فرنسا تستقبل رئيس وزرائها الجديد على وقع إضرابات وقطع طرق ومئات التوقيفات

تسلّم سيباستيان لوكورنو، اليوم الأربعاء، مهامه رئيساً للوزراء بتكليف من الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك في مراسم رسمية.

وتُقام مراسم التسليم بين فرانسوا بايرو ولوكورنو قرابة الساعة 12:00 ظهراً في مقرّ رئاسة الحكومة “ماتينيون”، وسط توقّعات باستمرار النهج الحكومي، فيما تعهّد لوكورنو بإجراء “تغييرات عميقة وليست شكلية”.

يتزامن انتقال السلطة مع تحرّك مواطني واسع حمل شعار “لنُغلق كلّ شيء”، وُلد على شبكات التواصل لاختبار مستوى الغضب الاجتماعي تجاه الرئيس. 

ويحظى التحرك بدعم بعض النقابات واليسار الراديكالي، ويدعو إلى شلّ البلاد بدءاً من اليوم، في ظل تراجع شعبية ماكرون إلى أدنى مستوياتها منذ 2017؛ إذ أظهر استطلاع حديث أنّ نحو 77 بالمئة من الفرنسيين غير راضين عنه. وقدّرت السلطات مشاركة قرابة 100 ألف شخص في أنحاء فرنسا.

انتشار أمني وتوقيفات

وأعلنت وزارة الداخلية نشر نحو 80 ألف عنصر من الشرطة والأمن في مختلف المناطق لمواكبة مئات الفعاليات والاحتجاجات.

وقال وزير الداخلية برونو روتايو صباح اليوم إنّ القوى الأمنية أوقفت “نحو 200 شخص” في أنحاء البلاد خلال “عمليات فكّ الحواجز” المرتبطة بتحرّك “لنُعطّل كلّ شيء”، فيما أفادت محافظة شرطة باريس بتوقيف 132 شخصاً في منطقة باريس الكبرى.

واتّهم روتايو “التيار اليساري المتطرّف” بمحاولة “الاستيلاء” على التعبئة التي انطلقت عبر الشبكات الاجتماعية.

ورغم سير القطارات السريعة (TGV) بشكل طبيعي وعمل مترو باريس بصورة شبه عادية، تسجَّلت اضطرابات على بعض خطوط “إنترسيتي” (Intercités) والقطارات الإقليمية (TER)، إضافة إلى شبكة الضواحي الباريسية (RER B وRER D، والخطين H وR)، وكذلك في جميع المطارات الفرنسية. 

وتوقّعت السلطات محاولات لقطع الطرق عند مداخل باريس والطرق الدائرية في مدن عدّة وبعض الطرق السريعة، مع مراقبة مشدّدة لـ”النقاط الحيوية” مثل المصافي النفطية.

وقال متحدّث باسم إدارة مطارات باريس (ADP) لوكالة الأنباء الفرنسية إنه “لا شيء يُذكر” داخل مطارات العاصمة، موضحاً عدم تسجيل أي إشعار بالإضراب “لكننا نقوم بمراقبة نشِطة على مدار اليوم نظراً لعدم إمكانية التنبّؤ بحركة الاحتجاج”. 

وأشار إلى متابعة خاصة لأي اضطرابات على الطرقات أو شبكات القطارات المؤدية إلى مطارات باريس-أورلي وباريس-شارل ديغول وباريس-لوبورجيه.

مشاهد ميدانية متفرّقة

وذكرت الشرطة أنّ تحرّكات عدّة جرت صباحاً في منطقة باريس الكبرى، وأسفرت عن نحو خمسين توقيفاً خصوصاً بعد عمليات قطع أو محاولات قطع للطريق الدائري، بينها حواجز عند بوابة أوبيرفيلييه حيث أوقِف أحد المحتجّين. 

وفي غرب البلاد، أُضرمت النار في أجسام على جسر “كاليس” قرب مدينة كان، بحسب مشاهدات مصوّرة لوكالة الأنباء الفرنسية. وفي بوردو، سارعت قوات الأمن إلى فتح أحد مستودعات شبكة الترام بعد محاولة تعطيله. 

وبحسب الدرك، سُجّلت عشر عمليات قطع طرق صباحاً، خصوصاً على الطريق السريع A10 بالاتجاهين عند مدينة بواتييه، كما شهدت محاور مزدحمة في مدن غرب فرنسا محاولات أولى للقطع، منها نانت عند جسر شيفيري فوق نهر اللوار. 

وفي تولوز، أغلق نحو 200 متظاهر لساعات قصيرة أحد المحاور في حي جوليمون مستخدمين حواجز وإطارات، ورفعت لافتة سوداء كُتب عليها: “انفجار ماكرون”.
وأفادت محافظة شرطة باريس بإحباط “محاولة اقتحام” محطة “غار دو نور” من قِبَل “ألف شخص مصمّمين”.

المترو والمدارس والخدمات

ويشهد مترو “بوابة باريس” إغلاقاً جزئياً، وتوقّفت حركة الترام في نقاط معيّنة وأغلقت بعض التقاطعات، فيما شارك مئات المتظاهرين في هتافات ضد ماكرون والحكومة. 

وفي قطاع التعليم، سُجّلت اضطرابات في نحو مئة ثانوية، بينها 27 أُغلقت بالكامل، مع تحرّكات طلابية في مدن عدّة بينها رين ومونبلييه وباريس استجابة لدعوة “لنُعطّل كلّ شيء”. 

ووفق الاتحاد النقابي للتلاميذ، نُفّذت تحرّكات في 150 ثانوية من أصل 3700 مؤسسة، بينما ذكرت وزارة التربية الوطنية أنّ نسبة الأساتذة المضربين بلغت 6 بالمئة.