في نفس الصدد، وفي نوفمبر 2024 أعلنت شركة هانيويل الأمريكية الرائدة في مجال حلول الطاقة عن إعلان الاستدامة والأتمتة الصناعية عن الانتهاء من دراسة الجدوى لمشروع إنتاج طيران مستدام. الوقود في مصر بالشراكة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، حيث يعد المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، مع بدء الخطوات التالية لتنفيذ المشروع.
أما متطلبات النجاح والموارد المطلوبة لتعزيز تطوير الإنتاج المستدام لوقود الطيران “SAF” فتتمثل في:
– تعزيز الإمكانات الهائلة التي تمتلكها الدولة المصرية بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية لتمويل مشروعات تعزيز البنية التحتية لإنتاج وقود الطائرات المستدام نظرا للتكاليف الأولية المرتفعة المرتبطة بها.
– تشكيل لجنة وطنية تعنى بصياغة استراتيجية متكاملة لتوطين صناعة وقود الطائرات المستدامة في مصر وتحديد أطراف التمويل المقترحة.
– دراسة الأسواق المحتملة للتصدير بهدف تعزيز التعاون المشترك وتكوين شراكات ثنائية، حيث تأتي دول القارة الأوروبية في طليعة هذه الأسواق بسبب القوانين المعتمدة للحد من الانبعاثات الكربونية وزيادة نسبة استخدام وقود الطيران المستدام في إجمالي الوقود المستخدم لتزويد الرحلات الجوية.
– تطوير الإطار التنظيمي والتشريعي في مجال إدارة ومعالجة النفايات والزيوت الغذائية المستعملة بهدف دمج القطاع غير الرسمي والحد من الهدر.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية