«نبض الخليج»
يشكل مرض الانسداد الرئوي المزمن أحد أبرز التحديات الصحية في العالم، إذ يصيب الملايين من البشر، ويعد ثالث سبب للوفاة على مستوى العالم بعد السكتات الدماغية والنوبات القلبية، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية. ورغم التقدم الطبي، تؤكد الأبحاث الحديثة أن المرض مستمر في الانتشار، خاصة بين كبار السن والمدخنين، نتيجة عوامل الخطر المتمثلة في التدخين، وتلوث الهواء، والتعرض للغبار والمواد الكيميائية في بعض المهن.
وتشير أحدث الدراسات العالمية إلى أن 70% من الحالات يتم تشخيصها في مراحل متأخرة، حيث يعيش المرضى لسنوات دون أن يدركوا إصابتهم، مما يجعل التشخيص المبكر ضرورة مطلقة لإبطاء تدهور وظائف الرئة وتقليل شدة الأعراض.
ويحذر الخبراء من أن إهمال العلاج يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل ضعف القدرة التنفسية، والتهابات الجهاز التنفسي، ومضاعفات القلب، بالإضافة إلى تأثيرات واسعة على نوعية حياة المرضى وقدرتهم على أداء الأنشطة اليومية.
وفي السياق نفسه، تمثل حساسية الصدر (الربو) تحديًا واسع النطاق يؤثر على مختلف الفئات العمرية، وتعتبر من أكثر الأمراض شيوعًا. ينتشر مرض الانسداد الرئوي المزمن على نطاق واسع بين الأطفال والشباب على مستوى العالم.
تظهر الأبحاث المحدثة أن حساسية الصدر غير الخاضعة للسيطرة هي سبب رئيسي للتغيب عن المدرسة والعمل، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للبلدان ويثقل كاهل أنظمة الصحة العامة.
وتكشف الإحصائيات العالمية أن مرض الانسداد الرئوي المزمن يصيب حوالي 200 مليون شخص، في حين يعاني 340 مليون شخص من حساسية الصدر في جميع أنحاء العالم، مع تسجيل نحو نصف مليون حالة وفاة سنويا نتيجة مضاعفات مرتبطة بالربو. وترتفع معدلات الوفيات بشكل خاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث تكون إمكانيات التشخيص والمتابعة الطبية المستمرة محدودة.
وفي مصر، تشير التقديرات الأخيرة إلى زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مما يعزز الحاجة إلى برامج وطنية للتوعية والكشف المبكر، خاصة مع ارتفاع معدلات التدخين وتلوث الهواء في المناطق الحضرية.
وفي هذا السياق، وبمناسبة الشهر العالمي لمرض الانسداد الرئوي، قال الدكتور حسام حسني مسعود، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني، إن مرض الانسداد الرئوي المزمن يمثل مرضا قاتلا. صامت لأنه يتطور تدريجياً نتيجة استنشاق دخان السجائر أو دخان الشيشة أو تلوث الهواء، مشدداً على ضرورة الانتباه لأعراض مثل السعال والبلغم والصفير عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً. وأكد أهمية حملات التوعية والتشجيع على الإقلاع عن التدخين لاكتشاف المرض مبكرا والحد من مضاعفاته.
من جانبها، أوضحت الدكتورة جيهان العسال، رئيس قسم الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة عين شمس، أن حساسية الصدر مرض يمكن السيطرة عليه بشكل فعال، حيث إن الالتزام بالعلاج وتعديل نمط الحياة يساعد في تقليل الأعراض والنوبات وتحسين القدرة على عيش حياة طبيعية.
وأشارت إلى أن نوبات الربو من أكثر الأوقات التي يتعرض فيها المريض للضغط النفسي بسبب الصفير وضيق التنفس وقلة النوم. القدرة على ممارسة الرياضة أو بذل مجهود بدني.
وتخلص الأبحاث الطبية الحديثة إلى أن الوقاية هي خط الدفاع الأول، في حين يظل التشخيص المبكر والعلاج المستهدف هو الأساس لمنع تفاقم أمراض الجهاز التنفسي المزمنة والتخفيف من أعبائها الصحية والاقتصادية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية