«نبض الخليج»
مع تفاقم الشرخ الاجتماعي والطائفي الذي عاشته مدينة جبلة وريفها بعد أحداث آذار الفائت، وُلدت مبادرة (ابن البلد) كخطوة مجتمعية لإعادة مدّ جسور المحبة والعيش المشترك بين مختلف المكوّنات، رافعةً شعار: (لا للطائفية، نعم للعيش المشترك).
يقول مهيار بدرة، المشرف على المبادرة، في حديث لموقع “تلفزيون سوريا”:”هدفنا الأساسي تسريع التعافي بالمجتمع من حيث العيش المشترك والسلم الأهلي، وتسليط الضوء دائماً على أن السلم الأهلي مفتاح الاستقرار الذي يساهم في عملية الازدهار لاحقاً”.
وأطلقت المبادرة خلال الفترة الماضية سلسلة حملات حملت اسم “جسور”، كان أبرزها: “جسور 1” من خلال دعم طلاب شهادة التعليم الأساسي في الريف والمدينة عبر امتحانات تجريبية وتقديم دعم نفسي وطبي في المراكز الامتحانية.
و”جسور 3″ وهي حملة واسعة لنقل طلاب البكالوريا من ريف جبلة إلى المراكز الامتحانية مجاناً بالتعاون مع مديرية النقل، وتوزيع الورود والمياه على الطلاب والأهالي.
و”جسور 4″ حملت عنوان “أطفالنا أبناء الحياة”، اجتمع فيها طلاب مدارس من المدينة والريف في رحلة إلى أحد منتزهات المنطقة.
كما نفذت المبادرة أنشطة أخرى مثل تكريم الناجحين والمتفوقين، بما فيهم طلاب الحالات الخاصة، حيث وصل عدد المكرّمين في شهادة التعليم الأساسي (التاسع) إلى 30 طالباً.
كسر الحواجز الطائفية
ويرى القائم على المبادرة مهيار بدرة أن أحد أبرز الجوانب التي ميّزت “ابن البلد”، هو التفاعل الإيجابي من مختلف المكونات الدينية في المدينة. وأوضح بالقول:”عدد كبير من المتبرعين العلويين كانوا يصرّون أن تذهب تبرعاتهم لعائلات سنية، والعكس صحيح، وهذا بحد ذاته كسر للحواجز الطائفية التي فُرضت على المجتمع”.
من جانبها، قالت لمى الكنج، إحدى متطوعات “ابن البلد” لموقع تلفزيون سوريا: “بدأنا بعد أحداث آذار مباشرة بتوزيع المساعدات، بحيث تقوم متطوعة علوية بتسليم المبالغ في الأحياء السنية، وأخرى سنية في الأحياء العلوية، لنكسر الصورة النمطية”.
وأضافت:”نحن متطوعون من خلفيات دينية مختلفة لكننا سوريون أولاً، نؤمن أن العيش المشترك هو الطريق الوحيد لبناء مستقبل أفضل”.
وأشارت الكنج إلى أن المبادرة خلال أربعة أو خمسة أشهر فقط استطاعت “إحداث فرق كبير وإعادة مد جسور المحبة بين سكان المدينة والريف”، عبر أنشطة متنوعة شملت دعم طلاب الشهادات، توزيع أدوية للسرطان، تنظيم رحلات للأطفال، وحملات لتوزيع الحليب والملابس في الأعياد.
نحو مصالحة أوسع
ويستعد فريق “ابن البلد” حالياً لتنظيم واحدة من أضخم فعالياته، وهي لقاء يجمع 60 إلى 70 شخصية اجتماعية من الطائفتين العلوية والسنية من المدينة والريف على مائدة غداء، بحيث يكون اللقاء بمثابة جلسة مصالحة محلية، يجري العمل على تنسيقها مع إدارة منطقة جبلة والمسؤولين المعنيين.
ويؤكد القائمون أن هذه الخطوة قد تنقل المدينة والريف إلى مرحلة جديدة، يكون عنوانها الواضح العيش المشترك والسلم الأهلي في مدينة عرفت بتوتراتها الطائفية لا سيما خلال الأشهر الماضية.
ويرى القائمون على المبادرة أن نجاح “ابن البلد” يكمن في قدرتها على تقديم نموذج عملي بعيد عن الخطاب التحريضي والتخوين المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية







