«نبض الخليج»
ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن بعض بعض القرى المحاذية لجبل الشيخ في ريف دمشق شكلت مجموعات مسلحة قادرة على التحرك السريع في حال اندلاع أي تصعيد، مشيرة إلى أن بعض المنضمين إليها لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً يحملون أسلحة ثقيلة.
ذهبت الصحفية الإسرائيلية رونين بيرغمان بصحبة المصور زيف كورين إلى القرى المحاذية لجبل الشيخ، بالتزامن مع الزيارة التي أجراها أفيخاي أذرعي إلى المنطقة، في إطار ما تعمل عليه إسرائيل من تكريس لوجودها العسكري في ريف دمشق.
تقول بيرغمان: “رغم أن دخول الصحفيين إلى بعض مناطق ريف دمشق الغربي لا يزال ممنوعًا حتى اليوم، وتواصل إسرائيل عبر جيشها تعزيز وجودها العسكري في القرى الدرزية المحاذية لجبل الشيخ، من خلال ما تصفه بـ(مشاريع مدنية) وتشجيع الارتباط مع بعض السكان المحليين”، بحسب موقع صحيفة يديعوت أحرنوت.
لم تحدد الصحفية القرى التي ذهبت إليها ولكن وفق ما تتبع موقع تلفزيون سوريا، يبدو أنها في قرى عرنة وبقعسم أيضاً التي تبعد عن مدينة قطنا قرابة 20 إلى 25 كيلومتراً، وتشتهران بزراعة الكرز.
وتنقل الصحفية الإسرائيلية عن ما تقول إنهم مراقبون: أن إسرائيل تنسج نموذجاً يذكّر بتجربة “منطقة الحزام الأمني” التي أنشأتها في جنوب لبنان قبل أربعة عقود.
وتُشير تقارير عبرية، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على إنشاء مواقع عسكرية جديدة في مناطق كانت تُعد سابقاً قواعد لجيش النظام المخلوع، وسط غياب أي مقاومة فعلية أو استهداف مباشر. إلا أن ضباطاً في جيش الاحتلال ذاته لا يُخفون القلق من هذا الهدوء، بحسب الصحفية.
تجنيد أطفال
يقول أحد الضباط الإسرائيليين: “إن أخطر سيناريو نستعد له هو فشل النظام السوري الجديد في منع دخول الميليشيات المدعومة من إيران عبر العراق، ووصول مقاتلين مسلحين إلى مرتفعات الجولان. حتى لو بدا هذا الاحتمال ضعيفاً، فإن دروس السابع من أكتوبر تجعلنا نأخذ كل السيناريوهات بالحسبان”.
تحذير آخر يتكرّر في الأوساط العسكرية الإسرائيلية: “ما لم نكن موجودين ميدانياً في هذه المناطق، لا يمكننا ضمان ألا تدخل عشرات الشاحنات المسلحة فجأة إلى الداخل الإسرائيلي”، بحسب أحد القادة الميدانيين.
في المقابل، يبدي ضباط إسرائيليون توجّساً من البيئة المحلية التي يُحاول الجيش التقرّب منها. أحد الضباط قال إن بعض القرى الدرزية في ريف دمشق شكّلت مجموعات مسلّحة “قادرة على التحرك السريع” في حال اندلاع أي تصعيد، مشيراً إلى أن بعض المنضمين إليها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً، يحملون أسلحة ثقيلة.
وبرغم ما وصفه الضباط بـ”الترحيب العاطفي” من بعض الأهالي، حذّر آخرون من تكرار ما حدث في جنوب لبنان عام 1982، حين تحوّل الترحيب الشعبي إلى مقاومة شرسة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب ضابط احتياط في القيادة الشمالية، فإن “إسرائيل جرّبت هذا النمط مراراً، حيث تبدأ الأمور بحماية المستوطنات من خلال وجود عسكري مباشر في أراضي الخصم، ثم تتسع الحاجة لقوة أخرى لحماية القوة الأولى، وهكذا دواليك”.
في ظل هذا الواقع، يرى مراقبون أن إسرائيل لا تملك استراتيجية خروج واضحة من الأراضي السورية، بل تسعى لفرض أمر واقع طويل الأمد تحت ذرائع أمنية، ما ينذر بتعقيد المشهد في الجنوب السوري أكثر فأكثر، خاصة في ظل هشاشة السلطة المركزية وتنامي النفوذ الإيراني والروسي في مناطق متداخلة، وفق تعبير الصحفية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية