جدول المحتويات
«نبض الخليج»
هذا ما جاء على لسان المتحدث باسم اليونيسيف، جيمس إلدر، الذي كان يتحدث إلى الصحفيين في جنيف من العاصمة الأردنية عمّان عقب زيارة إلى قطاع غزة. وأفاد بعدم دخول أي وقود إلى غزة لأكثر من مائة يوم بسبب القيود الإسرائيلية الصارمة على المساعدات الإنسانية القليلة المسموح بدخولها.
وفي هذا السياق، قال السيد إلدر إن غزة تعاني بشدة الآن، حيث إن 40% فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل، وحذر من أنه بدون وقود، “ستتوقف كل واحدة منها عن العمل في غضون أسابيع”.
“قطع سبل البقاء”
وقال السيد إلدر إن الأمراض تتفاقم بالفعل “والفوضى تشتد”، لكنه أكد أن أزمة المياه ليست لوجستية أو تقنية، بل هي سياسية. وأضاف: “في غزة، أصبح الحرمان سياسة. إذا توفرت الإرادة السياسية، فستُخفف أزمة المياه بين عشية وضحاها. يعني الوقود تدفق المياه من مئات الآبار الجوفية واستعادة الإمدادات حرفيا في غضون يوم واحد، لكن الوقت ينفد”.
وقال السيد إلدر إن كل من رآه في شوارع غزة كان يحمل أي شيء في متناوله لمحاولة استعادة المياه، مضيفا أن الحمير حلت محل الشاحنات في نقاط الإنتاج المتبقية، وأضاف: “حتى الحمير تتباطأ، إذ بالكاد يكفيها الطعام للبقاء على قيد الحياة”.
وقال إنه منذ انقطاع الكهرباء عن غزة، يساند الوقود أيضا نظام الرعاية الصحية المدمر في غزة، حيث يغذي المولدات التي تدعم إنتاج الأكسجين، وأجهزة دعم الحياة، والحاضنات، ويستخدم أيضا في سيارات الإسعاف. وقال: “إن منع الوقود لا يقطع الإمدادات فحسب، بل يقطع سبل البقاء”.
أطفال يجمعون المياه من شاحنة في مخيم للنازحين في غزة.
أزمة أخرى من صنع الإنسان
ومثلما أن أزمة المياه من صنع الإنسان، فإن سوء التغذية الذي تُغذيه هي الأخرى كذلك، وفقا للمسؤول الأممي، مضيفا أن هاتين الأزمتين “تغذيان بعضهما البعض، مما يخلق حلقة مفرغة قاتلة”. ومنذ بداية العام، أدخل، يوميا، أكثر من 110 من الأطفال الذي الذين يعانون من سوء التغذية إلى مراكز العلاج.
ولإعطاء صورة أوضح للوضع على الأرض، اقتبس السيد إلدر عن صديق له في غزة حيث قال: “لقد تعلمنا العيش بدون الكثير، بدون منازلنا، بدون أحبائنا، حتى إننا تعلمنا أنه يمكننا العيش بدون طعام لمدة أسبوع أو أسبوعين. لكننا لا نستطيع البقاء على قيد الحياة بدون ماء”.
وقال إن اليونيسف واضحة تماما في أن هذه “اللحظة الأكثر حرجا التي تمر بها غزة منذ بدء الحرب على الأطفال”، مضيفا: “هذا وضع مأساوي للغاية. حصار شبه كامل. المساعدات الإنسانية مهمشة. القتل اليومي للفتيات والفتيان في غزة لا يُلاحظ. والآن، أزمة وقود متعمدة تقطع أهم عنصر أساسي للبقاء على قيد الحياة لدى الفلسطينيين، وهو الماء”.
“معادلة زائفة”
ردًا على أسئلة الصحفيين، قال السيد إلدر إن ما يُسمى بـ “مؤسسة غزة الإنسانية” “تزيد الوضع مأساوية”. وقال إن سكان غزة يواجهون الجوع “بخيار قاتل، إذ يجبرون على البقاء في جيوب صغيرة جدا، حيث لا يستطيع معظم الناس الوصول إلى نقاط التوزيع التي تعرف رسميا بمواقع للقتال”.
وذكر صبيا التقى به في زيارته الأخيرة إلى غزة، كان قد أصيب بقذيفة دبابة في أحد هذه المواقع، مضيفا: “علمت أن هذا الصبي الصغير قد توفي متأثرا بتلك الإصابات. وهذا يشير إلى ما يحدث في هذه المواقع وما لا يحدث عندما يتعلق الأمر بالإجلاء الطبي”.
كما أشار السيد إلدر إلى أن الفئات الأكثر ضعفا لا تستطيع الوصول إلى هذه المواقع القليلة، ولا تحصل على المساعدات وسط الفوضى وحكم القوي على الضعيف. وأكد أن هناك عدم وضوح حول موعد فتح هذه المواقع، وكونها تُعتبر مناطق عسكرية، منبها إلى أن ذلك يعرض الناس للخطر إذا دخلوا هذه المواقع وهي مغلقة.
وقال: “كانت هناك حوادث إصابات جماعية حول تلك المواقع عندما تم إغلاقها. وصدرت تصريحات متناقضة. التصريحات المتناقضة للسكان الذين يدخلون منطقة قتال يمكن أن تكون قاتلة”.
وقال السيد إلدر إن القول بأن نظام التوزيع الحالي أفضل من لا شيء هي “معادلة زائفة”. وأضاف: “نحن لا نقارن باللا شيء. نحن نقارن بأنظمة مساعدات إنسانية نجحت منذ الحرب العالمية الثانية. نحن نقارن بما رأيناه في غزة قبل شهرين”.
وقال إنه عندما تقول الأمم المتحدة إن المساعدات يجب أن تكون قائمة على المبادئ ومحايدة، فإن هذه “ليست مجرد كلمات لطيفة”، بل هي سبب ثقة المجتمعات بالمنظمة.
وأشار إلى أن المنظمة ووكالاتها تقدم خدمات حاليا في غزة ولا يتسبب ذلك في مقتل مدنيين في أي وقت من الأوقات، “لذا فإن المشكلة تكمن في تهميش نظام تم تجريبه واختباره لمدة 70 عاما”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية