“رواد الباشان” مرة أخرى.. الجيش الإسرائيلي يوقف محاولة استيطان في الجولان المحتل

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أوقف محاولة استيطان جديدة نفذتها مجموعة “حلوتسي الباشان” (رواد الباشان) في هضبة الجولان السوري المحتلة، وذلك بعد نحو شهرين من فشل محاولة مماثلة في آب الماضي.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن ثلاث عائلات من الحركة حاولت عبور الحدود خلال مسيرة شارك فيها المئات بالقرب من السياج الحدودي، قبل أن تتدخل قوات جيش الاحتلال وتمنعهم من التوغل داخل الأراضي السورية.

اتهامات للحكومة الإسرائيلية

وأوضحت إحدى العائلات المشاركة في المحاولة أنّ التحرك جاء “بناء على اتفاق مع حركة حماس”، في إشارة إلى صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.

وفي بيان لها، اتهمت حركة “رواد الباشان” الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن سكان الشمال وتركهم في مواجهة “حزب الله” الذي يعيد تسليحه.

وأضافت الحركة الاستيطانية أن “إتمام الصفقة مع حماس يوجه رسالة لأعداء إسرائيل مفادها أنه يمكن الاستمرار والبقاء بعد ارتكاب مجازر واحتلال بلدات إسرائيلية”.

خلفية المحاولات السابقة

وسبق أن حاولت حركة “رواد الباشان”، في آب الماضي، إقامة بؤرة استيطانية داخل الأراضي السورية، بعد أن تمكنت عدة عائلات من عبور السياج الحدودي مقابل مستوطنة “ألون هبشان”، حيث وضعت “حجر الأساس” لمستوطنة جديدة أطلقت عليها اسم “نفيه هبشان”.

إلا أنّ الجيش الإسرائيلي، بحسب زعمه، تدخل على الفور وأعاد المشاركين إلى داخل الأراضي المحتلة بواسطة وحدة من الفرقة 210.

من هم “رواد البَشان”؟

تعد “رواد البَشان” حركة استيطانية إسرائيلية حديثة تأسست في نيسان 2025، وتضم مستوطنين من الضفة الغربية والجولان، وتهدف إلى إنشاء مستوطنات دائمة داخل الأراضي السورية، قرب مستوطنة “ألوني هباشان”، مستندة إلى أيديولوجيا توراتية تعتبر الجولان جزءاً مما تسميه “أرض الباشان”، أي “أرض إسرائيل التوراتية”.

ويشير اسم “الباشان” في المصادر العبرية القديمة إلى منطقة تمتد عبر جنوبي سوريا وشرقي الأردن، وتوصف بخصوبتها وأهميتها الاستراتيجية.

ويُعد عاموس عزريا أحد أبرز وجوه الحركة، إذ زعم في تصريحات سابقة أن “المنطقة باتت تحت السيطرة الإسرائيلية منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في كانون الأول الماضي”.

وترتكز حركة “رواد الباشان” على قناعة دينية وسياسية بأن الجولان السوري المحتل هو “أرض موعودة” ضمن التراث اليهودي، وترى في التغيّرات الإقليمية الحالية فرصة “للاستيطان التاريخي” في المنطقة، وتسعى من خلال تحركاتها المتكررة إلى فرض واقع استيطاني جديد في الجولان.