«نبض الخليج»
يقف اليافع حسام لطميني على طاولته الصغيرة في معرض دمشق الدولي أمام إنجازه الكبير؛ روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي وتقنية التعرّف إلى الوجوه.
حسام، الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، يشارك في المعرض بصفته مبتكراً صغيراً مُلماً بعلم الروبوتات ومهتماً بالمجال التقني، بعد أن استغرق منه الأمر أربع سنوات لتعلّم مبادئ هذه العلوم، وسنتين من العمل المتعثر والجاد ليقف اليوم بجانب روبوته الذي كان يوماً ما مجرد حلم.
يقول حسام لموقع تلفزيون سوريا: “لم أكتفِ بالمناهج المدرسية التي يتعلمها أقراني، بل التحقت بالتدريبات الصيفية للمواد التقنية والرياضية من أجل تطوير معارفي.”
عمل جاد اصطدم بواقع القصف والحصار
لم تكن الظروف التي تعلّم فيها حسام وردية كما في أفلام العباقرة الصغار وقصصهم، بل تحوّل شغفه في كثير من الأحيان إلى مصدر إحباط. ومع ذلك، فإن إرادته لتحقيق أحلامه ـ كما وصفها ـ دفعته إلى الاستمرار في مشروعه، رغم الظروف التي عاشها أهل إدلب من قصف وتهجير ودمار.
ولم تقتصر التحديات على الظروف الأمنية القاسية، بل كان لتأخر استيراد بعض القطع اللازمة لتركيب الروبوت دورٌ كبير في تعطيل العمل وتوقفه لأشهر كاملة.
يقول حسام: “كنا نطبع بعض القطع باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، لكننا نضطر إلى استيراد قطع أخرى من الصين، وفي السنوات الأخيرة تزايدت مشكلات الاستيراد في إدلب، وهو ما أوقفنا عن العمل مراتٍ متتالية.”
بينما تحدّث زميله المشارك في تطوير الروبوت، سدير التامر، الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة، عن تذليل الصعوبات بالإصرار على تحقيق الهدف قائلاً: “لم يكن لدينا إلا خيار النجاح.”
زوّد حسام وسدير الروبوت بالذكاء الاصطناعي ليكتسب ما وصفاه بـ”الوعي المركزي”، كما زادا عدد الأسلاك والمحركات في الرأس والأطراف التي تعمل كالأوتار لتسهيل الحركة ومنح الروبوت واقعية أثناء التنقل والحركة.
وقد سبق أن شارك الاثنان في معارض إدلب خلال السنوات الماضية بالروبوت ذاته تحت اسم “روبوت Q”.
مشاريع تقنية يقودها الأطفال
في الوقت الذي لا تزال فيه المناهج السورية تعاني من تأخر المحتوى التعليمي ونقص المواد التفاعلية والجمود في الأسلوب والأدوات التدريسية، عملت بعض المدارس والمعاهد الخاصة على تطوير مناهج إضافية وتقديم تدريبات خاصة في التقانة والرياضيات والعلوم وغيرها.
يتحدث الأستاذ محمود مسلماني لموقع تلفزيون سوريا عن خطة تعليمية متكاملة وضعتها مدارس ETC في إدلب لتدعيم المناهج الوزارية بمواد إثرائية وتدريبات صيفية ضمن مشاريع يلتحق بها الطلاب بحسب العمر والاهتمام.
وتتضمن هذه المشاريع: الروبوت، الرسم بالليزر باستخدام الذراع الروبوتية، إعادة التدوير، الزراعة المائية، وتطبيق الساعة المدرسية لضبط الحصص وساعات الدراسة، بالإضافة إلى مشروع “المسيّرات” الذي استُلهم من الحاجة إلى الطائرات المسيرة الصغيرة لإخماد الحرائق.
يقول مسلماني: “يلتحق الطالب بالمشروع المناسب له ضمن ساعات دراسية وعملية إضافية. لا بد من استثمار هذه العقول الصغيرة لأن سوريا بحاجة إليها، ونحن معهم خطوة بخطوة.”
أما حسام فيأمل أن يصبح طبيباً على الرغم من شغفه بالابتكار والتقنية، ويقول: “يشجعني والداي على أن أصبح عالماً ومخترعاً، وسأتابع في هذا المجال حتى لو حققت حلمي بدخول كلية الطب، فالمهم هو العمل الجاد.”
وكان معرض دمشق الدولي قد اختتم فعاليات دورته الثانية والستين، بعدما استقطب الحدث أكثر من مليوني زائر، وشهد مشاركة ما يزيد على 800 شركة من سوريا و44 دولة عربية وأجنبية، في أجواء وُصفت بالاستثنائية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية