جدول المحتويات
«نبض الخليج»
نقلت إدارة المرور في محافظة دمشق مواقف انطلاق عشرات خطوط الميكروباصات من جسر الحرية (جسر الرئيس سابقاً) إلى خارج دمشق، في خطوة تهدف إلى تخفيف الازدحام وسط العاصمة. إلا أن هذا القرار أثار استياء المواطنين وأصحاب السرافيس، واعتُبر حلاً مرورياً على حسابهم.
وقال مصدر في شرطة المرور لموقع “تلفزيون سوريا” إن نقل الخطوط جاء لتخفيف الازدحام في جسر الحرية، وكذلك عند محور جسر فكتوريا، حيث كانت تنطلق المكروباصات من أسفل جسر الحرية لتلتف عند جسر فكتوريا وتعود إلى طريق ساحة الأمويين.
الخطوط التي تم نقلها هي: جديدة الشيباني، جديدة الوادي، أشرفية الوادي، عين الخضرة، عين الفيجة، بسيمة، ضاحية الفردوس، مساكن الديماس، وقرى الشام، وأصبحت نقطة انطلاقها الجديدة من موقف كراج جسر الوزان عند نهاية طريق الربوة، بينما نُقلت خطوط الصبورة وديماس البلد إلى كراج السومرية نهاية أوتوستراد المزة.
وأكد المصدر أن تعرفة خط وادي بردى، على سبيل المثال، انخفضت بعد نقل نقطة الانطلاق إلى موقعها الجديد في جسر الوزان، لتصبح 5 آلاف ليرة سورية، بعد أن كانت 8 آلاف ليرة من جسر الحرية.
جسر الوزان.. انتظار بلا نهاية
قرار نقل عشرات خطوط السرافيس خارج دمشق لم يلقَ قبولاً لدى أغلب السكان، حيث أصبح المواطن مضطراً لركوب أكثر من وسيلة نقل للوصول إلى وجهته، ما يكبده مزيداً من الوقت وتكاليف إضافية، وسط شكاوى من أن القرار الجديد تسبب في صعوبة العثور على سرافيس فارغة على الطريق.
يقف عشرات الأشخاص أسفل جسر الوزان بانتظار وسيلة مواصلات تقلّهم إلى جسر الحرية، إذ تكون أغلب السرافيس والتكاسي ممتلئة بالركاب. وقال عدد من المواطنين لموقع تلفزيون سوريا إنهم يضطرون في كثير من الأحيان إلى العودة إلى منازلهم بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى مركز العاصمة.
يوسف هندية (20 عاماً)، طالب في كلية الآداب بجامعة دمشق، عبّر عن غضبه من قرار نقل السرافيس إلى جسر الوزان، إذ يقيم في عين الفيجة بريف دمشق، وأصبح يحتاج إلى ثلاث وسائل نقل بدلاً من اثنتين للوصول إلى جامعته.
يقول هندية لموقع “تلفزيون سوريا” إن سرافيس عين الفيجة، كسائر خطوط وادي بردى، أصبحت تتوقف عند جسر الوزان بدل جسر الحرية، ما يضطر الناس للانتظار طويلاً حتى يصل سرفيس فارغ قادم من دمر أو قدسيا أو الهامة، حيث تصل أغلب تلك السرافيس ممتلئة لأن ركابها يتابعون طريقهم إلى جسر الحرية.
وأضاف أنه أصبح، كغيره من طلاب المناطق التي تغيرت خطوط سرافيسها، يخرج من منزله في السادسة صباحاً للحاق بمحاضرته في الثامنة، وكثيراً ما يصل متأخراً، بينما كان سابقاً يخرج عند السابعة ويصل باكراً.
واشتكى هندية من غياب العدالة قائلاً: “لماذا بقيت كثير من السرافيس تصل إلى جسر الحرية، بينما نُقلت سرافيس وادي بردى ومناطق أخرى إلى جسر الوزان؟! هل من المعقول أن سرافيس مناطقنا هي وحدها سبب أزمة السير؟”، مشيراً إلى أن سرافيس دمر وقدسيا والهامة أكثر عدداً وما زالت تدخل إلى جسر الحرية.
كما أوضح أن بعض السائقين استمروا في تقاضي 8 آلاف ليرة رغم تقليص المسافة إلى جسر الوزان، بحجة قلة الركاب وارتفاع أسعار المحروقات، ما يدفع الراكب 8 آلاف إلى جسر الوزان، ثم 3 آلاف إضافية إلى جسر الحرية إن وُجد سرفيس.
من جسر إلى آخر.. الأزمة تتنقل لا تُحل
تسبب نقل خطوط السرافيس من جسر الحرية إلى جسر الوزان أو كراج السومرية في ضغط إضافي على السرافيس التي بقيت تنطلق من جسر الحرية.
وقالت ياسمين البكري، من سكان أشرفية الوادي، إن سكان المناطق التي نُقلت خطوطها أصبحوا يضطرون إلى الصعود بسرافيس مشروع دمر أو قدسيا أو مساكن الحرس أو الهامة، ما أدى إلى ازدحام شديد على تلك الخطوط.
وأضافت، وهي طالبة في كلية الحقوق، أن المشكلة الأكبر أصبحت تطال الطلاب والموظفين الذين يحتاجون إلى المواصلات يومياً، ما جعل إيجاد وسيلة نقل أمراً بالغ الصعوبة.
ورغم بقاء كثير من الخطوط في مركز انطلاقها بجسر الحرية، فإن ركابها يواجهون أزمة في العودة إلى مناطقهم، بسبب اضطرار سكان المناطق الأخرى للصعود بنفس السرافيس للوصول إلى جسر الوزان أو السومرية، ما زاد من الضغط البشري عليها.
وقالت البكري لموقع “تلفزيون سوريا” إن معالجة الازدحام يجب أن تترافق مع توفير بدائل نقل فعالة ومريحة وسريعة، لا أن تُرحّل الأزمة إلى أطراف المدينة وتُحمّل تبعاتها للمواطنين. وأضافت أن التنظيم الحقيقي لا يعني فقط إخلاء وسط المدينة من المركبات، بل يتطلب بناء منظومة نقل عامة متكاملة تراعي الوقت والتكلفة والكرامة الإنسانية.
كلفة مرتفعة وبدائل محدودة
في ظل صعوبة إيجاد سرافيس تنقل الركاب مباشرة إلى مركز المدينة، لجأ بعض السكان إلى حلول بديلة.
وقال رائد القادري من سكان بسيمة إنه اتفق مع أربعة من أصدقائه في جامعة دمشق على الصعود بتاكسي واحد إلى جسر الحرية، حيث تبلغ أجرة التاكسي 70 ألف ليرة، ما يعني دفع 17 ألف ليرة لكل راكب.
وأضاف لموقع “تلفزيون سوريا” أن هذا الخيار أفضل من ركوب سرفيس بـ5 آلاف إلى جسر الوزان ثم الانتظار طويلاً، رغم أن التكلفة مضاعفة.
واتجه آخرون إلى ركوب “التوك توك”، وهي وسيلة اقتصادية تتسع لستة ركاب، وتبلغ كلفة الراكب الواحد 12 ألف ليرة من وادي بردى إلى جسر الحرية مباشرة.
في بعض الحالات، يستقل الركاب المنتظرون عند جسر الوزان حافلات نقل داخلي تابعة لشركة “الأقصى” قادمة من قدسيا، وتبلغ تذكرة الركوب إلى جسر الحرية 4 آلاف ليرة، لكن ندرة الحافلات تجعل هذا الخيار غير عملي، إذ قد ينتظر الراكب نحو ساعتين.
سائقو السرافيس: نحن متضررون ولسنا سبب الأزمة
لم تقتصر آثار القرار على الركاب، بل طالت السائقين الذين انخفضت مداخيلهم بشدة، ما دفع بعضهم إلى الإضراب احتجاجاً.
وقال محمود الصافي، سائق على خط جديدة الشيباني، لموقع “تلفزيون سوريا”، إنه كان ينجز من ست إلى ثماني رحلات يومياً، أما الآن فلا ينفذ سوى رحلتين، رغم أن المسافة أصبحت أقصر (13 كم بدلاً من 20).
وأوضح الصافي (50 عاماً) أن الركاب لم يعودوا يقبلون بالسرافيس التي تصل فقط إلى جسر الوزان، ويصرّون على الوصول إلى جسر الحرية، وفي حال رفض السائق، يتركون السرفيس ويبحثون عن بديل.
كما أشار إلى أن تقصير خط السرفيس خفّض من عدد الركاب على الطريق، بعدما كان السائق يستطيع تحميل ركاب إضافيين من المناطق الواقعة على الطريق إلى مركز المدينة.
وأكد أن “جميع سرافيس وادي بردى لا يتجاوز عددها 80 سرفيساً، فهل يُعقل أنها هي التي تسببت بأزمة سير، في حين تدخل آلاف السيارات يومياً من محافظات أخرى إلى العاصمة؟”.
وطالب بإعادة الخط إلى جسر الحرية، مقترحاً ألا تتوقف السرافيس داخل الجسر، بل تنقل الركاب إلى طرفه وتكمل طريقها مباشرة إلى وادي بردى.
بعض السائقين لم يلتزموا بالقرار الجديد بسبب الخسائر، واستمروا بالتوجه إلى جسر الحرية، ما عرّضهم لمخالفات من شرطة المرور.
تبلغ غرامة مخالفة تغيير الخط 130 ألف ليرة سورية، مع حجز السرفيس لمدة ثلاثة أيام، تضاف إليها 10 آلاف ليرة يومياً لكراج الحجز.
وفي حال التكرار، يُحجز السرفيس 10 أيام، أي بمبلغ إضافي قدره 100 ألف ليرة، وتصل العقوبة إلى شهر في حال تكررت المخالفة للمرة الثالثة، ما يزيد التكلفة عدة أضعاف.
كما يعاني السائقون من تقلب أسعار المحروقات وغلاء صيانة السرافيس، ما يزيد من حجم الأعباء اليومية عليهم.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية