جدول المحتويات
«نبض الخليج»
انطلقت صباح أمس الثلاثاء، في محافظة درعا حملة واسعة لإزالة التعديات على خط الثورة المخصص لضخ مياه الشرب، وذلك بمشاركة مؤسسة المياه والجهات المعنية، في خطوة تهدف إلى تحسين الواقع المائي ومعالجة أزمة نقص المياه التي تعاني منها عدة مناطق في المحافظة.
ويُعد خط الثورة من أهم الخطوط الحيوية في درعا، إذ يغذي مدينة درعا وعدداً من التجمعات السكنية والبلدات الرئيسية مثل مدينة عتمان وبلدة اليادودة ومدينة طفس، ما يجعله شرياناً أساسياً لتأمين مياه الشرب لعشرات الآلاف من الأهالي.
وتأتي هذه الحملة بعد تزايد حجم التعديات على الخط، والتي تستنزف ما يقارب 60 في المئة من الكميات المخصصة، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على معاناة السكان في تلك المناطق.
كارثة تهدد المحافظة
في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أوضح المهندس “رياض المسالمة”، رئيس مؤسسة مياه درعا، أن الهدف من الحملة هو إزالة التعديات على خط الثورة، وبالأخص في مرحلته الأولى من مشروع الأشعري المغذي لمدينة درعا ومدينة طفس وبلدة اليادودة ومدينة عتمان، وذلك بهدف زيادة الوارد المائي إلى هذه المناطق.
وكشف المسالمة أن كمية المياه المهدورة نتيجة للتعديات تصل إلى نحو 700 متر مكعب في الساعة، تُستخدم في ري المزارع وسقاية غير مشروعة، في حين تحتاجها المناطق السكنية بشكل أساسي للشرب.
وأضاف المسالمة أن المؤسسة تواجه تحديات كبيرة أبرزها تراجع غزارة الينابيع بسبب قلة الأمطار، إضافة إلى الانتشار العشوائي لآلاف الآبار المخالفة التي أثرت بشكل مباشر على الخزان المائي في ريف درعا الغربي، وهو المصدر الرئيس لمياه المحافظة. وأكد أن الحملة ترافقها ضابطة مائية مزودة بصلاحيات قانونية، وأن الإجراءات المتخذة بحق المخالفين ستكون رادعة تصل إلى السجن.
كما أشار إلى أن محافظة درعا وجّهت إنذارات مسبقة للأهالي بضرورة إزالة التعديات قبل انطلاق الحملة.
وحذّر رئيس مؤسسة مياه درعا من أن استمرار التعديات وحفر الآبار الجائرة سيؤدي إلى وضع “كارثي”، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية وتراجع هطول الأمطار، مؤكداً أن الخزان المائي في ريف درعا الغربي يتعرض لاستنزاف خطير يهدد تأمين مياه الشرب لجميع مدن وبلدات المحافظة.
وكشف أن المؤسسة ستعمل على خطة دائمة مدعومة بأجهزة حديثة لكشف التعديات، لافتاً إلى أن إزالة بعض المخالفات أظهرت أثراً مباشراً في زيادة غزارة المياه الواصلة إلى مدينة درعا.
أرقام صادمة للهدر
من جانبه، قال “مازن الفلاح”، رئيس الضابطة المائية في درعا، إن الحملة انطلقت بتوجيهات من محافظ درعا أنور الزعبي، مشيراً إلى أن محطة الأشعري تنتج نحو 1200 متر مكعب من المياه في الساعة، لكن ما يصل فعلياً إلى مدينة درعا لا يتجاوز 400 متر مكعب، في حين تهدر الكميات المتبقية نتيجة للتعديات. وأكد أن الحملة سبقها عمل تحضيري خلال الشهرين الماضيين، حيث أزيلت تعديات في عدد من المواقع، مشدداً على أهمية تعاون الأهالي لإنجاح الجهود الحالية وضمان توفير المياه بشكل مناسب للجميع.
مشاركة أمنية وإجراءات قانونية صارمة
بدوره، أوضح “محمد أبو دبوس”، مدير منطقة درعا، أن الحملة تأتي بعد تعميم صدر قبل أيام يلزم المزارعين والأهالي بإزالة التعديات طوعاً، مشيراً إلى أن انطلاقتها شهدت مشاركة القوى الأمنية الداخلية ومؤسسة المياه والضابطة المائية.
وأكد “أبو دبوس” أن القانون سيكون صارماً بحق المخالفين لأن القضية تتعلق بتأمين المياه، وهي حاجة يومية لا يمكن التهاون فيها.
معاناة شعبية بسبب ضعف المياه
يصف “محمد السمير المسالمة”، وهو أحد سكان مدينة درعا، معاناة الأهالي مع انقطاع المياه موضحاً أن المياه لا تصل إلى منازلهم إلا مرتين أو ثلاث مرات في الشهر، وتكون ضعيفة جداً ولا تكفي لملء خزاناتهم، ما يضطرهم للاعتماد على صهاريج المياه بأسعار مرتفعة وصلت إلى نحو 100 ألف ليرة سورية (ما يعادل 10 دولارات أميركية).
وأكد “المسالمة” أن السبب المباشر لهذه الأزمة هو التعديات على خط الدفع القادم من وادي الأشعري، مطالباً الأجهزة المعنية بالتحرك الجدي والفعّال لحماية حق الأهالي في مياه الشرب.
أزمة مائية متصاعدة
وتعاني العديد من مدن وبلدات محافظة درعا مثل نوى وبصرى الشام ومدينة درعا من أزمة متفاقمة في تأمين مياه الشرب، في ظل اعتماد متزايد على صهاريج المياه التي تُعبأ من آبار آخذة بالانحسار نتيجة للجفاف وقلة الهطولات المطرية.
وتأمل الجهات المسؤولة أن تسهم حملة إزالة التعديات على خط الثورة في تحسين واقع المياه، وتخفيف معاناة عشرات الآلاف من سكان المحافظة الذين يعيشون أزمة مائية متصاعدة منذ سنوات.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية