تكرار لسيناريو “مادلين” و”الضمير”.. إسرائيل تجهض محاولة جديدة لكسر حصار غزة

اقتحمت قوات البحرية الإسرائيلية، مساء السبت، سفينة “حنظلة” أثناء محاولتها الإبحار نحو قطاع غزة، ضمن تحرك جديد لتحالف “أسطول الحرية” بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع.

وصعد الجنود الإسرائيليون إلى متن السفينة التي كانت تقل 21 ناشطاً دولياً، بعد أن اقتربت من المياه الإقليمية للقطاع، بحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول”.

وأظهر بث مباشر قُبيل الاقتحام أفراد الطاقم والمتضامنين وهم يرفعون أيديهم على ظهر السفينة، بينما كانت تحلق طائرات مسيّرة في الأجواء، قبل أن ينقطع البث بشكل مفاجئ.

وأفاد تحالف “أسطول الحرية” أن السفينة، التي أبحرت من إيطاليا في منتصف تموز/يوليو، كانت على بعد نحو 105 أميال بحرية من غزة عند اعتراضها.

وسبق لسفينة “حنظلة” أن رست مؤقتاً في ميناء غاليبولي الإيطالي لإجراء صيانة تقنية، قبل أن تتابع رحلتها نحو القطاع في 20 من الشهر الجاري.

وأكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن السفينة أطلقت نداء استغاثة بعد اقتراب القوات الإسرائيلية منها، مشيرةً إلى أن جميع المحاولات لكسر الحصار تُواجَه بتدخل عسكري مباشر.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن “حنظلة” باتت في طريقها إلى أحد الموانئ الإسرائيلية، مؤكدة أن جميع من كانوا على متنها “سالمون”، ووصفت محاولة كسر الحصار بأنها “خطيرة وغير قانونية”، بحسب بيان نقلته هيئة البث الرسمية.

ويعيد هذا التطور إلى الأذهان ما جرى سابقاً مع سفينة “مادلين” في حزيران/يونيو الماضي، حين استولت عليها إسرائيل في المياه الدولية واعتقلت 12 ناشطاً كانوا على متنها، إضافة إلى استهداف سفينة “الضمير” بطائرة مسيّرة في أيار/مايو، ما أدى إلى تضررها قبل وصولها إلى غزة.

الإبادة الجماعية في غزة

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتقاطع المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي خلّفت أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من تسعة آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.

وحذّرت حكومة غزة، السبت، من مجزرة جماعية تهدد حياة أكثر من 100 ألف طفل في القطاع، نتيجة لفقدان حليب الأطفال والمكملات الغذائية، واستمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر.

ودعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، المجتمع الدولي إلى تحرك جماعي وعاجل لوضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.