جدول المحتويات
«نبض الخليج»
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على أهمية اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إياه بـ”الحوار الذي كان ينبغي أن يحدث”.
وقال فيدان في مقابلة مع قناة “أولكه” التركية: “الحوار دائماً أمر جيد، وأرفع القبعة للنضوج السياسي الذي أظهره الطرفان، ونحن أيضاً مررنا بتجارب مشابهة، حيث تنازعنا ولكننا جلسنا وتحدثنا”.
وأشار إلى أن روسيا عندما كانت تدعم بشار الأسد والميليشيات الإيرانية، كان الرئيس الشرع وأصدقاؤه يقاتلون في المعسكرات المقابلة، مضيفاً أن موسكو “قبلت الواقع الجديد في سوريا”، كما أن الشرع “لم يتبنّ موقفاً راديكالياً في تواصله معها”.
وأثنى فيدان على الخطوة التي اتخذها الرئيس الشرع في هذا الاتجاه، قائلاً إنه أظهر مسؤولية في اتخاذ قراره، مضيفاً: “أعتقد أنه تصرف بحكمة، وبالطبع لدينا مشاورات مستمرة، وفي تلك المشاورات نحاول نقل خبرات دولتنا، إذ لا يمكن للأمم الناشئة أن تخاطر بشكل كبير”.
اهتمام تركيا بسوريا
أوضح فيدان أن تركيا تهتم بشكل جاد بالقضية السورية، ووضعت خططاً استراتيجية منذ بداية التغيير، وقال: “تم تشكيل مجلس استراتيجي برئاسة نائب الرئيس جودت يلماز، يشمل وزراء الجهات المعنية للعمل على القضايا الأساسية المتعلقة بسوريا، ويشمل ذلك قضايا اللاجئين، الطاقة، التجارة، المعابر الجمركية، المساعدات الإنسانية”.
وأضاف: “بعض المؤسسات السورية ما زالت في مرحلة التأسيس، ولذلك نأخذ على عاتقنا مسؤولية التعاون لتسهيل هذه العملية”، مشيراً إلى أن الحكومة التركية مستمرة في بناء علاقات طويلة الأمد مع سوريا، رغم التحديات الكبيرة.
مشروع توحيد الجماعات المسلحة في سوريا
تطرق فيدان إلى أحد أهم المشاريع الكبرى في سوريا، وهو تجميع الجماعات المسلحة ضمن هيكل موحد، وقال: “تم إحراز تقدم كبير في توحيد الفصائل المسلحة في شمالي وجنوبي سوريا، حيث يتم تجميع هذه الجماعات ضمن قوات موحدة، وهذا يعد خطوة مهمة نحو إعادة الاستقرار”.
كما أكد فيدان أن هناك بعض التفاصيل التي يجب تنفيذها لتحقيق التفاهم العام والقبول، مشيراً إلى أنه بينما كانت تسير الأمور بشكل إيجابي اندلعت أزمات في مناطق مثل اللاذقية والسويداء، كما أن “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” تماطل في تنفيذ اتفاق 10 آذار، ما أدى إلى توقف الأنشطة المتعلقة ببناء المؤسسات، وتحويل التركيز إلى مناطق الأزمات.
وشدد فيدان على أهمية “إدارة مناطق الأزمات بشكل جيد، وهناك في هذا الصدد”، مشيراً إلى أن “الخطر الأكبر هو استمرار التوسع الإسرائيلي في سوريا؛ وهذا هو الموضوع الذي نتحدث عنه أكثر مع الأميركيين”.
التحديات الأمنية والاعتداءات الإسرائيلية في سوريا
أكد فيدان أن قضية سوريا تعتبر مسألة أمن قومي أساسي بالنسبة لتركيا، وأن جميع الأحداث التي تجري في سوريا تتعلق بشكل مباشر بوحدة الأراضي التركية وأمن المواطنين.
وأضاف: “رسالتنا واضحة: يجب أن لا تشكل سوريا تهديداً لإسرائيل أو لأي أحد آخر، ولكن لا ينبغي على أي أحد أن يشكل تهديداً لسوريا، ويجب على الجميع أن يظل في حدود بلاده، ولا يتدخل أحد في شؤون الآخر”.
ولفت إلى أن تركيا تتعامل مع هذا الموضوع بعناية شديدة، قائلاً: “نحن نعمل على هذه القضية بطريقة تضمن الاستقرار، وإذا كانت السياسة الأمنية تهدف إلى تقسيم سوريا وخلق الفوضى، فإنها سياسة خطيرة”.
وأوضح أن هذا لا يؤثر فقط على سوريا، بل على الدول المجاورة أيضاً، مشيراً إلى أن هناك محادثات ومخططات مستمرة بين الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، كما أن هناك لقاءً ثلاثياً سيُعقد قريباً.
انسحاب “قسد” من المناطق العربية
فيما يخص اتفاق 10 من آذار، شدد فيدان على أن الانسحاب من المناطق ذات الأغلبية العربية من قبل “قسد” يجب أن يكون الأولوية الرئيسية.
وقال: “إن هناك استياء واسعاً من القبائل العربية في تلك المناطق بسبب وجود وحدات حماية الشعب، والجميع ينتظرون حلاً لهذه المسألة لتجنب تصاعد التوترات”.
وأشار فيدان إلى أن المفاوضات لا تزال جارية في هذا الموضوع، موضحاً أن تركيا وسوريا والولايات المتحدة تعمل معاً على إيجاد حل شامل لهذا الملف، مضيفاً: “نحن نواصل التحدث مع جميع الأطراف المعنية لتوضيح المواقف والتوصل إلى اتفاق”.
عودة اللاجئين إلى سوريا
ذكر فيدان أن قرابة 500 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم بعد سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أن العودة لا تقتصر فقط على العائدين من تركيا، بل تشمل أيضاً اللاجئين الذين يعودون من دول أخرى.
وأضاف فيدان: “إن استقرار الوضع في سوريا سيسهم في تسريع العودة وزيادة أعداد اللاجئين العائدين، مما سيحسن الأوضاع الاقتصادية في البلاد”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية