«نبض الخليج»
دبي في 7 أكتوبر/ وام/ تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تطوراً لافتاً في ميدان ريادة الأعمال واستقطاب الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، والتي شملت جميع القطاعات، مدعومة بمنظومة واسعة من حاضنات ومسرعات الأعمال التي تحظى باهتمام كبير ضمن السياسات الحكومية لتنويع الاقتصاد وتعزيز آفاق الابتكار.
وتركز المؤسسات التي تصنف ضمن إطار “الحاضنات” على توفير بيئة داعمة لرواد الأعمال في المراحل الأولى من تأسيس أفكارهم، من حيث التدريب، والتوجيه، وتوفير الموارد اللوجستية، والبنى التحتية، حتى تصبح المشاريع قابلة للاستمرار في السوق، في حين تركز “المسرّعات” على المشاريع التي وصلت إلى مرحلة متقدمة قليلاً، وتُقدّم دفعة قوية لإطلاقها التجاري السريع من خلال تسريع النمو، والوصول إلى المستثمرين، وتعزيز القدرات التنافسية.
وتسعى الحملة الوطنية “الإمارات عاصمة رواد الأعمال في العالم” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات وجهة عالمية لريادة الأعمال.
وتشرف على الحملة الوطنية وزارة الاقتصاد والسياحة بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وبمشاركة مجلس الإمارات لريادة الأعمال وأكثر من 50 من الجهات الحكومية والخاصة وحاضنات ومسرّعات الأعمال والمؤسسات الأكاديمية.
كما تواصل الدولة دعم ريادة الأعمال، عبر إطلاق مبادرات ريادية وترسيخ تشريعات اقتصادية مرنة وتقديم حوافز تنافسية لتأسيس الأعمال والمشاريع الناشئة، ومنها إطلاق منظومة ريادة الأعمال وصندوق “ريادة” لتطوير وتحفيز ريادة الأعمال في الدولة باستراتيجيات شاملة تستهدف تعزيز تنافسية الإمارات في هذا المجال.
وكانت باكورة مبادرات منظومة ريادة الأعمال هي مجلس ريادة الأعمال ويضم في عضويته 16 جهة حكومية تعمل معاً على تمكين وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال ودعم نجاحها، كما يعد صندوق “ريادة” من أهم المبادرات الذي تم رصد حوافز من خلاله بقيمة 300 مليون درهم لتشجيع الخريجين على الدخول في مجال ريادة الأعمال وبناء العقلية والثقافة الريادية داخل الدولة بين مختلف الفئات، كما عملت حكومة الإمارات على خلق بيئة تشريعية اقتصادية تنافسية لدعم نمو أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني.
وقد أثمرت جهود رعاية واحتضان رواد الأعمال والشركات الناشئة عن احتلال الإمارات المرتبة الأولى عالمياً للعام الرابع على التوالي في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2024 /2025.
كما عززت الدولة مكانتها واحدة من أكثر الدول استقراراً وجاذبية للعيش والعمل بعدما احتلت المركز الثاني عالمياً في مؤشر الأمان العالمي وفقاً لتقرير موقع الإحصاءات العالمي “نومبيو” لعام 2025، وواصلت الدولة ريادتها في «مؤشّر أجيليتي اللوجستي للأسواق الناشئة» في نسخة عام 2025 إذ احتلت المرتبة الثالثة عالمياً ضمن قائمة تضم 50 سوقاً ناشئة حول العالم، فضلاً عن توفر بيئة أعمال مثالية في الدولة.
ومن خلال هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز حاضنات ومسرعات الأعمال في الدولة ودورها في الارتقاء بالمشاريع الناشئة إلى مصاف العالمية.
– “Hub71”.
تعد منصة “71 Hub” إحدى المبادرات الرئيسية ضمن برنامج حكومة أبوظبي للمسرعات التنموية “غداً 21 “ وقد تم إطلاقها في عام 2019 لدعم المشاريع التكنولوجية الناشئة بقيمة 520 مليون درهم، ورافق ذلك إطلاق صندوق استثماري بقيمة 535 مليون درهم للاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة ضمن منصة ”71 Hub”، لتصل بذلك قيمة الاستثمار الحكومي المخصص لدعم المشاريع التكنولوجية الناشئة لأكثر من مليار درهم.
وتعمل “71 Hub” على توفير الدعم الكامل للشركات التكنولوجية من حيث المعيشة والمساحات المكتبية والضمان الصحي، وتحتضن المنصة حالياً أكثر من 360 شركة ناشئة، وأكثر من 180 شريكاً، مع توفير أكثر من 840 وظيفة مستحدثة، كما استقبلت Hub71 أكبر مجموعة من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي حتى الآن بانضمام 26 شركة ناشئة عالية النموّ إلى مجموعتها الـ17، وجمعت هذه الشركات أكثر من 818 مليون درهم، هو أكبر حجم تمويل لأي مجموعة تنضم إلى Hub71، ما يعكس المستوى العالي للشركات الناشئة التي تتوسع بأعمالها من أبوظبي، وثقة المستثمرين المتواصلة في مكانتها كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة.
وخلال سبتمبر 2025 أطلقت 71 Hub مبادرة جديدة تعمل على ربط الشركات الناشئة في هونغ كونغ خلال مراحلها اللاحقة بمنظومة التكنولوجيا في أبوظبي لدعم توسعها الإقليمي وتسهيل دخولها إلى الأسواق، ويعتبر هذا البرنامج رابع مشاركة عبر الحدود لمنظومة 71 Hub في هذا العام، بعد مبادراتها الإستراتيجية التي أطلقتها مؤخراً في نيوجيرسي واليابان وأيرلندا.
– مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
تأسست مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في عام 2002، وهي إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وحقّقت إنجازات متميزة في قطاع ريادة الأعمال بالإمارة، حيث وصل العدد الإجمالي للشركات الصغيرة والمتوسطة المستفيدة من دعم المؤسسة إلى 19904 شركات منذ عام 2002.
وقد دعمت المؤسسة في عام 2024 تأسيس 3461 شركة إماراتية جديدة، بزيادة قدرها 524 شركة مقارنة بالعام 2023، وتم توفير الخدمات الاستشارية لــ 3075 رائد أعمال ممن حصلوا على خدمات التوجيه والإرشاد من الخبراء، وهو أكثر من ضعفيّ عدد المستفيدين في عام 2023، ما يرفع العدد الإجمالي للمستفيدين من هذه الخدمات إلى 53206 رواد أعمال منذ انطلاق المؤسسة.
كما أدى “صندوق محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة”، الذراع التمويلي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، منذ إطلاقه في 2015 دوراً محورياً في تمكين رواد الأعمال، حيث وصل العدد الإجمالي للمشاريع المستفيدة من الصندوق إلى 168 مشروعاً بقيمة إجمالية بلغت 137 مليون درهم.
– “منطقة 2071”.
أطلقت منطقة 2071 في مايو 2017، وتشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل، وتم تخصيصها لربط الشركات الخاصة والحكومات والشركات الناشئة والمستثمرين والشباب والعامة لتصميم المستقبل.
وتحتضن “منطقة 2071” مجموعة من برامج دعم الابتكار ومسرعات وحاضنات الأعمال والشركات الناشئة، إضافة إلى عدد من الجهات الحكومية والشركات العالمية ومراكز الأبحاث المستقبلية.
وفي إطار منطقة 2071، نجح برنامج مسرعات دبي المستقبل خلال دوراته السابقة باستقطاب 227 شركة ناشئة من 34 دولة شاركت في أكثر من 80 تحدياً أطلقتها الجهات الحكومية، وقامت 45 شركة منها بتأسيس مكاتب لها في دولة الإمارات لتوفر نحو 600 وظيفة جديدة للمواهب المحلية والعالمية في الدولة.
وتشكل منطقة 2071 اليوم المنشأ لجهود 6,377 شركة وأكثر من 36 ألف موهبة فردية مسجلة فيها كموقع عالمي بارز على خارطة مراكز اختبار الأفكار الجديدة وتصميم الحلول المبتكرة تصمم مستقبلاً واعداً للبشرية.
– “إن 5”.
تعد حاضنة الأعمال “إن 5” من أبرز حاضنات الأعمال في دبي، والتي أطلقتها شركة “تيكوم” في عام 2013، وقد وصل عدد الشركات والمشاريع الناشئة التي تنضوي تحت مظلتها إلى أكثر من 1000 مشروع ناشئ فضلاً عن 4 مراكز للابتكار، وتهدف الحاضنة إلى دعم الشركات الناشئة، وقد ساهمت بدور هام في تعزيز بيئة أعمال تنافسية ومحفزة للنمو في مختلف القطاعات خلال العقد الماضي وذلك عبر احتضان أكثر من 500 شركة ناشئة ومساعدتها في الوصول إلى المستثمرين وجمع التمويلات.
وفي فبراير 2022 أعلنت الحاضنة عن توسيع خدماتها عبر إطلاق منصة جديدة هي الأولى من نوعها بالمنطقة تجمع المستثمرين وصناديق رأس المال الجريء في مكان واحد ضمن مركز “إن 5” للتكنولوجيا في مدينة دبي للإنترنت.
– مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال.
يعتبر مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال “ديتك” أحد مبادرات واحة دبي للسيليكون، والذي يعد الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتكنولوجيا ومساحات العمل المشتركة، حيث وصل عدد الشركات التي يحتضنها لغاية 2022 إلى أكثر من 1045 شركة ناشئة يعمل فيها رواد أعمال من أكثر من 75 جنسية.
ويوفر “ديتك” مساحات العمل المشتركة، ومسرعات الأعمال والبحث والتطوير، وفرص المشاركة في الفعاليات والتعلم من خبراء محليين وعالميين.
– الشبكة الوطنية لحاضنات الأعمال.
جاء إطلاق الشبكة الوطنية لحاضنات الأعمال في يناير عام 2023 بإشراف من صندوق الوطن، وبالتعاون مع 25 شريكاً رئيسياً يمثلون نخبة الحاضنات “الجامعية والتجارية” والمسرعات، والمؤسسات التمويلية، والجهات الحكومية، وخلال عام واحد وصل عدد أعضاء الشبكة إلى حوالي 900 عضو.
وتهدف الشبكة إلى تعزيز نظام ريادة الأعمال في الإمارات، وتوفير منصة شاملة تسهم في ربط مختلف الأطراف المعنية بتطوير هذا القطاع، لتقديم كل دعم ممكن لحاضنات الأعمال القائمة على أرض دولة الإمارات، ومساعدتها في تحقيق أهدافها من خلال الدعم والمساعدة والتدريب المناسبين.
-“روّاد” الشارقة.
تأسست مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية “روّاد ” بموجب القانون رقم (2) لسنة 2005 بغرض دعم ومساندة المشاريع الصغيرة والمتوسطة بإمارة الشارقة من خلال تقديم الدعم المالي والفني وتهيئة البيئة الملائمة لإنشاء وتطور هذه المشاريع، وقد وصل عدد أعضاء “رواد” إلى 1909 أعضاء، فضلاً عن تقديم التدريب لنحو 9724 متدرباً، كما بلغ عدد المشاريع التي تم تمويلها 106 مشاريع.
-“تعزيز” عجمان.
تأسس برنامج “تعزيز” لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في عام 2020 لتشجيع المواطنين على الانخراط في النشاط الاقتصادي ودعم مشاريعهم وإيجاد مزيد من فرص العمل، وتوفير بيئة استثمارية حاضنة لريادة الأعمال وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتمكين المزيد من مواطني دولة الإمارات من المشاركة في بناء قطاع الأعمال في عجمان.
-مؤسسة سعود بن صقر.
تأسست مؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب لتسهيل سُبُل تحقيق ريادة مشاريع الشباب واقتحامهم لقطاع المشاريع الريادية، ووصل عدد أعضاء المؤسسة أكثر من 1000 عضو، وقدمت أكثر من 800 برنامج تدريبي، استفاد منها أكثر من 3000 مشترك.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية