جدول المحتويات
«نبض الخليج»
أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، أن عودة سوريا إلى الساحات الدولية تحوّلت من أمنية مؤجلة إلى حقيقة قائمة، مؤكداً أن الدبلوماسية السورية لم تقبل بالواقع المتهالك الذي ورثته عن النظام المخلوع.
وجاء ذلك خلال كلمة في حفل إشهار الهوية البصرية الجديدة للدولة السورية في قصر الشعب بدمشق، مساء الخميس، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع وعدد من وزراء الحكومة السورية ومسؤولين وممثلين عن فئات مختلفة من الشعب السوري.
وقال الشيباني إن “عودة سوريا إلى المحافل الدولية، أعادت العديد من الدول فتح سفاراتها في دمشق، واستُؤنفت العلاقات الثنائية على أساس من الاحترام والتعاون. وقد تُوّج هذا المسار الدبلوماسي برفع علم الجمهورية العربية السورية في مقر الأمم المتحدة، علم الشعب والدولة، علم الكرامة التي لا تُهزم، ليكون عنواناً لسوريا الجديدة”.
“سوريا اليوم تشبهنا”
وأوضح أن جهود الدبلوماسية السورية تمكنت من تغيير المشهد وأعادت لسوريا مكانتها المستحقة بين الدول، فتم رفع معظم العقوبات الأميركية والأوروبية التي كبّلت الاقتصاد لسنوات، كما اعتبر أن “سوريا التي نراها اليوم تشبهنا أكثر من ذي قبل، لأنها تتحدث إلى العالم بلغتنا، وتبادر بالأفكار التي نؤمن بها، فأصبحت الرمزية السورية اليوم أكثر شفافية وانفتاحاً، إذ تتزين شوارع سوريا وطرقاتها بما يرمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه ولغته، لا إلى تمجيد الطغاة”.
وأكد الشيباني أن هوية الدولة السورية الجديدة بما تنطوي عليه من عمق فكري وجمال بصري، ليست زينة عابرة تُعلّق على واجهة الدولة، بل منظومة تعبيرية متكاملة تعكس وعي سوريا بذاتها، ورؤيتها لمكانها في العالم، معتبراً أن حدث إشهار الهوية “إعلان عن شعب ينهض من جديد، ويقول بثقة: نحن نرسم ملامحنا بأنفسنا، لا بمرايا الآخرين، بل بتاريخنا، وإرثنا الحضاري، ورؤيتنا المستقبلية”.
تذكير بعذابات السوريين
وقال: “لا يمكن لسوريا أن تولد من جديد إن لم تضع في قلب هويتها وجه أم الشهيد، تلك التي أودعت ابنها للحياة فودّعته في القبر. ولا يُكتب مستقبل لسوريا دون تمكين ذوي المفقودين من معرفة الحقيقة، ودون تمكين للعدالة. ولا يُكتب مستقبل لسوريا دون الإصغاء لصوت الناجين من القهر خلال سنوات الثورة السورية، أولئك الذين عاشوا في النسيان، وكأنهم خارج التاريخ. هؤلاء هم من شكّلوا قوام معركة التحرير، التي لم تكن رقصة انتصار في 11 يوماً، بل ملحمة دامت 14 عاماً من الكفاح والبلاء، والصبر على اللأواء الذي لا يُرى، لكنه يحفر في الذاكرة والقلب”.
“موت ثقافي للنظام المخلوع”
وشدد الشيباني على ضرورة التحلي بالروح الوطنية والهوية الجامعة التي تتسع لكل السوريين، بكل طوائفهم ومكوّناتهم وأعراقهم: السنة والعلويين، المسيحيين والدروز، الإسماعيليين والشيعة، العرب والكرد، التركمان والأرمن، السريان والآشوريين، وغيرهم ممّن رأوا في سوريا وطناً لا يفرّق ولا يُقسّم.
وختم مؤكداً على أن خطوة اليوم هي إعلان موت ثقافي لكل ما مثّله النظام المخلوع من عبودية وفساد وظلم واستبداد مقنّع بالشعارات.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية