«نبض الخليج»
دبي في 5 مايو / وام / تشكل المنطقة الحرة لجبل علي “جافزا” نموذجاً تنموياً رائداً في دعم سلاسل الإمداد العالمية وتيسير حركة التجارة الدولية، مستندة إلى إرث يمتد لأربعة عقود من الإنجازات.
وكشفت “جافزا” اليوم أن استثماراتها على مدار الثلاث سنوات المقبلة تبلغ قيمتها 8.5 مليار درهم.
وتؤكد المنطقة الحرة دورها في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إذ تخطت تلك الاستثمارات الـ110 مليار درهم على مدار العقدين الماضيين.
واستعرض كل من عبدالله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والمدير العام، “دي بي ورلد”، دول مجلس التعاون الخليجي، وعبدالله الهاشمي، الرئيس التنفيذي للعمليات، المجمعات والمناطق الحرة في “دي بي ورلد” دول مجلس التعاون الخليجي، خلال لقاء صحفي اليوم، أبرز محطات تطور “جافزا”، والدور المحوري الذي تلعبه في دعم الاقتصاد الوطني، ومواكبة التحولات، وتسريع التحول الرقمي.
وقال عبد الله بن دميثان إن الفكرة الأساسية لإنشاء “جافزا” انطلقت عام 1980، حين تم تأسيس أول إطار قانوني لمنطقة حرة في الدولة، وبدأت “جافزا” نشاطها الفعلي عام 1985 بخدمة 19 شركة فقط، بينما تضم اليوم أكثر من 11 ألف شركة، وتوفر أكثر من 160 ألف وظيفة مباشرة.
وأضاف أن المنطقة الحرة، إلى جانب ميناء جبل علي، تسهمان بنحو 36% من الناتج المحلي لإمارة دبي، مؤكداً أن الإمارة أصبحت ثالث أكبر مدينة في العالم في إعادة تصدير البضائع، مستفيدة من البنية التحتية المتطورة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، والخدمات اللوجستية الذكية التي تقدمها “دي بي ورلد”.
وأوضح أن “جافزا” شهدت خلال العقدين الماضيين تحولات كبيرة، وتعاملت بنجاح مع مختلف التقلبات خلال السنوات الماضية.
وفيما يخص التحديات الجيوسياسية، أكد بن دميثان أن الإمارات تعتمد سياسة تنويع الشركاء.
وأكد أثر اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي تجاوز عددها 20 اتفاقية، في رفع معدلات التجار والأداء، لافتاً إلى أن التجارة مع الهند على سبيل المثال ارتفعت بنسبة 15% منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ.
وأكد أن “دي بي ورلد” تعتمد نموذجاً تشغيلياً يدمج بين الموانئ، والمناطق الحرة، والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا الرقمية، لتسهيل رحلة البضائع من المصنع إلى المستهلك.
وقال: نحن لا نعد أنفسنا مجرد مشغّلين، بل شركاء في سلاسل الإمداد العالمية.
ولفت إلى أن تطور المناطق الحرة في المنطقة بشكل عام يشكل فرصة للتحسين والتوسع، مؤكداً أن وجود أكثر من 28 منطقة اقتصادية في الإمارة ساهم في تنويع الفرص وزيادة حجم التجارة.
وأوضح أن “جافزا” سجلت نمواً بنسبة 15% في حجم التجارة خلال عام واحد، لتتجاوز قيمتها 700 مليار درهم، بما يمثل نحو 24% من إجمالي تجارة دبي غير النفطية التي شهدتها دبي العام الماضي.
وأشار إلى مساهمة “جافزا” في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، لافتاً إلى أنها بلغت 5.4 مليار درهم خلال العام الماضي، فيما وصلت إلى 110 مليارات درهم على مدار العشرين عاماً الأخيرة.
وأكد على جودة الصناعات والمنتجات التي تصدر من “جافزا”، مستشهداً ببعض الشركات مثل “ليبتون” التي توزع لأكثر من 60 دولة ومصنع الخليج للسكر الذي يصدر لأكثر من 40 دولة.
وأوضح أن المنتجات التي تصنع تخضع لمعايير الدول المستوردة.
وشدد على أن الممر اللوجستي بين المنطقة الحرة ومطار آل مكتوم يسهم في تسهيل حركة البضائع وخفض التكاليف والوقت.
وبيّن أن العملاء ينظرون إلى المنطقة كمنظومة عمل متكاملة تسهم في كفاءة العمليات بشكل عام.
من جهته، كشف عبد الله الهاشمي عن خطة استثمارية بقيمة 8.5 مليار درهم تمتد على ثلاث سنوات، وتتوزع على ثلاثة محاور رئيسية: مليار درهم لتطوير البنية التحتية، و3.48 مليار درهم لإطلاق منتجات ومرافق جديدة في المنطقة الحرة لجبل علي، و4.1 مليار درهم لتأسيس أسواق تخصصية.
وقال: من ضمن المشاريع “بهارات مارت”، الذي يعتبر بوابة ومنصّة تجارية عالمية المستوى للمصنّعين والمصدّرين الهنود، تمكنّهم من الوصول إلى الأسواق العالمية.
وأوضح أن عملية تمويل المشاريع الجديدة تتم من الإيرادات المتحصلة من إقليم الخليج، وكذلك عبر برامج التمويل التي لدى الشركة الأم “موانئ دبي العالمية”، إضافة إلى تطوير بعض المشاريع من خلال شراكة مع القطاع الخاص.
وأوضح الهاشمي أن البنية التحتية تشهد تحولات نوعية لتواكب متطلبات المستثمرين، إذ لم يعد الطلب على المخازن الصغيرة، بل على مرافق ضخمة بارتفاعات تصل إلى 17 متراً.
وأضاف: نطوّر حالياً مستودعات متعددة الطوابق لتقديم حلول لوجستية أكثر كفاءة، قادرة على خدمة عدة عملاء في نفس المنشأة.
وأكد أن “جافزا” أنجزت أكثر من مليون قدم مربع من المساحات ضمن المرحلة الأولى من “جافزا لوجستيك بارك”، وتعمل حالياً على تنفيذ مشاريع لتوفير 1.7 مليون قدم مربع إضافية خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأشار إلى أن نسبة الإشغال تصل إلى 95% بالنسبة للمستودعات، و92% من الأراضي مؤجرة، و94% بالنسبة للمكاتب.
وأكد عبد الله الهاشمي على التزام “دي بي ورلد” بتحقيق أهداف أجندة دبي الاقتصادية 2033، التي تسعى إلى مضاعفة حجم التجارة الخارجية إلى 25.6 تريليون درهم على مدار العقد المقبل، مشيراً إلى أن جميع المشاريع الحالية تسهم في دعم هذه الرؤية، وتعزيز موقع دبي كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية.
وأشار إلى أن أحد أهم عناصر الاستدامة هو ثقة المستثمرين، لافتاً إلى أن عدد الشركات في المنطقة يرتفع سنوياً بالمئات، فيما الشركات التي تخرج سنوياً لا تتجاوز 100 أو 150 شركة فقط، وليس من ضمنها أي من الشركات الكبرى.
وأكد الهاشمي، أن المنطقة الحرة في جبل علي لا تعتمد على قطاع اقتصادي واحد، بل تقدم بيئة متوازنة تدعم مختلف القطاعات، لافتاً إلى أن حوالي 34% من الشركات تندرج تحت الصناعات التحويلية، و35% ضمن قطاع اللوجستيات إلى جانب قطاع التجارة، بالإضافة إلى غيرها من الشركات كالخدمات المساندة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية