«نبض الخليج»
أصدر “الحزب التقدمي الاشتراكي” في لبنان، اليوم السبت، بياناً ردّ فيه على اتهامات وجهها شيخ الطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف بحقّ الزعيم السياسي ورئيس الحزب السابق وليد جنبلاط، مؤكداً أن جنبلاط “يعمل لأجل كرامة ووجود وهوية الدروز ضمن محيطهم العربي والإسلامي”.
وقال الحزب التقدمي الاشتراكي إن كلام موفق طريف في مقابلته الأخيرة على محطة euro news، والذي اتهم فيه وليد جنبلاط بأنه “أخطأ بحق أبناء الطائفة الدرزية، ووقف مكتوف اليدين، وأدان أبناء الطائفة…” لا يعبّر عن حقيقة معرفة طريف بحجم الدور التاريخيّ والحالي الذي لعبه جنبلاط لأجل “حماية بني معروف وكرامتهم من ضمن انتمائهم العربي والإسلامي إن كان في لبنان أو في سوريا”.
وأكد البيان أن جنبلاط “أدان المجازر المروعة التي ارتُكبت بحق أبناء السويداء، وطالب بتحقيق دولي وإنزال أقصى العقوبات بالمرتكبين، داعياً الحكومة السورية إلى إنزال القصاص بحق المسؤولين العسكريين والأمنيين المسؤولين عن الفظائع، وضغط من أجل تثبيت وقف إطلاق النار”.
وأضاف أن زعيم الحزب “عمل ولا يزال من أجل تخفيف الحصار عن أهل السويداء، وأدى واجباته بإرسال المساعدات، وساهم في فتح طريق دمشق السويداء. ومن خلال اتصالاته، كان وما يزال يساهم في إطلاق سراح بعض المختطفين والمختطفات، ويعمل من أجل استكمال عودة الجميع”.
وذكّر البيان بالدور الكبير والمحوري لجنبلاط في التوصل إلى حل أفضى إلى إنهاء أحداث أشرفية صحنايا المأساوية، والاتفاق الناجح في مدينة جرمانا. بالإضافة إلى علاقاته مع دول إقليمية مؤثرة، والتي نجحت منذ سنوات في تأمين الحماية للدروز في قرى وبلدات جبل السماق وريف إدلب، حتى هذا اليوم.
وأردف: “أليس وليد جنبلاط من عمل خلال السنوات الـ14 الماضية، من دون كلل لوأد الفتنة الدرزية – السنّية التي حاول بشار الأسد وأجهزته وبشكل يومي افتعالها بين أهل جبل العرب وسهل حوران؟ وإطلاق سراح العائلات المختطفة من أهلنا في إدلب عام 2014 وكان بينهم نساء وأطفال؟ وإطلاق سراح المختطفات بعد هجوم داعش الإرهابي على المقرن الشرقي للسويداء عام 2018 من خلال علاقته الوطيدة مع دولة روسيا؟”.
وأكد البيان على الجهود التي بذلها جنبلاط “من أجل حماية الدروز وتثبيتهم في أرضهم، وأن يكونوا في الجانب الصحيح من التاريخ، وكان ولا يزال حريصاً على عدم رمي الدروز في أحضان الموت والقتل وتجنيبهم الويلات”، مشيراً إلى دعمه الحراك المعارض في السويداء لنظام بشار الأسد، وحماية رموز ذلك الحراك من ردود أفعال النظام المخلوع.
إسرائيل ومستقبل الدروز
ووجه البيان تساؤلات إلى موفق طريف جاء فيها:
- خياراتكم التي تدعون دروز سوريا ولبنان وكل المنطقة اليها، ألا تعرضهم إلى مخاطر وجودية وإحراجات في علاقتهم مع محيطهم العربي والإسلامي الذي هو حقيقة انتمائهم التاريخيّ؟ فبعيداً عن الأحداث الأخيرة المدانة في السويداء، ما هي الخيارات الاستراتيجية التي تدعون الدروز اليها في المنطقة وما هو ضررها وخطرها عليهم؟
- هل أنصفت دولة الاحتلال الاسرائيلي دروز فلسطين بشكل خاص لكي تنصف دروز سوريا، وقانون القومية الذي أقر في العام 2018 خير شاهد على سقوط وهم المواطنة في دولة الاحتلال الاسرائيلي لمصلحة الدولة القومية اليهودية؟ ألم تساهم الزيارات الدينية التي نظمتموها لبعض مشايخ الدروز السوريين إلى الكيان الإسرائيلي في تسميم علاقة دروز سوريا بأبناء وطنهم؟
- لماذا لم تتدخل المسيّرات الإسرائيلية – بحال كان كلامكم صحيحاً عن الحماية الإسرائيلية – إلا بعد أن وقعت المجازر واستقر الدمار والخراب؟ ولماذا لم تتدخل في الهجوم على أشرفية صحنايا؟
- هل تحمي إسرائيل الدروز في الجولان المحتل بمشاريع الاستيطان وقضم الأراضي وإلغاء هويتهم؟ والأهم أين إرث المرحوم الشيخ أمين طريف الذي رفض التعرض لعروبة الدروز حتى يوم اعترفت إسرائيل بهم كقوميّة مستقلة؟
- ما هو مستقبل الخيارات التي تطرحونها اليوم على دروز سوريا بالركون إلى الحماية الاسرائيلية؟ هل يستطيع جبل العرب أن يعيش على المساعدات مستقبلاً؟ هل يستطيع دروز جبل العرب أن يعيشوا في قطيعة دائمة مع دمشق ومع درعا ومع الأردن ومع كل محيطهم العربي والإسلامي؟
- هل يستطيع أبناء جبل العرب أن يعيشوا دون دورة اقتصادية مع محيطهم ودون موارد ودون اتصال جغرافي مع أي محيط خاصة بعد سقوط فكرة طريق الإمداد من دولة الاحتلال الاسرائيلي؟ هل يمتلك جبل العرب موارد كافية لكيان منفصل ومستقل؟ وأين سيتعلم 12 ألف طالب جامعي درزي في العام الدراسي القادم؟
- ألم يتصالح دروز فلسطين مع البدو من أبناء بلدهم بعد خلافات كبيرة وتاريخية؟ فلماذا لا يتصالحون مع محيطهم وأبناء وطنهم في سوريا؟ وهل يحق لكم استقبال موفدين من العشائر، وإجراء الاتصالات مع الحكومة السورية، وإرسال الوفود من لبنان بترتيب منكم للقاء مسؤولين في الحكومة السورية، ويمنع ذلك على دروز جبل العرب، ويدان وليد جنبلاط إن قام هو بذلك حقناً للدماء؟
“خريطة طريق تضمن كرامة وهوية دروز سوريا”
وختم “التقدمي الاشتراكي” بيانه بالقول إن وليد جنبلاط “عمل ويعمل لأجل كرامة ووجود وهوية دروز سوريا ولبنان وكل المنطقة. وهو يعمل بصمت بعيداً عن الضجيج الإعلامي، وسوف يواصل ذلك مهما اشتدت التحديات وفق خريطة الطريق التي سبق واقترحها والتي يُجري اتصالاته لأجلها مع كل الأطراف المعنية”.
وأوضح أن تلك الخريطة تشتمل على:
- إجراء تحقيق دولي شفاف يفضي إلى أقسى العقوبات بحق المرتكبين.
- إغاثة المحافظة عبر استمرار إدخال المساعدات وحماية طريق دمشق السويداء لضمان ذلك.
- الإطلاق الفوري لسراح جميع المختطفين والمختطفات.
- تعويض المتضررين.
- العودة إلى الحوار السياسي ومصالحة الدروز مع محيطهم بما يضمن عدم تكرار الأحداث الأليمة ويطمئن هواجس الجميع في دولة واحدة وعادلة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية